لبرلمان الأوروبي يتبنى بأغلبية ساحقة صنيف حزب الله جماعة إرهابية

الجمعة 2005 / 03 / 11

واشنطن ولندن اعتبرتا إعادة تكليف كرامي تحدياً لإرادة الشعب

المعارضة اللبنانية ترفض المشاركة حكومة الوعيد و"تمديد الأزمة"

بيروت - لندن - »السياسة«:
عواصم - الوكالات:
ارتفعت حدة المواجهة بين المعارضة اللبنانية والسلطة الموالية لسورية بعودة رئيس الحكومة عمر كرامي الذي استقال قبل عشرة أيام تحت ضغوط الشارع المنتفض.
وفور تكليفه تشكيل الوزارة الجديدة رمى كرامي الكرة في ملعب المعارضة وحملها اذا لم تشارك مسؤولية عرقلة تشكيل حكومة »اتحاد وطني«.
لكن المعارضة رفضت على الفور الوقوع في هذا »الفخ« وأعربت عن خيبة أملها كما الولايات المتحدة وبريطانيا, كون كرامي ليس مؤهلاً لترؤس حكومة وفاق وطني لأنه ينتمي الى فريق الموالين لسورية التي لم تتراجع عن التدخل سياسياً في الحياة اللبنانية حسب ما أعلن مراقبون غربيون في بيروت أمس حيث أكدوا ان هناك نحو 6000 عميل سري لسورية يديرون الأمور في لبنان من خلف الستار.
وأعرب المراقبون عن اعتقادهم انه حتى بعد انسحاب الجيش السوري فإن دمشق ستستمر في محاولات السيطرة من خلال عملاء سريين لمخابراتها وأشاروا الى انه تم تزويد هؤلاء العملاء »هويات« لبنانية.
وفي مؤتمر صحافي عقده في القصر الجمهوري, دعا كرامي المعارضة الى المشاركة في الحكومة, مؤكداً انه لا يضع شروطاً للحوار ومحملاً من لا يوافق مسؤولية »العرقلة«.
وقال »ادعو جميع الفرقاء الى حوار وطني على طاولة مجلس الوزراء ولا أضع سلفاً أي شروط, من لا يشارك يتحمل المسؤولية«.
وأضاف: »حكومة الانقاذ الوطني السبيل الوحيد للانقاذ, الذي يعرقل تشكيلها ولا يقبل يتحمل المسؤولية«.
كما حمل كرامي المعارضة مسؤولية احتمال تأجيل الانتخابات وانهيار الوضع الاقتصادي اذا امتنعت عن المشاركة.
ورفضت أطراف معارضة عدة من جانبها العرض وتمسكت بموقفها المبدئي قبل الموافقة على أي حكومة والقاضي بإقالة رؤساء الأجهزة الأمنية لتأمين سلامة التحقيق في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والتعاون مع لجنة تحقيق دولية, وتطبيق اتفاق الطائف الذي ينص على انسحاب القوات والمخابرات السورية بناء على جدول زمني, واجراء انتخابات نزيهة.
وأعرب الزعيم الدرزي اللبناني المعارض وليد جنبلاط عن »خيبة أمله« ازاء اعادة تكليف كرامي مؤكدا ان ذلك يشكل »تمديدا للأزمة« السياسية في لبنان.
وقال جنبلاط من موسكو لاذاعة »سوا« الاميركية الناطقة باللغة العربية »برأيي انها خيبة أمل وتمديد للأزمة«.
وقال النائب غازي العريضي, من كتلة جنبلاط »لن ندخل الى فخ«.
وأكد انطوان اندراوس وهو من الكتلة النيابية نفسها, ان »عرض كرامي مرفوض, وهو ليس رئيس حكومة وفاق.. هو طرف ولا يمثل الوفاق«.
وأوضح انه كان على كرامي أولاً »أن يتعهد تلبية شروطنا قبل أي شيء« متسائلاً: »هل زالت الأسباب التي دعته الى الاستقالة حتى يعود?«.
كما رفض سيمون كرم, من أبرز أعضاء لقاء قرنة شهوان الذي يرعاه البطريرك الماروني نصر الله صفير اقتراح كرامي.
ورأت غنوة جلول, من كتلة الحريري النيابية, أن كرامي طرح فقط شعارات سياسية ولم يطرح آلية لتنفيذ مطالب المعارضة, وأضافت »نحن غير مستعدين لمقايضة دم الرئيس الشهيد«.
أما النائب بطرس حرب فاعتبر ان رئيس الجمهورية اميل لحود ارتكب خطأ دستورياً برفضه عدم تسلم مطالب المعارضة التي حملها النائبان فارس سعيد وغنوة جلول, وقال ان موقف لحود الذي يفترض به أن يكون حكماً بين اللبنانيين هو موقف سياسي, ولا يجب أن يصبح فريقاً.
وفي باريس قلل زعيم »التيار الوطني الحر« المعارض العماد ميشال عون من اهمية اعادة تكليف كرامي مؤكداً ان الاهم حالياً هو انسحاب القوات السورية من لبنان.
