الأحزاب الموالية لطهران
ودمشق في لبنان تظاهرت وفاء للأسد ودعما لحكم الأجهزة
أكد أن الديمقراطية في لبنان ستطرق باب كل نظام عربي
بوش: سنضع حداً لطغاة الشرق الأوسط
واشنطن - الوكالات:
أكد الرئيس الأميركي جورج بوش ضرورة وضع حد للحكم الشمولي في منطقة الشرق
الأوسط وحض العالم الحر على وقف تساهله
مع الطغاة في هذه المنطقة.. وفي حين وجه انتقادات قاسية لسورية ولإيران قال:
»ان الديمقراطية تطرق أبواب لبنان الآن ولو نجحت في لبنان ستطرق باب كل نظام
عربي«.
وشدد الرئيس الأميركي في كلمة له في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن على ضرورة
الانسحاب السوري قبيل الانتخابات البرلمانية اللبنانية, وقال: »التاريخ يتحرك
بسرعة الآن وقادة الشرق الأوسط أمامهم خيارات« مشيرا الى أن سورية تلقت
تحذيراً بالانسحاب من لبنان أو المعاناة من عزلة دولية أكبر مما تعانيه الآن.
وأضاف: »الوقت حان الآن لسورية لتطبيق قرار مجلس الأمن 1559 بشكل كامل وعلى
كل القوات السورية المسلحة وأيضاً أفراد أجهزة المخابرات عليهم أن ينسحبوا
قبل موعد الانتخابات كي تكون هذه الانتخابات حرة ونزيهة«.
وقال: »يجب أن تكون الانتخابات اللبنانية تحت مراقبة دقيقة من مراقبين
دوليين.. للشعب اللبناني الحق في اختيار برلمانه بعيداً عن تدخلات القوى
الخارجية«.
وأشار بوش الى أن الحكومة اللبنانية الجديدة ستحظى بدعم دولي في بناء كل
المؤسسات اللبنانية »حتى يستطيع (لبنان) التحرك الى الأمام في أمن وسلام
وحرية«.
وقال في رسالة الى شعب لبنان ان »كل العالم يشاهد حركتكم العظيمة ومستقبل
لبنان سيكون في أيديكم.. والشعب الاميركي يقف الى جانبكم والملايين في
أوروبا«.
وأضاف في رسالته »زخم الحرية الى جانبكم والحرية ستسود وستنتصر في لبنان«.
ووصف الرئيس الاميركي خطاب الرئيس السوري بشار الأسد بأنه »تسويف«.
وحول الإصلاح ومشروع الشرق الأوسط الكبير أكد بوش ان العالم بأسره له مصلحة
ملحة في التقدم والأمل في هذه المنطقة.
وأضاف ان الإصلاح في الشرق الأوسط يتطلب أيضاً فكراً جديداً في العواصم
الديمقراطية وضرورة انهاء »عقود من ايجاد الأعذار للطغيان والتكيف معه«
مؤكداً أن الإصلاحات الديمقراطية في المنطقة ستؤدي الى كبح الارهاب وتحسين
الوضع الامني في الولايات المتحدة مشيرا الى ان سورية وايران تساندان
»الارهاب« ودعاهما الى التوقف عن استخدام الجريمة كأداة سياسية وانهاء كل دعم
للارهاب.
واضاف: »الآن يجب أن يصبح الأمر أكثر وضوحا بأن الحكم السلطوي لا يشكل موجة
المستقبل. فهو يلفظ آخر أنفاسه في تاريخ مشين«.
وحض بوش زعماء الشرق الأوسط على المشاركة في التغيير في المنطقة مشيرا الى
الانتخابات في العراق والسلطة الفلسطينية والمظاهرات العارمة التي تطالب
بانسحاب سورية من لبنان واجراء انتخابات حرة ونزيهة.
ووصف الانتخابات البلدية في المملكة العربية السعودية وقرار الرئيس المصري
حسني مبارك بفتح باب الترشيح في الانتخابات الرئاسية أمام مرشحين آخرين فضلا
عن نفسه بأنها خطوات »صغيرة ولكنها محل ترحيب«, وقال »التاريخ يتحرك بسرعة
الآن وأمام زعماء الشرق الأوسط اختيارات لاتخاذها«.
وأضاف بوش ان الاصلاحات الديمقراطية في الشرق الأوسط من اولويات سياسته خلال
فترة ولايته الحالية التي تستمر أربعة أعوام مشيرا الى ان التغير سيجعل
العالم أكثر أمنا وسيمنح العرب حقهم في الحرية.
