اتهم نظام "البعث" بالوقوف وراء مسلسل  الاغتيالات الإرهابية في لبنان لإشاعة الفوضى

خدام: على الأسد الرحيل إلى البيت...  أو السجن لإنقاذ سورية

بيروت ¯ »السياسة«:
عواصم ¯ الوكالات:
شن نائب الرئيس السوري المنشق عبدالحليم خدام هجوما عنيفا اˆخر على النظام الحاكم في دمشق, مؤكدا ضرورة ان يرحل الرئيس بشار الاسد الى البيت ... أو الى السجن.
وقال خدام في حديث لقناة »فرانس 3« العامة مساء أمس ردا على سؤال عن مستقبل الرئيس بشار الاسد »يجب ان يرحل الى البيت.. الى السجن « مضيفا »المهم هو انقاذ سورية من هذا النظام«.&
واوضح خدام »الذين يقفون وراء الاغتيالات الاخيرة في لبنان سيستمرون في القتل لان هدفهم هو اشاعة الفوضى في هذا البلد«.
واضاف خدام الذي يعيش في حي فاخر في باريس ان حياته باتت »في خطر« الا انه »غير خائف«.
ويأتي الهجوم الجديد لنائب الرئيس المنشق في الوقت الذي كشفت مصادر مطلعة ان الاسد نجا من انقلاب عسكري »عائلي« قاده صهره ورئيس استخباراته اللواء اˆصف شوكت وشقيقته بشرى, وبالتزامن مع الحديث عن عرض سعودي ¯ مصري ¯ فرنسي على »الطريقة الفرنسية« لانقاذ الرئيس السوري ويتضمن الابتعاد عن ايران وتقديم وزير الخارجية فاروق الشرع وجميع المتورطين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري الى العدالة.
ونقل موقع »إيلاف« الإلكتروني عن هذه المصادر قولها ان سبب عدم مشاركة الرئيس السوري في اجتماع القمة الطارئ, الذي استضافته مدينة جدة السعودية بين الرئيس المصري والعاهل السعودي, يرجع الى نصيحة تلقاها بالبقاء في دمشق لمتابعة الاوضاع هناك, إثر تلك الانباء التي اشارت الى »انقلاب قصر«, قادة مقربون من الرئيس السوري, في صدارتهم السيدة بشرى شقيقة الرئيس بشار الأسد, وزوجة اˆصف شوكت رئيس الاستخبارات العسكرية, التي قادت احتجاجا صاخبا داخل القصر ضد توجه نحو موافقة بشار الاسد على السماح بالتحقيق مع صهره, الذي أشار اليه تقرير ميليس باعتباره متهما في اغتيال الحريري.
وتزامنت هذه المعلومات مع انباء عن إجبار طائرة مدنية على الهبوط في دمشق بعد تحليقها فوق القصر الرئاسي.
وافادت المعلومات ان اربع طائرات من سلاح الجو السوري أجبرت الطائرة المدنية على الهبوط في مطار دمشق الدولي بعد ان حلقت فوق القصر الجمهوري.
من جهة اخرى, اطلقت وحدة الإنذار الشمالية إشارة الإنذار القصوى بدخول طائرة من شمال سورية مجهولة الهوية الى الاراضي السورية, من دون ان يرد المزيد من التفاصيل بهذا الشأن.
وحسب المصادر الديبلوماسية فإن الانقلاب الفاشل حصل بعد محاولات الرئيس المصري والعاهل السعودي اقناع الرئيس السوري بأهمية الإقدام على خطوة قوية وحاسمة تكفل استمراره على رأس السلطة, وتعزز مكانته كحاكم قوي في البلاد, من خلال ضرب بعض »مراكز القوى«, التي وصفت بأنها اصبحت عبئا على النظام أكثر مما تشكل دعما له في هذه الظروف الدقيقة التي يمكن ان تعصف بالبلاد وربما تمتد تداعياتها الى المنطقة برمتها.
من جانبها نقلت صحيفة »لوفيغارو« الفرنسية عن مصدر ديبلوماسي قوله ان مصر والسعودية وفرنسا »لا تتصور ان يقبل بشار الاسد غدا بالخضوع لاستجواب رسمي... ولكن البلدان الثلاثة تأمل ان »تغير سورية سلوكها, ويمكن ان يكون الإعلان في دمشق عن الموافقة على استجواب وزير الخارجية فاروق الشرع مؤشرا على ان سورية تتجاوب مع مطالب الدول الثلاث«.
