نائب الرئيس السوري المستقيل هدد بكشف الكثير والخطير إذا جرؤ أحد على محاكمته وقال: أنا عائد إلى دمشق

خدام يطلق من باريس رصاصة الرحمة على نظام البعث: لم يخطر ببالي يوماً ان تقوم سورية باغتيال رفيق الحريري

دبي ¯ الوكالات: شن نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام هجوما عنيفا غير مسبوق على نظام دمشق واتهم الرئيس بشار الاسد بالانفراد بالسلطة وعدم السعي لتحقيق اصلاحات حقيقية, مؤكدا ان القيادة السورية ارتكبت اخطاء كثيرة وكبيرة في سورية وفي لبنان وان لديه الكثير والخطير ليقوله في الوقت المناسب.
وفي حديث أدلى به الى فضائية »العربية« الاخبارية مساء أمس, اتهم خدام بشكل غير مباشر النظام السوري بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري, مشددا على ان الرئيس بشار الأسد وجه تهديدات وكلاما قاسيا جدا جدا جدا للحريري قبل اشهر من اغتياله, وانتقد بشدة رئيس المخابرات السورية السابق في لبنان العميد رستم غزالي »الحرامي« وحمله مسؤولية تدهور الأوضاع في لبنان, كما هاجم وزير الخارجية فاروق الشرع.
وفي هذا السياق كشف خدام في حديثه المثير والمفاجئ ان الرئيس اللبناني اميل لحود وقادته الأمنيين خصوصا اللواء جميل السيد شنوا حملة مسمومة على الحريري وحرضوا الرئيس بشار الاسد ضده.
وامتدح نائب الرئيس السوري السابق الذي اكد استقالته من منصبه, تقرير الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري القاضي الالماني ديتليف ميليس ووصفه بالفني والمهني والبعيد عن التسييس.
وحول تهديد الأسد للحريري قال خدام ان الرئيس السوري »أسمع الحريري كلاما قاسيا جدا, أَُسمع كلاما قاسيا جدا جدا جدا من قبل الرئيس بشار الاسد«.
واوضح ان ذلك تم قبل التمديد للرئيس اللبناني اميل لحود »بأشهر«. وتم التمديد في سبتمبر ,2004 مشيرا الى انه نصح الحريري ان يغادر لبنان وبعث له برسالة في هذا الخصوص مع النائب محسن دلول.
وردا على سؤال لتحديد مدى قساوة التهديدات قال »القساوة تكمن في ان بشار الاسد قال للحريري »سأسحق من يحاول أن يخرج عن قرارانا>, لا اذكر الكلمات بالضبط, لكن الكلام كان بمنتهى القسوة, خرج الرئيس الحريري (من مقابلة الاسد), ارتفع ضغطه وبدأ معه نزيف في الانف, اخذه غازي كنعان الى مكتبه وحاول ان يهدئ الموضوع«.
وقال خدام »في احدى المرات استدعي (الحريري) الى دمشق وهذا الكلام سمعته مباشرة من ثلاثة مصادر من الرئيس الاسد ومن الحريري ومن غازي كنعان (وزير الداخلية السوري السابق)«.
وكان خدام قال ردا على سؤال حول توجيه تهديدات للحريري, »نعم جرى توجيه تهديدات للحريري«.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت هذه التهديدات »بالقتل«, قال خدام: يعني عندما يقول رئيس جهاز الامن لزواره وهو يلعب بمسدس سأعمل واترك, هناك تهديدات كثيرة, سواء في دمشق او في (مكان اˆخر)«.
وعلى سؤال حول ان كان رئيس الجهاز المعني هو رستم غزالي, رئيس جهاز الامن والاستطلاع في لبنان سابقا, قال خدام: نعم.
وحمل خدام بشدة على غزالي وقال ان »رسم غزالي تصرف وكأنه الحاكم المطلق في لبنان«, موضحا انه »شتم في إحدى المرات رفيق الحريري وشتم نبيه بري وشتم وليد جنبلاط«.
