داعياً الضباط إلى عدم سماع ما يقوله "الزعران اللبنانيون" ورافضاً تسليم  ماهر وآصف إلى التحقيق الدولي

 الأسد: لن أستسلم... وليتفضل بوش إلى دمشق ليأخذني

دمشق ¯ باريس ¯ »السياسة«:

غيرت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية لهجتها في هذه المرحلة وأخذت تعلن ان ما يجري في لبنان من تظاهرات حاشدة ترفع شعارات عدائية ضد النظام السوري البعثي الحاكم, وضد رئيسه, أصبح موجها الاˆن الى الداخل السوري, والى مفاصل النظام الحاكم الرخوة والقابلة للكسر. وتروي المصادر في هذا السياق ان رئيس النظام بشار الأسد بدأ يقول في اجتماعاته مع الضباط, وبشكل مضطرب: »كونوا مثلي, فأنا لا اهتم بما يقوله هؤلاء »الزعران« اللبنانيون عني, وما يرددونه ضدي من هتافات, فقوتي في الاساس استمدها منكم, ومن يهمني هو انتم, ولا احد اˆخر سواكم«. اضافة الى ان الأسد, وفي نطاق احياء تحالفاته الميتة في الداخل, استأنف الاتصال بالضباط المسرحين, وجمعهم يوم الأحد الماضي على مائدة عشاء, بعد قطيعة طويلة بينه وبينهم دامت نحو خمس سنوات.

وفي جانب اˆخر من الصورة قالت المصادر ان الأسد اقدم على إقالة رئيس فرع المخابرات العسكرية بدمشق على خلفية فشله في ترتيب اعمال الشغب في بيروت (الاشرفية) والتي كان يهدف منها الى إثارة فتنة طائفية لم يقع الشعب اللبناني في شباكها. على صعيد اˆخر ذي صلة افادت المصادر المقربة »السياسة« ان لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري اقتربت كثيرا من شخص رئيس النظام, والذي يبدو في دمشق انه اقتراب من عدم بتظاهرات بيروت, وبكل الشعارات التي رفعتها هذه التظاهرات وأكثرها شعارات حادة واتهامية ومباشرة, واضافت ان ما يجري في بيروت بدأ يصيب الاسد بالاضطراب وانشغال البال, والدوران في دائرة مغلقة, لم ينفع حتى الاˆن في اخراجه الى الحلول المعقولة, وفي هذه الاجواء المتأزمة تلقى الاسد نصيحة من مسؤول عربي كبير ابلغه فيها ان عليه ان يسلم أخاه ماهر الاسد وزوج أخته اˆصف شوكت الى لجنة التحقيق, وقد رد الاسد على نصيحة المسؤول العربي الكبير بالرفض, معتبرا الاقتراب من ماهر واˆصف اقترابا مستحيلا, وقال الاسد اذا اراد بوش استلامهما (ماهر واˆصف) فليتفضل الى دمشق وليأخذهما.. »لا يمكن ان اسلم اخي وصهري.. يريد بوش احتلال سورية فليتفضل .. ياميتين ياعيشين« هنا اراد المسؤول العربي الكبير ان يخفف من توتره فمازحه بالقول » يمكن بوش يطلبك انت«, فأجابه » مستحيل... أحرق البلد ولا ادعه يصل الي«, فعاد المسؤول العربي الكبير الى نصحه مرة اخرى بضرورة تسليم أخيه وصهره, على الاقل من اجل ان يحمي نفسه, وان يمنعهم من الوصول اليه, فأجاب انا مستعد ان اسلم اي ضابط, رستم غزالي, جامع جامع, محمد خلوف, بهجت سليمان, اما ان اسلم ماهر واˆصف فمستحيل, فليتفضلوا وليحتلوا سورية وليأخذاهما إذا ارادوا. ونقلت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية معلومات أخرى ل¯ »السياسة« تفيد ان بشار الاسد, سيذهب في نهاية التحقيق الدولي الى محكمة دولية, وسيأتون به الى هذه المحكمة كما اتوا بالرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش. وقد سبق للاسد ان تلقى نصيحة من الرئيس الفرنسي في وقت سابق من العام الماضي بأن عليه ان يبدأ من الاˆن تعلم اللغة الصربية.

