حذر من التداعيات الخطيرة المترتبة

على تورط دمشق ولوح بجميع الخيارات

بوش يتهم مسؤولين سوريين بقتل الحريري

وميليس لا يستبعد استجواب الأسد شخصياً

المحقق الدولي ديتليف ميليس يؤكد لأعضاء مجلس الأمن

تورط سورية في اغتيال الحريري


عواصم - الوكالات: اتهم الرئيس الأميركي جورج بوش المسؤولين السوريين بقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري مطالباً مجلس الأمن الدولي بمعاقبتهم في الوقت الذي جدد فيه رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس اتهاماته لسورية بالتورط في الجريمة الارهابية خلال جلسة لمجلس الأمن مخصصة لدراسة رد الفعل الدولي ضد دمشق.
وبينما طالب ميليس سورية بمزيد من التعاون قالت دمشق انها مستعدة لبدء تحقيق خاص في الجريمة رداً على دعوة وجهها المحقق الدولي لها بهذا الخصوص.
وفي أقوى موقف له منذ صدور تقرير ميليس يوم الخميس الماضي اتهم الرئيس الأميركى جورج بوش المسؤولين السوريين بالتورط في اغتيال الحريرى وحض مجلس الامن على اتخاذ اجراء ضدهم .
وفى الوقت الذى كان بوش يتحدث فيه أمام 500 من عائلات العسكريين الاميركيين الموجودين بالعراق كان المحقق الدولى ديتليف ميليس يطلع مجلس الامن على نتائج تقريره في قضية اغتيال الحريرى.
وقال بوش "الآن على مجلس الامن أن يتحرك وعلى المسؤولين السوريين ان يتحملوا نتائج دعمهم المستمر للارهاب بما فيه اغتيال الحريري ".
وقال بوش ان سورية تعمل على زعزعة الاستقرار في لبنان وتسمح للمقاتلين بالعبور من حدودها الى العراق وتوفر ملاجئ آمنة للمسلحين وتملك هي وايران تاريخاً طويلاً من التعاون مع الارهابيين, واضاف أن الولايات المتحدة " لن تسمح لهؤلاء القتلة بارتكاب الاعمال الارهابية" مشددا على " أن من يأوونهم قتلة مثلهم يستحقون العقاب"
وكان الرئيس الأميركي قال في مقابلة مع فضائية »العربية« الاخبارية اذيعت أمس ان تقرير ميليس سيؤدي الى تداعيات خطيرة على سورية, لكنه أوضح ان الخيار العسكري ضد دمشق هو الخيار الاخير وأعرب عن أمله في ان تتعاون سورية مع التحقيق.
وقال بوش عندما سئل عن تقرير فريق التحقيق التابع للامم المتحدة بشأن واقعة الاغتيال والذي أورد أسماء مسؤولين سوريين كمشتبه بهم ان الخيار العسكري "هو دائما الخيار الاخير بالنسبة لأي رئيس", وأضاف "آمل أن يتعاونوا".
وقال ان الخيار العسكري "هو الخيار الاخير.. الخيار الاخير جدا... لكن على الجانب الاخر وكما تعلمون عملت جاهدا من اجل الديبلوماسية وسأستمر في التعامل مع الزاوية الديبلوماسية لهذه القضية".
من جهتها صرحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس خلال زيارة الى كندا, ان واشنطن ترغب في بعث »رسالة قوية الى سورية وهي انه على السوريين الا يرفضوا تقرير ميليس كما فعلوا حتى الآن«.
واضافت ان »موقف الحكومة السورية حيال تقرير ميليس يجب ان يتمثل في الاعتراف بأن المجتمع الدولي يتوقع منهم ان يتعاملوا مع التقرير بجدية«.
واضافت انه »يجب على السوريين ايضا ان يدركوا ان احدا لن يتحمل اي اعمال او سبل لمضايقة الشعب اللبناني كرد فعل على هذا التقرير«.
كما أعلن سفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة جون بولتون انه واثق من "دعم واسع" سيحوز عليه مشروع قرار جديد لمجلس الامن يحض سورية على التعاون مع ميليس.
