ميليس إلى دمشق
بـ "دعوة رسمية"
بيروت رسمياً: الجنرالات الأربعة
قتلوا رفيق الحريري
بيروت ¯ »السياسة« :
دمشق ¯ واشنطن ¯ هامبورغ ¯ الوكالات: اصدر قاضي التحقيق اللبناني الياس عيد
قرارا وجاهيا بتوقيف مدير عام الامن العام السابق اللواء جميل السيد ومدير
المخابرات في الجيش اللبناني العماد ريمون عازار ومدير عام قوى الامن
الداخلي اللواء علي الحاج وقائد الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان بتهمة
التخطيط لجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وتم الادعاء عليهم في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق .
وكان عيد اجرى استجوابات وجلسات تحقيق مع الضباط الموقوفين طيلة اليومين
الماضيين مستندا الى القرائن والاثباتات التي تسلمها من لجنة التحقيق
الدولية.
وكانت معلومات توافرت وتفيد بأن العميد مصطفى حمدان اعترف بمشاركته في
التخطيط للجريمة التي اودت بحياة الحريري بعد مواجهته بالادلة الثبوتية
وتضيف المعلومات ان حمدان نفى تواجده في عدد من الشقق التي استخدمت للتخطيط
للجريمة لكن قاضي التحقيق واجهه ببصماته المرفوعة من تلك الشقق وبنتائج فحص
البصمة الوراثية D.N.A التي اثبتت تواجده هناك خلال اوقات التخطيط مع
الضباط الاخرين الموقوفين.
كما اوضحت المعلومات ان جناحا تم استئجاره في فندق »مونرو« المواجه لفندق
الفينيسيا قبل تنفيذ الجريمة باسبوع باسم الوزير السابق اسعد حردان وجرى
استخدامه من قبل حمدان والضباط المتهمين بالتخطيط للجريمة خصوصا وان هذا
الجناح كان يشرف مباشرة على المكان الذي حصل فيه الانفجار وادى الى اغتيال
الحريري والنائب باسل فليحان وعشرة من المواطنين.
على هذا الصعيد المتصل وعقب تهديدات اميركية واضحة باحالتها الى مجلس الامن
الدولي سارعت سورية الى دعوة رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري
القاضي الالماني ديتليف ميليس الى زيارة دمشق خلال يومين واستجواب عدد من
قادة اجهزتها الامنية السابقين في لبنان.
وتزامنت الدعوة السورية »المباغتة« مع توجه ميليس الى نيويورك عبر باريس
لتقديم حصيلة تحقيقاته الى الامم المتحدة في الوقت الذي اجتاح فيه محققوه
مقر حزب البعث العربي الاشتراكي في بيروت بعد استجواب امينه القطري عاصم
قانصوه بناء على ادلة جديدة قاطعة تتعلق بأدوات ارتكاب جريمة قتل الحريري.
واعلن فيصل المقداد مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة أمس حسب ما نقلت
عنه وكالة الأنباء السورية (سانا) الرسمية ان الحكومة السورية "وجهت دعوة"
الى دتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري
لزيارة سورية خلال اليومين المقبلين.
ونقلت الوكالة السورية عن المقداد قوله ان "الحكومة السورية وجهت دعوة
لدتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية الخاصة باغتيال الحريري لزيارتها
يومي الاثنين او الثلاثاء الخامس او السادس من سبتمبر الجاري".
واضافت الوكالة أن "سورية على استعداد للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية
الخاصة باغتيال الحريري".
وكان مصدر رسمي سوري اعلن ان دمشق مستعدة لاستقبال ميليس "الا انه لم يتم
بعد تحديد اي موعد للزيارة".
واعلن ميليس الخميس استعداده للتوجه الى سورية من اجل مواصلة التحقيق مشيرا
في الوقت نفسه الى عدم وجود اي مشتبه به سوري حتى الآن.
وترغب لجنة التحقيق الدولية بالاستماع الى الرئيس السابق لاجهزة
الاستخبارات السورية في لبنان رستم غزالة واثنين كانا من ابرز معاونيه في
بيروت محمد مخلوف وجمعة جمعة.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد اعلن في حديث نشرته مجلة دير شبيغل الاثنين
الماضي ان بامكان ميليس "الاستماع لاي (سوري) يريد" مؤكدا ان "هذا التحقيق
في مصلحتنا لاننا واثقون من انه سيبرئنا" من الشكوك "اذا لم يتم تزوير
نتائجه لاسباب سياسية".