واضافت: »أنه يبدو ان المجتمع الدولي لا يزال يسعى لحل »على الطريقة الليبية«, اي الى »تشخيص« للملف يؤول الى إدانة شخص ما في هذه القضية نيابة عن النظام السوري. ويمكن ان تكون التصريحات الاخيرة لرستم غزالي مؤشرا الى تفكير سوري بالانخراط في هذا المسار. فقد أعلن الاخير انه »إذا طلبت مني حكومتي ان اموت شهيدا, فأنا مستعد«.
وأوضحت الصحيفة انه »كما في قضية طائرة لوكربي, فان تسليم مسؤول, حتى لو كان رفيع المستوى, ينبغي ان يترافق مع اعتراف رسمي بمسؤولية الدولة (السورية). ولكن الوضع لم يتطور الى هذه النقطة بعد. وما تسعى اليه فرنسا والسعودية ومصر, حاليا هو الحؤول دون حدوث تصعيد خطر للوضع وتخشى الرياض والقاهرة من دخول سورية بصورة متزايدة في الفلك الإيراني.
وكان الاجتماع الذي انعقد في شهر نوفمبر بين بشار الاسد والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قد شكل نقطة انطلاق لمرحلة مجابهة منسقة بين سورية وإيران من جهة, والغرب من جهة اخرى. ويمر خط المجابهة عبر لبنان, حيث وقعت اغتيالات تنسبها المعارضة الى سورية, وحيث خرجت الاحزاب الشيعية المتحالفة مع سورية عن التضامن الحكومي. كما تشمل المجابهة اسرائيل, التي تعرضت للقصف من جانب مجموعة فلسطينية موالية لسورية للمرة الاولى منذ العام .2001
وحسب مصدر ديبلوماسي فإن فرنسا ومصر والسعودية ستقترح على سورية نوعا من تطبيع العلاقات بين سورية ولبنان »ولكن, ليس واضحا بعد ما إذا كانت الامور ستتطور فعلا في هذا الاتجاه«.
وكان الاسد تلقى امس اتصالا هاتفيا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لم يكشف النقاب عن مضمونه, كما تسلم الاسد امس رسالة من نظيره الليبي معمر القذافي تناولت آخر التطورات في المنطقة.
وذكر بيان رئاسي سوري امس ان الاسد تسلم الرسالة خلال استقباله منسق العلاقات الخارجية في اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي في ليبيا احمد قذاف الدم بحضور امين اللجنة الشعبية لمكتب العلاقات العربي الليبي بدمشق جمعة الفزاني.
واشار البيان الى ان الحديث خلال اللقاء تناول القضايا التي تهم الجانبين والعلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين.
وتعد رسالة القذافي هي الثانية للرئيس السوري في اقل من شهرين وتأتي في اطار التشاور والتنسيق المشترك بين البلدين حيال تطورات الاوضاع في المنطقة.
الى ذلك كشفت وكالة انباء »المركزية« اللبنانية امس ان الرئيس المصري اجتمع في قصر »الماريني« في باريس بنائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام واحيط الاجتماع بسرية مطلقة بحيث لم تتسرب اية معلومات حول مضمون اللقاء والمواضيع التي تناولها.
وكانت ترددت في باريس معلومات ترافقت مع وصول الرئيس مبارك اليها مفادها ان اللواء عمر سليمان سيزور خدام في مقر اقامته للبحث معه في التطورات التي استجدت بفعل المعلومات التي ادلى بها عبر قناة »العربية« الجمعة الفائت في محاولة لاحتواء مفاعيلها وتأثيراتها على النظام السوري.
وعلم ان المقابلة التلفزيونية التي كان مقررا ان يجريها مساء الاربعاء على شاشة الجزيرة ارجئت بناء على تدخل اقليمي بعد التحرك المصري السعودي الفرنسي لايجاد مخرج للموقف السوري وحمل سورية على التعاون مع لجنة التحقيق.
وفي المعلومات ايضا ان خدام ادلى بأحاديث صحافية عدة الى وسائل اعلامية عربية وغربية وتمنى عليها عدم نشرها قبل يوم الاحد المقبل لإضافة بعض الفقرات عليها.