وقال بولتون للصحافيين على هامش جلسة مجلس الامن المخصصة للبحث في تداعيات تقرير لجنة التحقيق الدولية ان "الامر ذاهب باتجاه بلورة مشروع قرار فرنسي -أميركي مشترك وهو امر يجب القيام به الآن ولكن يجب ان نقوم به بشكل حذر ودقيق ونحن نتوقع دعما واسعا من الدول ال¯15 وانا متفائل جدا بالحصول على هذا الدعم".
واضاف "نحن بصدد ارسال رسالة قوية الى سورية وهناك تنسيق كامل ومشاورات مع الجميع ونحن نتطلع الى قرار قوي يصدر عن مجلس الامن يعكس النظرة التي تحمل درجة عالية من وحدة الاهداف للتشديد على ضرورة تعاون الحكومة السورية بشكل كامل مع لجنة ميليس ولكي توقف وضع العراقيل امام عملها".
من جانبه, جدد ميليس اتهام سورية بالتورط في جريمة اغتيال الحريري مشيرا الى انه يمتلك أدلة قاطعة على تورط مسؤولين كبار في الأجهزة الأمنية السورية في الجريمة.
لكن المحقق الدولي أكد أنه يتعامل في استجواباته مع افراد وليس دول موضحاً انه حتى لو تم استدعاء الرئيس السوري بشار الاسد المتهم بتهديد الحريري فإنه سيعامل كفرد وليس كرئيس دولة كما رفض ميليس الاجابة عن سؤال حول وضع شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد وصهره قائد الاستخبارات اللواء آصف شوكت متذرعاً بضرورات التحقيق.
من جهة ثانية نفى ميليس ان يكون الرئيس اللبناني العماد اميل لحود أو زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة- أحمد جبريل مشتبهاً بهما.
وكان رئيس لجنة التحقيق الدولية دعا سورية الى "تعاون اكبر واكثر فائدة" مع فريق التحقيق.
وقال ميليس امام مجلس الامن المؤلف من 15 عضوا انه خلال التحقيق الذي استمر 130 يوما قابل الفريق المكون من ثلاثين محققا من 17 دولة اكثر من 400 شاهد ومشتبه به وراجع نحو ستين الف وثيقة وخرج بوثائق من 16500 صفحة.
الا انه اوضح انه لا يزال يتعين القيام بمزيد من التحقيق "للتحقق من النتائج التي توصلنا اليها ودراسة الادلة التي يمكن ان تظهر".
وقال ميليس "في مثل هذه القضية المتعددة الابعاد والمعقدة لا يمكن ان يعتبر التحقيق كاملا الان" مؤكدا انه "يجب تخصيص مزيد من الوقت لاجراء مزيد من التحقيق في النتائج التي توصلنا اليها ودراسة الادلة التي تظهر".
وتابع ان "اللجنة ترى ان ذلك سيوفر فرصة اخرى للسلطات السورية لتظهر تعاونا اكبر واكثر فائدة لتوفير ادلة مهمة حول الاغتيال".
وفي ايجازه امام مجلس الامن اقترح ميليس ان تقوم السلطات السورية بتحقيقاتها الخاصة في الجريمة "بطريقة مفتوحة وشفافة".
واكد ان ذلك "سيمكن اللجنة من »ملء الفراغات« لتتشكل صورة اوضح حول مدبري ومنفذي العمل الارهابي الذي حصل في 14 فبراير".
واضاف ميليس ان فريقه "تلقى عددا من التهديدات دلت تقديرات مسؤولينا الامنيين على انها حقيقية".
وعلى الفور أعلن المستشار القانوني لوزارة الخارجية السورية رياض الداوودي لمحطة الجزيرة القطرية ان دمشق مستعدة لاجراء تحقيقها الخاص في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري بالتعاون مع لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة.
وقال الداوودي ان »ميليس قال ان اجراء تحقيق سوري خاص سيساعد التحقيق, نحن مستعدون لمتابعة التعاون ولكن على ميليس ان يقول لنا بصدق واخلاص ما نوع التعاون الذي يريد«.
واضاف: »لم يتم التطرق الى هذا الموضوع في السابق, وعندما نلتقيه (ميليس) سنبحث معه نوع التعاون الذي نراه مناسبا من ضمن احترام حقوقنا ومبادئنا الوطنية ولا مشكلة في هذا الامر«.