واكد ان "سورية لا علاقة لها بجريمة القتل هذه, لا علاقة لها على الاطلاق"
موضحا ان "عملا من هذا النوع كان سيتطلب جهودا مشتركة من عدة اشخاص ومؤسسات
ولو جرت مثل هذه الجهود المشتركة لعرفنا بها".
وجاء الموقف السوري بعد أن حذرت الولايات المتحدة سورية من مغبة عدم
تعاونها مع لجنة التحقيق الدولية معتبرة أنه في حال عدم تعاونها سيتم
اللجوء الى مجلس الأمن الدولي , ونوهت الى ان جريمة الاغتيال أساءت الى
الاسرة الدولية بكاملها, التي تحركت بشكل لا سابق له.
الموقف الاميركي الذي جاء على لسان ديفيد ويلش معاون وزيرة الخارجية لشؤون
الشرق الاوسط, في حديث لقناة LBC الفضائية اللبنانية , أكد معلومات كانت
ترددت عن اجتماعات اميركية فرنسية بريطانية تتعلق بسورية ولبنان, حيث قال
ويلش ان اميركا تعقد مشاورات منتظمة مع مجموعة كبيرة من زملاء الاسرة
الدولية لبحث امور تتعلق بالبنان وسورية مشيرا الى ان هناك تطورات تطرأ
بسرعة كبيرة وان سورية لم تخفف ضغطها على لبنان حتى بعد انسحابها منه في
اشارة الى وجودها المخابراتي والصعوبات التي يوجهها المصدرون اللبنانيون
للعبور بسورية, اضافة الى صعوبة السفر بين البلدين على حد تعبيره.
وكرر ويلش الموقف الاميركي تجاه سورية معتبرا ان علاقة الولايات المتحدة
صعبة مع دمشق حيث تساورنا مخاوف بشأن سياستها في لبنان ومدى السيطرة
السورية على الحدود مع العراق, وتوفير ملاذ آمن للفلسطينيين الذين يعملون
ضد اسرائيل مضيفا دعونا مرارا النظام السوري لاتخاذ المواقف الملائمة
لتبديد هذه المخاوف وهذا اقل ما يمكن ان نتوقعه من المسؤولين السوريين وما
زلنا ننتظر الاجابة..
ويلش الذي حذر سورية من عدم التدخل بشكل اضافي في شؤون لبنان كشف ان الوفد
اللبناني الذي سيزور نيويورك ويلقي كلمته في الامم المتحدة سيجتمع مع
الحكومة والادارة الاميركية منوها من جهة اخرى الى ان قرار لقاء الوفد
سيتقرر بناء على اعضائه الذين سيمثلون لبنان, في حين اكتفى في تعليقه على
زيارة الاسد لنيويورك ان هذا قرار يعود لحكومة دمشق, وعليها ان تتخذه
بنفسها, وان ليس لدي اي توصيات في هذا الإطار.
وقال معاون وزيرة الخارجية الاميركية ان سورية وحتى فترة قصيرة لم تكن
تتعاون مع ميليس, مشددا على انه لا مجال للتملص من هذا الواجب ونتوقع من
سورية ان تتعاون فالجميع سيسلكون الطريق الصحيح وهو واضح.
ووجه ويلش كلامه الى النظام السوري مطالبا إياه أن يحكم بدقة على طلب رئيس
لجنة التحقيق في اغتيال الحريري وان يتخذ قرارا ملائما بشأنه, وان يقدم
اجابة ايجابية لان الاجابة السلبية ستكون مسيئة له, وسيتم »اللجوء الى مجلس
الامن«.
وقال ان هناك الكثير من التوقعات لمرحلة ما بعد اعلان تقرير ميليس النهائي,
مشيرا الى ان الولايات المتحدة »ستتعامل مع الوقائع التي ستقدم في هذه
الجريمة الشنيعة« التي »اساءت الى الاسرة الدولية بكاملها فتحركت بشكل لا
سابق له« مضيفا »انا على ثقة ان تقرير اللجنة سيصل الى نتيجة, وآمل من
الحكومتين اللبنانية والسورية رغم انه لا يمكنني ان احكم على تصرفاتهما,
بالتعاون«.
وكشف معاون وزير الخارجية عن ان المعارضة السورية في المنفى تلتقي مع
مواطنين واعضاء في الحكومة والادارة الاميركية بشكل علني وبوضوح وقال »فقط
في بلدان مثل سورية نضطر للالتقاء مع المعارضة في المنفى لانه ليس هناك
معارضة سياسية مسموحة داخل سورية معتبرا في رده على تبني اميركا للمعارضة
السورية انه لو ان سورية افتتحت ابواب الاصلاح بشكل حقيقي فإن الولايات
المتحدة عندها ستقيم علاقة مختلفة مع المعارضة«.