وقال ان اسقاط نظام صدام حسين واقامة ديمقراطية في العراق سيشجع على نشر
الاصلاحات الديمقراطية والاقتصادية في كل انحاء الشرق الأوسط.
واضاف انه يتعين على الولايات المتحدة وغيرها من الدول التوقف عن التسامح مع
الطغاة في المنطقة والضغط على الدول لاجراء اصلاحات.
على صعيد آخر, قال الرئيس الاميركي ان على اسرائيل ان تساعد على قيام دولة
فلسطينية قابلة للحياة مع تجميد الاستيطان خصوصا بشكل كلي داعيا الفلسطينيين
الى التحرك »بشكل ناشط« لمكافحة »الجماعات الارهابية«.
واضاف: »نحن نسعى الى دولتين ديمقراطيتين: اسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا الى
جنب في سلام وأمن, وهذا الهدف يمكن تحقيقه اذا التزمت الاطراف بمسؤولياتها
واذا تم انهاء الارهاب« مؤكدا ان »على الدول العربية انهاء التحريض في وسائل
إعلامها ووقف التمويل العام والخاص للارهاب ووقف دعمها للتعليم المتطرف
واقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل«.
الأحزاب
الموالية لطهران ودمشق في لبنان
تظاهرت وفاء
للأسد ودعما لحكم الأجهزة
بيروت ¯ واشنطن ¯ »السياسة«:
دمشق ¯ ستراسبورغ ¯ الوكالات:
تظاهرت الاحزاب الموالية لسورية امس دفاعا عن دمشق ودعما لسلطة الاجهزة
اللبنانية في ساحة رياض الصلح وسط بيروت تلبية لدعوة اطلقها الامين العام
لحزب الله حسن نصر الله في اعقاب التظاهرات والاعتصامات المستمرة للمعارضة
اللبنانية منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.
وفيما بدأت سورية سحب قواتها من جبل لبنان والشمال باتجاه سهل البقاع مؤكدة
ان الانسحاب سيشمل جميع اجهزة الاستخبارات, اعلنت الولايات المتحدة وفرنسا
انهما تريدان افعالا لا اقوالا.. بينما دعت رئاسة الاتحاد الاوروبي الى ابقاء
الضغوط على دمشق .. وفي هذا الاطار كشفت مصادر في الحزب الجمهوري الاميركي ل¯
»السياسة« ان الاجهزة الغربية المعنية تلاحق حاليا مصادر ثروات رؤساء الاجهزة
الامنية السوريين واللبنانيين .
وشارك في تظاهرة الموالاة امس في بيروت اكثر
من مليون شخص هتفوا دعما لدمشق وللسلطة اللبنانية الحالية ورفضا للقرار
الدولي .1559
وفي خطاب القاه امام الحشود اعاد حسن نصرالله الى الاذهان اجواء الحرب في
جنوب لبنان.
وبدأ نصر الله خطابه بالتأكيد على أن احدا لا يستطيع اخراج سورية من لبنان
ووجه الشكر للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد, كما طالب القوى السياسية
المختلفة الى الحوار من اجل مصلحة لبنان وشعبه ووحدته ومستقبله.
ولم يقتصر الخطاب على الوضع الداخلي بل تعداه الى القوى الخارجية التي تضغط
على سورية ووجه رسائل قصيرة الى كل من فرنسا والولايات المتحدة واسرائيل,
ودعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك بوصفه صديقا للبنان الى مراجعة موقفه من
القرار ,1559 في حين حذر الولايات المتحدة من مغبة اي تدخل عسكري في لبنان.
اما الرسالة الخاصة باسرائيل فكانت قوية وقاطعة حين اكد ان ما عجزت عن تحقيقه
الدولة العبرية بالحرب لن تستطيع ان تحققه بالسياسة.
وفيما لم يعلق اقطاب المعارضة اللبنانية على خطاب نصر الله مد زعيم الحزب
التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط يده الى حزب الله معربا عن ارتياحه
لتنظيم تظاهرة مؤيدة لسورية تحت العلم اللبناني.
وقال جنبلاط بعد لقاء مع وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر »من الضروري
والمهم اجراء حوار مع حزب الله ونود ان ينضم الينا, الى صفوفنا.. كمدافعين عن
لبنان .. عن لبنان ديمقراطي«.
واضاف: هم ينظمون اليوم تظاهرة سلمية تجرى تحت العلم اللبناني, هذا امر جيد.