وقال عون (70 عاماً) وهو رئيس حكومة سابق »ما الفرق اذا كلف كرامي أو استمر في تصريف اعمال الحكومة المستقيلة«.
واضاف »ان اعادة تكليفه هي مسألة عددية داخل البرلمان وليست خياراً شعبياً فالشعب في الضفة الاخرى«.
كما قلل العماد عون من اهمية دعوة كرامي الى تشكيل حكومة »اتحاد وطني« تشارك فيها المعارضة.
وتابع: »لان الحكومة المستقيلة نفسها يشتبه بأنها أهملت واجباتها ازاء اغتيال« رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري, »لا يمكننا الكلام عن حكومة انقاذ وطني وانقاذ شعبي بطي الصفحة, فهنالك ملف يجب حله«.
وبحسب عون, »ان الحكومة المستقيلة ستستمر بتصريف الاعمال حتى انتهاء الانسحاب السوري وبعد ذلك, يمكننا تشكيل حكومة اخرى«.
وكان رئيس الوزراء الأسبق سليم الحص نصح كرامي بالانفتاح على المعارضة وتلبية مطالبها لتجاوز المأزق.
وفي ردود الفعل الدولية على الخطوة الاستفزازية من قبل الحكم اللبناني شجبت وزارة الخارجية الاميركية اعادة تكليف كرامي معتبرة ان عودته تمثل تحدياً لارادة الشعب اللبناني الطامح الى التغيير.
بدوره اعرب وزير الخارجية البريطانية جاك سترو عن »استيائه الكبير« وقال في سياق إلقائه كلمة امام جمعية »فابيان« في لندن »انني مستاء جداً (...) لكون الرئيس (اللبناني) اميل لحود طلب من رئيس الوزراء كرامي اعادة تشكيل الحكومة ذاتها تماماً في لبنان. آمل الا تكون سوى حكومة انتقالية وان ينظم اللبنانيون الانتخابات الحرة والنزيهة التي يستحقون«.
وشدد سترو على ضرورة »انسحاب القوات السورية والاهم من ذلك اجهزة الاستخبارات السورية من لبنان«.
واشاد سترو في كلمته »ببزوغ الديمقراطية في الشرق الاوسط« مؤكداً ان سقوط الرئيس العراقي السابق صدام حسين وتنظيم انتخابات ديمقراطية في العراق ساهما في هذا التوجه.
وقال سترو »ان امرا مهما جداً يحصل في الشرق الاوسط« في اشارة الى التطورات الاخيرة في لبنان والانتخابات العراقية والمؤتمر الذي استضافته لندن مؤخراً للبحث في سبيل مساعدة الفلسطينيين.
الى ذلك احتفل سكان شمال لبنان امس برحيل القوات السورية وهتفت مجموعات من الشبان والفتيات مطالبة بخروج السوريين وذلك عند مدخل بلدة حامات التي تمثل القاعدة الرئيسية لسورية حيث توجد بها وحدات رادارات فضلا عن مطار متهدم قرب منطقة جبل لبنان التي تبعد 85 كيلو مترا عن شمال بيروت .
وتجمع سكان حامات في شوارع قريتهم منذ الساعات الاولى من الصباح لالقاء نظرة على المواقع التي أخلتها القوات السورية وهي المواقع التي مازالت تعلوها صور الرئيس السوري.
وتدفق العشرات من القرويين ايضا على منطقة وجه الحجر وهي قاعدة سورية سابقة اخرى في شمال لبنان وهتف حشد من اللبنانيين رافعين علم لبنان ومطالبين بتواجد الجيش اللبناني فحسب .
وتكرر المشهد ذاته في بلدة جسر المدفون على الساحل الشمالي اللبناني حيث وزع السكان الحلوى والزهور على الصحافيين المكلفين بتغطية عملية الانسحاب.
واحرقت مجموعة من الشبان السلع التي خلفها الجنود السوريون وراءهم وطلوا المواقع التي اخلاها هؤلاء الجنود باللونين الابيض والاحمر لوني العلم اللبناني.
وفيما اعلن وزير الدفاع اللبناني عبدالرحيم مراد ان ستة آلاف جندي سيغادرون لبنان نهائيا خلال اسبوع رفض الموفد الخاص للامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن بعد اجتماعه مع الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ الرد على سؤال عما اذا كان سيطلب من الرئيس السوري تحديد جدول زمني لانسحاب القوات السورية مؤكدا انه لاينقل مضمون محادثاته مع قادة المنطقة الى وسائل الاعلام.
واعلن لارسن عن وجود تطابق في وجهات النظر مع الرئيس مبارك حول المسائل المتعلقة بالقرار 1559 .