وفي هذا الاطار فقد ذهب رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج بريمرتز الى نيويورك وفي حوزته مجموعة من الاشرطة المسجلة حول حادث اغتيال الحريري ومنها شريط يتضمن محادثة بين الاسد ولحود يطمئنه الرئيس اللبناني فيها على موت الحريري يوم حادثة الاغتيال, ويقول له انه ارسل العميد ريمون عازار رئيس الاستخبارات العسكرية اللبنانية للاطمئنان بنفسه على موت الحريري, وان عازار ذهب الى ثلاجة الموتى ورأى الجثة بنفسه. وقال لحود للأسد في هذا الشريط, ومن اجل زيادة الاطمئنان: »ارسلت ريمون الى ثلاجة المستشفى ولم ارسل وزير الصحة, لاطمئن بنفسي وأطمئنك معي«. وقد ووجه عازار بهذا الشريط فاعترف بصحة مضمونه, وبان لحود هو الذي امره بالقيام بهذه المهمة«. وفي السياق نفسه نقلت المصادر المقربة ان رئيس لجنة التحقيق الدولية افهم الولايات المتحدة بأنه إذا اردتم ان استمر في مهمتي فيجب ان احقق واستمع الى ماهر الاسد وآصف شوكت, وصولا الى رئيس النظام بشار الاسد, ومعهم فاروق الشرع, حتى استطيع اقفال الحلقات المفتوحة في التحقيق, وحتى اتمكن من اعلان الحقيقة. وتروي المصادر المقربة في هذا الجانب انه بعد نجاة النائب والوزير اللبناني مروان حمادة من محاولة اغتيال قرر رفيق الحريري الذي كان رئيسا للحكومة, ووليد جنبلاط تركيب اجهزة تنصت على الهواتف لمصلحتهما.

 وخلال فترة وجيزة من تركيبها,   رصدت الاجهزة مكالمات مهمة بين الاسد ولحود, وبين الاسد وغزالي وبين الاسد وسليمان فرنجية, كان محورها الاتفاق على وضع خطة لقتل الحريري لانه اصبح يشكل ثقلا سنيا في لبنان وفوزه في الانتخابات التشريعية مضمون وسيكون كاسحا بشكل يهدد باسقاط لحود واخراجه من بعبدا. وفي محور الاتفاق هذا تشاور الاسد مع جميل السيد فاشار عليه السيد بأن الحريري يجب ان يقتل ثم اعاد تشاوره مع غزالي الذي اخذ يزوده فيما بعد بكل تحركات وتنقلات الحريري اولا فأولا. بعد اتمام حلقة التشاور, وتحديدا مع جميل السيد, استدعى الاسد صهره آصف, واخاه ماهر, وبهجت سليمان, حيث بدأ الاعداد لتنفيذ جريمة الاغتيال بالتنسيق مع غزالي. فرقة الموت جلبت سيارة الميتسوبيشي التي فخخت في منطقة »نبع بردى« في معسكرات خاصة بتدريب الارهابيين, ثم تم نقلها الى حمانا, في جبل لبنان يوم 13/2/.2005 وقد اشرف على تنقل الشاحنة ماهر الاسد, وآصف شوكت, ورستم غزالي, الى ان فجرت في موكب الحريري وقضت عليه وعلى مرافقيه. في جانب آخر ذي صلة قالت المصادر المقربة ان رئيس لجنة التحقيق الدولية مصر على استجواب بشار وآصف وماهر, كما سبقت الاشارة, وان احداث الشغب في حي الاشرفية في بيروت وراءها الرئيس السوري نفسه, بقصد اشعال الفتن الطائفية في لبنان, وان اميركا وفرنسا تريدان الانتهاء من التحقيق للقبض على الاسد, والقضاء على المخاوف من مخططات عدم الاستقرار التي يعدها للتنفيذ في العراق وفلسطين ولبنان. وافادت المصادر انه في هذه الاثناء يتواصل التنسيق بين اطياف المعارضة السورية في اوروبا ونقلت عن اوساطهم ان جماعة الاخوان المسلمين اصبحت جاهزة للعمل داخل سورية حين حلول ساعة الصفر, كما نقلت المصادر عن عبدالحليم خدام ان سقوط النظام في دمشق اصبح وشيكا وقد يتم خلال ثلاثة أو ستة أشهر. ويتواكب مع هذه الانشطة المعارضة قيام مشكلات في اللاذقية بين خال الأسد محمد مخلوف وبين اعدائه الذين طلبوا من بشار مصادرة املاك خاله بواسطة الحرس الجمهوري, وتوزيعها على الطائفة العلوية وبواسطة الحرس ايضا. ومن جانبه تلقى حكمت الشهابي رئيس الاركان السوري السابق المقيم بين باريس وواشنطن اتصالات من ضباط الداخل عن طريق وسطاء, وكلهم من سنة حلب, اعلنوا فيها ولاءهم المسبق له وجهوزيتهم للتحرك في الساعة المطلوبة. وفي يوم الجمعة الماضي تمت مصادرة اموال مفيد محمود شوكت, شقيق آصف شوكت المودعة في فرع احد البنوك اللبنانية في جادة الشانزليزيه في باريس بناء على طلب اللجنة الدولية التي كشفت انها اموال عائدة الى آصف وليس لأخيه. أما شريك ماهر في مجال العقارات والمقاولات وتبييض الاموال (م.ح) فقد قام اخيرا بتصفية جزء من املاك ماهر الاسد وتحويلها الى اسبانيا والنمسا على غرار ما فعله رامي مخلوف قبل مدة.

 وكان (م.ح) يعمل سابقا لدى نصر ابراهيم حويجي رئيس المخابرات الجوية, وعندما احيل الى التقاعد انتقل للعمل مع ماهر الاسد, في مجال ادارة امواله التي حاز عليها من برزان التكريتي شقيق الرئيس العراقي السابق صدام حسين, وحاز عليها معه آصف شوكت ومحمد مخلوف.