وأشار خدام الى انه حاول اقناع بشار الاسد بتغيير غزالي وتشكيل لجنة لمحاكمة جميع الضباط السوريين الذين اساؤوا للبنانيين, لكنه فوجئ برد الاسد الذي قال: »لقد شتم كذلك نجيب ميقاتي وسليمان فرنجية.. غزالي حرامي يملك قصرا في قريته وسوقا.. انا اعرف ولكن تغييره غير ممكن حاليا«.
وأكد خدام ان الاسد لم يبال ايضا عندما اكدت له ان غزالي سرق 35 مليون دولار من »بنك المدينة«, واضاف: »لقد فوجئت بتعيين غزالي مديرا لفرع الأمن في ريف دمشق المكلف ايضا بالملف اللبناني«.
واستطرد قائلا: »قلت للأسد لماذا تحمي غزالي والجميع يعرف موبقاته في لبنان.. أحضره الى هنا واقطع رقبته لأنه هو الذي خلق هذا الوضع في لبنان«.
كما كشف خدام ان الاسد اهان رفيق الحريري امام غزالي والعميد محمد خلوف »نائب غزالي«, مشيراً الى انه انتقد الرئيس بالقول: »كيف يمكن ان تخاطب رئيس وزراء لبنان بهذه الطريقة بحضور ضباط صغار«.
واضاف ان الاسد طلب منه الاتصال بالحريري لتلطيف الاجواء معه وازالة »الوزمة« التي تركت لدى الحريري.
ونفى نائب الرئيس السوري بشدة الحديث عن اجتماع شارك فيه مع الاسد واربعة ضباط اخرين في القصر الجمهوري للتخطيط لاغتيال الحريري, لكنه شدد على انه لا يمكن لأي جهاز امني سوري او غير أمني ان يتخذ قراراً منفرداً لارتكاب هذه الجريمة, في اشارة واضحة الى ان قرار الاغتيال اتخذ على اعلى المستويات.
وفي هذا السياق اوضح خدام ان جريمة بهذا الحجم لا يمكن ان ينفذها الا جهاز مخابرات يملك الخبرة وامكانية التحرك بكل حرية.
وسخر نائب الرئيس السوري السابق بشدة من فرضية ان يكون احمد أبو عدس هو من نفذ هجوماً انتحارياً قائلاً: »هذه الفرضية في غاية الغباء, لا احمد ابو عدس ولا احمد ابو حمص يستطيع ان يقوم بهذه العملية, هذه عملية كبيرة وراءها جهاز امني«.
لكن خدام رفض اتهام اي جهة, داعياً الى انتظار نتائج لجنة التحقيق الدولية, كذلك رفض اتهام اي جهة لبنانية, موضحاً ان الحملة السياسية اللبنانية التي شنت ضد الحريري يمكن ان تسلط الضوء على الاسباب الحقيقية للجريمة, وقال ان الرئيس اللبناني اميل لحود وقادته الأمنيين المقربين خصوصاً اللواء جميل السيد وبعض السياسيين الموالين امثال عاصم قانصوه ووئام وهاب وسليمان فرنجية وطلال ارسلان وعمر كرامي شنوا حملة مسمومة على الحريري وحرضوا الرئيس الاسد ضده.
وفي ما يتعلق ايضا بالشأن اللبناني اكد خدام انه عارض اختيار اميل لحود رئيساً كما عارض التمديد له مبرراً ذلك بأن لبنان لا يحتمل حكماً عسكرياً مؤكداً انه نقل وجهة نظره للاسد لكنه فوجئ بالتمديد.
وقال انه نصح الحريري بالموافقة على التمديد والاستقالة لانه لن يحتمل رفض التمديد سياسياً وامنياً.
وفي هذا الاطار اوضح خدام انه قال للأسد بعد التمديد وصدور القرار 1559 ان سورية كانت في دائرة الخطر وانت وضعتها في مركز دائرة الخطر.
وحول الوضع الداخلي اتهم خدام الرئيس بشار الاسد بالانفراد بالسلطة وقال خدام »تشكلت لدي القناعة ان عملية التطوير والاصلاح سواء كان سياسياً او اقتصادياً او اداريا لن تسير«.
