051123
واشنطن-خاص:
بروكسل-دمشق-الوكالات:
حسمت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش أمرها تجاه نظام الرئيس السوري بشار
الأسد وتحدثت للمرة الأولى بصورة علنية ورسمية عن ضرورة تغييره كمدخل
للاستقرار في الشرق الأوسط في الوقت الذي ربط فيه الاتحاد الأوروبي
مستقبل اتفاق الشراكة المجمد مع دمشق بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي.
وفي أول اشارة رسمية أميركية حول نوايا الإدارة الاطاحة بنظام الأسد قال
مدير إدارة الديبلوماسية العامة لشؤون الشرق الأوسط في وكالة التنمية
الأميركية وليد معلوف أن تغيير النظام السوري »بات ضرورة«.
وذكر معلوف في كلمة جاءت رداً على خطاب الأسد أمام جامعة دمشق »ان الرئيس
السوري بدلا من أن يتحدث عن الاصلاح الاجتماعي والسياسي في سورية
وايجاد الفرص المناسبة لتحسين الأوضاع الاقتصادية لصالح الشعب السوري
وجدناه يتحدث عن السياسات الاقليمية ويتدخل في شؤون الدول الاخرى وذلك
في 15 صفحة من خطابه المكون من 18 صفحة.
واضاف المعلوف قائلاً: ان حزب البعث السوري ليس قوة اقليمية, وحسب علمنا
لم يفوض احد في العراق او في الاراضي الفلسطينية او في لبنان بشار
الأسد التحدث باسمه.
واكد انه حان الوقت لاجراء تغيير في سورية كما ذكر انه لن يكون هناك
استقرار في العراق أو لبنان أو الاراضي الفلسطينية ما لم يلجأ المجتمع
الدولي الى كبح جماح حزب البعث السوري ومنعه من اثارة القلاقل في
المنطقة باللجوء الى اساليب وتكتيكات لم تعد تنطلي على احد. وشدد
المسؤول الاميركي على ان »بعث الاسد« مثل »بعث صدام« وكفى ما فات وعلى
الجميع ان يعرفوا ان الحرية والديمقراطية مطلبان اساسيان ينبغي ان
يستجيب لهما حزب »البعث«.
وقال المعلوف انه مما يثير الغضب والاشمئزاز ان يلجأ النظام السوري الى
تهديد رئيس الوزراء اللبناني في الوقت الذي يتهمه تقرير دولي صادر عن
الامم المتحدة باحتمال التورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق
رفيق الحريري!
في غضون ذلك اكدت بينيتا فيريرو فالدنر المفوضة الاوروبية المكلفة
بالشؤون الخارجية وسياسة التوسيع ان الاتحاد الاوروبي دعا سورية الى
قمة برشلونة القادمة في 27 و 28 نوفمبر الجاري, مضيفة انه في حال حضرت
سورية سنقول بوضوح للسوريين انه يجب تطبيق كل قرارات مجلس الامن الدولي
بصورة كاملة.
واكدت فالدنر في معرض حديثها عن مصير اتفاق الشراكة الاوروبي السوري,
الذي وقع بالاحرف الاولى في العام الماضي, ان الاتفاق اصبح جاهزاً
تقريباً من قبل المفوضية الاوروبية مضيفة انه حتى يتم اقرار الاتفاق
بشكل نهائي نحن بحاجة الى اجماع من كل الدول الاعضاء في الاتحاد ودعت
سورية الى التعاون من اجل الحصول على مثل هذا الاجماع وقالت ان على
دمشق اظهار كل ما يلزم من عناصر ضرورية للتوصل الى هذا الهدف.
وحول موقف الاتحاد ازاء ما يمكن ان تواجهه سورية بعد ظهور نتائج تقرير
القاضي الالماني ديتليف ميليس, اكدت فالدنر لحسن الحظ مازال هناك وقت
امام دمشق, وآمل ان تتعاون سورية بشكل كامل كما هو مطلوب منها وهكذا
سيكون بامكاننا العمل بكامل قدراتنا مع دمشق.
وكانت المفوضية الاوروبية اعلنت في وقت سابق انه من الصعب تصور امكانية
اقرار اتفاق الشراكة والتعاون مع دمشق في ظل الظروف الحالية. |