 

خطوات غربية حثيثة لإغلاق ملفه

 نهائياً بعد إنجاز الانسحاب السوري

البرلمان الأوروبي يتبنى بأغلبية ساحقة

تصنيف حزب الله جماعة إرهابية

بروكسل - كتب - حميد غريافي:
ستراسبورغ - واشنطن - الوكالات:
وصم البرلمان الأوروبي حزب الله اللبناني بأنه جماعة إرهابية وحض وزراء الاتحاد الاوروبي على التحرك ضد هذه الجماعة.
وقال قرار غير ملزم تبنته أغلبية كبيرة »البرلمان يعتبر ان هناك دليلاً واضحاً على قيام حزب الله بأنشطة ارهابية, يتعين على الاتحاد الأوروبي اتخاذ كل الخطوات الضرورية للحد منها«.
وجدد أيضاً القرار الذي تبناه البرلمان مطالبة سورية بسحب قواتها وأجهزة مخابراتها من لبنان بأغلبية 473 صوتا مقابل ثمانية أصوات وامتناع 33 عضوا عن التصويت.
من جهتها أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ان الولايات المتحدة لم تغير موقفها من حزب الله اللبناني الذي تعتبره منظمة »ارهابية«.
وتأتي تصريحات رايس هذه رداً على ما نقلته صحيفة »نيويورك تايمز« أمس عن مسؤولين أميركيين ان الولايات المتحدة تراجعت عن مطلبها نزع أسلحة حزب الله وتحولت الى دعم الجهود التي تقوم بها فرنسا والامم المتحدة من أجل انخراط الحزب اللبناني الشيعي في الحياة السياسية اللبنانية.
وكان زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط أخفق خلال لقائه كبار المسؤولين الأوروبيين في بروكسل أول من أمس في الحصول على أي وعد منهم ب¯ »وقف مسار« حزب الله اللبناني الحثيث لتصدر »لائحة الارهاب« الاوروبية بعدما كان حل في احدى المراتب »الطليعية« في اللائحة الأميركية قبل سنوات الى جانب ربيبته ايران التي تتصدرها ب¯ »جدارة«.
وذكر ديبلوماسي اوروبي في العاصمة البلجيكية ل¯ »السياسة« امس ان بعض قادة الاتحاد الاوروبي الذين قابلهم زعيم المعارضة اللبنانية الراهنة, وبينهم المسؤول عن السياستين الخارجية والأمنية الاوروبيتين خافيير سولانا, تجنبوا ابداء آرائهم في »تصريحاته الخجولة« حول معارضته تجريد حزب الله من سلاحه بموجب قرار مجلس الأمن الدولي ,1559 »اذ انهم -حسب الديبلوماسي- لا يشاركون جنبلاط هذا التوجه لأنهم من صناع ذلك القرار« وانهم »علقوا على قوله بأن مسألة تجريد حزب الله هي قضية لبنانية داخلية بالقول ان حزب الله ليس مجرد حزب لبناني داخلي بل له امتدادات خارجية اذ يتلقى دعميه المالي والتسليحي من ايران وسورية, ولذلك لا يعتبره المجتمعان الاوروبي والدولي مسألة لبنانية داخلية على الاطلاق«.
