المجلس الشيعي الأعلى يتهم.. والسنيورة يتوعد القتلة

ميليس يبحث عن أدلته "النهائية" في بحر

بيروت.. وسورية ترضخ للتحقيق الدولي

زوارق الغطاسين تنطلق للبحث عن الأدلة في بحر بيروت


بيروت - »السياسة«:
دمشق - جنيف - نيويورك - الوكالات: تسارعت عملية التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري حيث نزل نحو 36 غطاساً دولياً ولبنانياً في مياه البحر المقابلة لموقع الانفجار الذي أودى بحياة الحريري بحثاً عن أدلة تفيد التحقيقات التي يبدو أنها توشك على الاكتمال فيما أعلنت دمشق استعدادها للتعاون مع رئيس اللجنة الدولية الألماني ديتليف ميليس بعد ساعات من توبيخ دولي لها عبر مجلس الأمن بسبب اعاقتها لجهود الأمم المتحدة في كشف قتلة الحريري.
وبدأ فريق من الغطاسين الدوليين والمحليين أمس عملية مسح بحرية مقابل فندق السان جورج في بيروت لرفع قطع سيارات يمكن ان يكون الانفجار الذي استهدف رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري قد قذفها الى عمق البحر.
وذكر مصدر امني لبناني ان "عملية المسح هذه تمتد في عمق البحر 300 متر مقابل شاطئ فندق السان جورج.
واضاف ان فريق المسح البحري يترأسه الغطاس البريطاني ايدن جيليد بالتعاون مع وحدة الانقاذ البحرية في الدفاع المدني التي يترأسها الغطاس سمير يزبك في عملية تستمر 12 يوما.
وقال المصدر ان الهدف من المسح البحري هو "رفع قطع سيارات الموكب التي يمكن ان يكون الانفجار قد لفظها لتستقر على اعماق تتراوح بين 20 مترا و100 متر وقطع لشاحنة (ميتسوبيتشي كانتر) التي رجح رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري ديتليف ميليس فرضية استخدامها في عملية التفجير.
ويضم الفريق الدولي 18 غطاسا من البحرية البريطانية وعددا مماثلا من فريق الانقاذ البحري التابع للدفاع المدني.
وافاد المصدر ان فريق الغطاسين يستخدم نظام (جي بي اس) اي نظام تحديد المكان الذي يتصل بالاقمار الصناعية ويمكن من خلاله تحديد الجسم المطلوب وتصويره وحفظه في ذاكرة تسمح بسحبه او ابقائه في مكانه بعد تحديد موقعه في الاعماق.
وسبق عملية المسح عملية استطلاع قام بها غطاسان بريطانيان حيث تم وضع طفافات في عمق المياه لتحديد ورسم مناطق البحث لتكون بمنتهى الدقة.
واشار المصدر الى ان فريق الغطاسين مزود بحقائب تحمل مستلزمات لرفع القطع المضبوطة من عمق البحر ليصار الى عرضها على لجنة التحقيق الفنية الدولية لدراستها.
وفي معلومات خاصة قالت المصادر ان البحث ايضا سينكب ايضا على بقايا عظامية من جثث واشلاء قد تكون عالقة بين الصخور وفي عمق البحر انطلاقا من مبدأ ان العظام يمكن بعد استخراجها وكسرها اجراء فحوصات جينية للحمض النووي (دي.ان.اي) عليها لمقابلتها مع الفحوصات الجينية التي حصلت لجثث الضحايا الذين قتلوا في الانفجار فيما يبقى الامل في العثور على نتائج جينية غير موثقة قد تكون لمنفذي التفجير ما يعزز العمل التقني الجنائي ويضيء مسار التحقيق لكشف الجريمة.
وفي حال العثور على نتائج جينية مختلفة ستقابل بالنتائج الجينية الموثقة التي يحتفظ بها التحقيق للمدعو ابو عدس وهو الشخص الذي اعلن باسم مجموعة النصرة والجهاد في بلاد الشام عن مسؤوليته عن اغتيال الحريري مع عينة جينية لا تزال مجهولة الهوية يمكن الاستفادة منها ويبنى على الشيء مقتضاه.
وتأتي عملية المسح البحري هذه بعد 10 ايام على المسح البري لموقع الجريمة الذي بدأه فريق فني دولي يتمثل بغربلة التراب على امل العثور على دلائل وقرائن تفيد التحقيق.