اˆمل ان ينضموا الينا من اجل مستقبل لبنان«.
لكن جنبلاط طالب مجددا بوضع »جدول زمني محدد بوضوح« لانسحاب القوات السورية
من لبنان.
في هذه الاثناء توجه وفد من المعارضة برئاسة النائب مروان حمادة الى بروكسل
وباريس لحشد الدعم المطالب بالانسحاب الكامل للقوات السورية.
من جهتها كشفت مصادر رسمية في باريس وواشنطن ان الرئيسين جاك شيراك وجورج بوش
على اتصال دائم لمتابعة الوضع في لبنان يوما بيوم, مشيرة الى ان الرئيسين
طالبا دمشق بافعال لا اقوال وذلك ردا على ما اعلنته سورية امس ان انسحابها
سيشمل جميع اجهزة الاستخبارات.
وفي ستراسبورغ دعت رئاسة الاتحاد الاوروبي التي تتولاها حاليا لوكسمبورغ الى
»ابقاء الضغط« على سورية من اجل انسحاب قواتها الكامل من لبنان وفقا لما
يطالب به قرار مجلس الامن الدولي .1559
واكد الوزير المنتدب للشؤون الخارجية في لوكسمبورغ نيكولاس شميت على وجوب
»ابقاء الضغط على جميع المعنيين بهدف التنفيذ الكامل والفوري للقرار 1559«.
واضاف شميت الذي كان يتحدث امام البرلمان الاوروبي المنعقد في ستراسبورغ ان
الاتحاد الاوروبي سيستمر في متابعة »الازمة السياسية الخطيرة التي يمر بها
لبنان عن كثب وبقلق«.
واعتبر ان استقالة الحكومة برئاسة عمر كرامي المقرب من سورية الاسبوع الماضي
»تحت الضغط الشعبي« اثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري
»ولدت وضعا جديدا من المهم الافادة منه«.
واضاف: »يجب دعم تشكيل حكومة انتقالية جديدة تكون مقبولة من القوى السياسية
الرئيسية ضمن احترام المعايير الدستورية«.
واكد ايضا ان الاتحاد الاوروبي »سيكون مستعدا لتقديم اي مساعدة« من اجل
»اجراء انتخابات حرة ونزيهة« في لبنان وهو امر تطالب به ايضا الامم المتحدة.
وفي مداخلة باسم المفوضية الاوروبية قال المفوض لشؤون التنمية لوي ميشال ان
بروكسل تبحث في هذا الوقت امكانية ارسال فريق مراقبين اوروبيين للانتخابات
المقبلة وكذلك فريق لتدريب مراقبين محليين »ان طلبت الحكومة اللبنانية ذلك«.
وخلال المناقشة عبر النواب الاوروبيون الذين سيصوتون غدا على قرار يتعلق
بالوضع في لبنان, بغالبيتهم العظمى عن تأييدهم لانسحاب سريع وكامل للقوات
السورية من لبنان.
وطالب عدد من البرلمانيين المحافظين مجددا بادراج حزب الله على اللائحة
الاوروبية السوداء للمنظمات »الارهابية« ويتضمن مثل هذا التدبير تجميد ارصدة
الحزب في اوروبا.
وفي اطار الضغوط الغربية المتصاعدة على نظامي دمشق وبيروت اكدت مصادر في
الحزب الجمهوري الاميركي ل¯ »السياسة« ان دول الاتحاد الاوروبي ستتقدم بواسطة
ممثلية الامم المتحدة في جنيف بدعوى قضائية امام محكمة العدل الدولية في
لاهاي ضد مسؤولين عسكريين وامنيين سوريين ولبنانيين تثبت وثائق التقارير
الاستخبارية الغربية ضلوعهم في جرائم تعذيب, وجرائم ضد الانسانية على غرار
المحاكم التي انشئت لمحاكمة مجرمي الحرب وجرائم الانسانية في البوسنة
وكرواتيا وكوسوفو ومناطق اخرى من القارة الافريقية«.
وكشفت التقارير النقاب عن ان »كمية من الوثائق المالية التي تميط اللثام عن
حسابات بعض قادة الاجهزة الامنية اللبنانية والسورية في المصارف اللبنانية
وبعض مؤسسات تشغيل الاموال, وقعت في ايدي السفارات الغربية في بيروت من
موظفين لبنانيين في تلك المصارف بينهم عدد من مديريها«.
http://www.alseyassah.com/alseyassah/Seyassah.htm |