في غضون ذلك غادر رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس بيروت امس
الى باريس ومنها الى نيويورك للقاء الامين العام للامم المتحدة كوفي انان
ووضعه في مستجدات التحقيق والمعطيات التي تكونت لديه على طريق كشف مرتكبي
جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وحسم المدة التي يحتاجها ميليس لتمديد
مهمته التي تنتهي في منتصف سبتمبر مع انقضاء مهلة الثلاثة اشهر التي حددها
مجلس الامن الدولي وجعلها قابلة للتجديد دون العودة اليه, ولم يعرف ما اذا
كانت محطة باريس فقط لمواصلة السفر او لاجراء لقاءات معينة هناك, خاصة بعض
الشهود الذين يريد ميليس الاستماع اليهم خارج لبنان, ومن الذين يملكون
معلومات هامة عن ملابسات جريمة اغتيال الحريري.
ويتوقع ان ينتقل ميليس من نيويورك الى دمشق للقاء عدد من القادة الامنيين
السوريين الذين عملوا في لبنان للاستماع الى افاداتهم.
الى ذلك قام فريق من لجنة التحقيق الدولية بالكشف على مقر قيادة حزب البعث
في لبنان في منطقة رأس النبع, غداة الاستماع الى الامين القطري للحزب
الوزير السابق عاصم قانصوه بصفة شاهد.
وجاءت مداهمة قصر »البعث« اللبناني بعد ان توصل القاضي الالماني الى »ادلة
جديدة« ضد مسؤولين امنيين موالين لسورية.
واشار تقرير نشرته مجلة دير شيبغل الالمانية الاخبارية الى ان القاضي
المخضرم ديتليف ميليس رئيس فريق التحقيق الدولي في اغتيال الحريري بالنيابة
عن مجلس الامن الدولي كشف عن ادلة ادانة مهمة.
وتشمل الادلة سيارة استخدمها احد العاملين التابعين لرئيس جهاز الاستخبارات
العسكرية السابق ريمون عازار وترددت مزاعم حول مشاهدة السيارة ذهبية اللون
من طراز اوبل تتبع موكب الحريري قبيل وقوع الحادث.
وذكر التقرير ان محققي الامم المتحدة حصلوا على بعض الادلة من منزل يعتقد
ان المتآمرين استخدموه كقاعدة للعمليات وتشمل الادلة بعض بصمات الاصابع.
ويواجه اربعة من كبار المسؤولين الامنيين اتهامات متعلقة بحادث الاغتيال
الذي وقع في فبراير الماضي واتهم المسؤولون الاربعة المحتجزون بأمر ميليس
بالشروع في قتل وشن هجوم ارهابي في 14 فبراير الماضي عندما اغتيل الحريري
و20 من مساعديه.
والمسؤولون الامنيون المتهمون هم المدير العام للامن العام السابق جميل
السيد والمدير العام السابق للامن الداخلي علي الحاج ومدير الاستخبارات
العسكرية السابق ريمون عازار وقائد الحرس الجمهوري مصطفى حمدان.
من جانبه عرض رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الاوضاع العامة في البلاد مع رئيس
حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون الذي امل من جميع الفئات التعاون ليتجاوز
الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان.
ونقل عن السنيورة تفاؤله ازاء القدرة على صدور نتائج التحقيق الدولي بسرعة
حتى يزول الهلع لدى الناس وتستطيع الحكومة القيام باعمالها.
وردا عن سؤال حول مستقبل رئيس الجمهورية اميل لحود في حال تورط الفريق
الامني قال شمعون: لا يجوز ان يبقى راس الهرم مكانه لانه سمح بحصول اخطاء
كالتي ارتكبت ومن هنا فان موضوع رئيس الجمهورية اصبح مطروحا بدءا من اليوم.
وفي المواقف رأى عضو اللقاء الديمقراطي النيابي النائب فيصل الصايغ انه
للمرة الاولى يأمل اللبنانيون بكشف جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وقد
بدأت بوادرها بالظهور, فيما ارتفعت الاصوات ذاتها محذرة من عواقب كشف
الحقيقة تارة, ومشككة فيها تارة
اخرى, وكان هؤلاء لا يدركون ان الخطر
الحقيقي على لبنان هو في نهج الاجرام والاغتيالات وكم الافواه وقلب الحقائق
وتعطيل الحياة السياسية وشل عمل القضاء, وعدم احترام مبدأ فصل السلطات,
ورفض تنفيذ الاتفاقات, واولها اتفاق الطائف. |