واضاف: »قررت الاستقالة وراجعت نفسي ووضعت نفسي امام احد خيارين فاما ان اكون مع الوطن واما مع النظام واخترت الوطن لانه الحقيقة الثابتة والنظام حالة عارضة في تاريخ البلاد كغيره من الانظمة«.
ورداً على سؤال اوضح خدام »لم اتعرض لاساءة او لتهديد وخرجت وعلاقاتي مع الرئيس بشار الاسد حسنة وودية, الخلاف في وجهات النظر لا يغير شيئاً«.
وقال خدام: »قبل مغادرتي بيومين استقبلني وكان الحديث ودياً وشاملاً وبالتالي هناك اختلاف في وجهات النظر ولكن الاحترام متبادل«.
وتابع يقول »ودعته (الاسد«) ويعرف انني سافرت للكتابة وما يقال عن تهديد ومضايقات غير صحيح«.
واضاف »لقاء اتى مع الاسد ودية وهو يتصف بأدب رفيع في حديثه مع الناس ويبدي لي مودة واحتراماً نظراً لمعرفته بطبيعة العلاقة بيني بين والده (الرئيس الراحل حافظ الاسد) لم اسمع منه اي كلمة تؤذي مشاعري او تسيء الي قبل مغادرتي كان الحديث ودياً وشاملاً«.
وشدد خدام »لست مبتعداً ولست مبعدا جئت الى باريس ليتسنى لي كتابة مرحلة مهمة من تاريخ سورية والمنطقة, في هذه المرحلة كنت احد القياديين الاساسيين في التخطيط وفي التنفيذ في مجال سياستنا الخارجية ورأيت ان من واجبي الوطني ان اؤرخ هذه المرحلة لتطلع الاجيال وليطلع الناس على الحقائق والوقائع الصحيحة حيث استطعنا ان نحقق لسورية مكانة مرموقة في المجالين او الساحتين العربية والدولية« وشدد على انه سيعود الى دمشق حتماً.
واتهم خدام القيادة السورية بأنها ليست لديها سياسة وقال انه قدم الى القيادة السورية مجموعة من المقترحات يمكن ان تشكل ستراتيجية لسورية.
وقال »اعتقد ان الرئيس بشار الاسد لو تبنى هذه الستراتيجية لما وقعت سورية في هذه الحقول من الالغام ولما واجهنا الصعوبات الخارجية والداخلية لان المشكلة الكبرى هي ان الدولة عندما لا تكون لها سياسة تكون سائرة في طريق مليء بالالغام وفي ظلام دامس«.
وساق خدام عدداً من الامثلة على الفساد مؤكداً ان موظف أمن سابقا توفي عن 70 عاماً وهو يملك اربعة بلايين دولار, واخر محاسب في شركة يملك ثمانية بلايين دولار, بينما الكثير من ابناء الشعب السوري يبحث في القمامة عن لقمة, وقال ان نصف الشعب السوري يعيش دون خط الفقر والنصف الآخر بالتوازي معه.
ورداً على سؤال حول امكانية فتح ملفات قديمة له عندما كان في السلطة? قال خدام انه يملك معلومات كثيرة وخطيرة وان من يتجرأ على محاكمته سيجد نفسه هو في القفص »لاني ادافع عن سورية ولم اختلف مع احد في كازينو للقمار«.
وشن خدام هجوماً عنيفاً على وزير الخارجية فاروق الشرع ورداً على سؤال هل تشعر بالغبن من ان الشرع هو الرجل الثاني في النظام, قال: »لا اشعر بالغبن لاني لا أقبل ان أضع فاروق الشرع بمواجهتي.. ليس هو الرجل الثاني ولا حتى العاشر في سورية اطلاقاً .. لا اريد ان اظلم نفسي واقول ان هناك ملاسنة بيني وبين هذا الشخص«.
واكد ان الشرع هو من يتحمل صدور القرار 1559 وتدهور وضع سورية في مواجهة لبنان والعرب والعالم وقال انه طلب من الاسد ان يضعه في بيته لانه ورطه بالقرار 1559 .