وعلى الرغم من »عدم إلحاح« الزعيم اللبناني الدرزي الذي فك كل روابطه السابقة بسورية وحلفائها في لبنان وبينهم »حزب الله«, على القادة الاوروبيين في طرحه هذا حول مصير الحزب »فقد بدا انه يفعل ما يفعل كرفع عتب فقط, اذ هو يدرك خطورة وجود حزب الله في قلب الصراع مع اسرائيل المحمية من اوروبا وأميركا, وبالتالي - حسب أحد أعضاء الوفد اللبناني المرافق له - لم يشأ استثارة المشاعر الاوروبية أكثر مما فعل«.
وأكد المصدر الأوروبي ل¯ »السياسة« ان »اوروبا بضغطين أميركي واسرائيلي متجهة بسرعة نحو ادراج حزب الله على لائحتها الارهابية يدفعها الى ذلك ايضا رفض الحزب تنفيذ ما يتعلق به من القرار 1559 وهو أمر لا يمكن التهاون فيه إذ أن مسألة بسط سيادة الدولة اللبنانية على حدودها مع اسرائيل قد تكون المطلب الاوروبي الأكثر جوهرية في هذا القرار لانه في اعتقادها الراسخ لا يمكن احلال السلام في المنطقة بوجود ميليشيات مسلحة مثل حزب الله وفصائل فلسطينية ارهابية اخرى على بعد امتار من الحدود الاسرائيلية بامكانها اشعال الاوضاع متى صدرت اليها الاوامر من الخارج بذلك.
ونسب المصدر الأوروبي الى ديبلوماسيين اميركيين واوروبيين قولهم على هامش قمة حلف شمال الاطلسي في بروكسل في نهاية الشهر الفائت ان »المنطقة« المحيطة باسرائيل لا يمكن ان تستقر بوجود عنصري التفجير الخطيرين في لبنان وهما الجيش والاستخبارات السورية ثم مقاتلي حزب الله الذين يتلقون اوامرهم من طهران ودمشق لذلك يجب فرض تطبيق بنود القرار 1559 بسرعة في كل جوانبه وحتى بالقوة اذا استدعى الامر ذلك اذا كان العالم جادا في الوصول بالصراع الاسرائيلي ¯ الفلسطيني ومن ثم الصراع الاسرائيلي ¯ العربي الى بر السلام«.
ونقل المصدر الاوروبي عن مرافقين للرئيس جورج بوش الى قمة الاطلسي تلك قولهم »ان الخطوة الفورية التالية بعد انسحاب اخر جندي سوري من لبنان هي ضرورة اقفال ملفي حزب الله والارهابيين الفلسطينيين المقيمين في سورية ولبنان اذا كانت الولايات المتحدة وأوروبا جادتين في تحويل لبنان الى واحة للديمقراطية المنشودة في العالم العربي بأجمعه.