في غضون ذلك, أكد مصدر مسؤول في الخارجية السورية استعداد سورية »لمواصلة التعاون« مع لجنة التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي قتل في 14 فبراير الماضي في بيروت.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان »سورية مستعدة لمواصلة التعاون مع لجنة التحقيق للوصول الى الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري«.
وكان مجلس الامن الدولي دعا الخميس سورية من دون تسميتها الى التعاون الكامل في التحقيق الدولي حول اغتيال الحريري.
واعلن رئيس المجلس كنزو اوشيما (اليابان) للصحافيين ان اعضاء مجلس الامن »يعتبرون ان التعاون مع لجنة التحقيق من جميع الذين يملكون معلومات وثيقة الصلة امر جوهري ويكررون دعوتهم الى جميع الدول وجميع الاطراف وخصوصا الذين لم يتجاوبوا بعد بطريقة مناسبة للتعاون بشكل كامل«.
والتقى رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري مع ديبلوماسيين سوريين ولكن لم يصدر اي تعليق من الجانبين.
وشوهد اثنان من الديبلوماسيين السوريين يغادران قاعة الاجتماعات في مقر الامم المتحدة في جنيف التي خرج منها بعد ذلك مبعوث الأمم المتحدة المحقق الالماني المخضرم ديتلف ميليس.
وقال ميليس »لن أعلق على أي اجتماعات مع أحد.. لدي مهمة علي ان انتهي منها«.
وغادر الديبلوماسيان السوريان مبنى الامم المتحدة في سيارة يقودها سائق تحمل لوحات معدنية ديبلوماسية بالأرقام المخصصة لسورية.
الى ذلك قال رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري في بيان ان التقرير الاجرائي الذي رفعه رئيس لجنة التحقيق الدولية في الجريمة الارهابية التي أودت بالرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب الشهيد باسل فليحان ورفاقهما الابرار يمثل محطة مفصلية على طريق التقرير النهائي الذي نتطلع اليه لمعرفة حقيقة من خطط ومن نفذ ومن سهل ارتكاب هذا العدوان على لبنان وشعبه, تمهيداً لسوقهم الى المحاكمة وانزال أشد العقاب بهم.
واضاف بيان الحريري: وفي هذه المناسبة, اننا نكرر المطالبة بأن يتعاون الجميع من دون استثناء مع التحقيق الدولي, لاسيما ان المرحلة التي تبدأ اليوم تضع صدقية الأمم المتحدة والاسرة الدولية على المحك, وتضع جميع الدول الصديقة والشقيقة أمام مسؤولياتها, للمساهمة في كشف الحقيقة وفي تحقيق العدالة, كما نؤكد ان هذا المطلب ليس حكراً على عائلة الشهيد رفيق الحريري ولا على »تيار المستقبل« ولا على كتلته النيابية, بل انه مطلب جميع اللبنانيين, لأن معرفة حقيقة من اعتدى على لبنان باغتيال الرئيس رفيق الحريري هي السبيل الوحيد لوقف مسلسل الاغتيالات, كما ان تحقيق العدالة وانزال أشد العقاب بالجناة الذين ارتكبوا هذه الجريمة هو المدخل لإزالة الشك واحلال اليقين في قلوب اللبنانيين وعقولهم, ليتمكنوا من متابعة مسيرة النهوض بالوطن وتحصين استقلاله, كما كان يتمنى الرئيس الشهيد لهم وللبنان.
وختم الحريري »اننا نتطلع بفارغ الصبر الى التقرير النهائي للجنة التحقيق الدولية, مكررين مطالبة الجميع, دولا وافردا, في لبنان وخارجه, باظهار أقصى التعاون معها, ليتمكن لبنان من معرفة حقيقة من قتل رمز خروجه من الظلمة والدمار الى النور والبناء, تمهيداً لسوقهم الى المحاكمة وانزال العقاب الذي يستحقون بهم«.
وفي أول تعليق له أكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة على أهمية ان يصار الى التعاون من قبل جميع الاطراف مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مشيرا الى ان الاشقاء في سورية على قدر عال من المسؤولية وهم قادرون على اتخاذ القرار الذي يؤدي في النهاية الى الالتزام بالقرار الدولي بما يختص باجراء التحقيقات للتوصل الى كشف كامل لهذه الجريمة.
وشدد السنيورة على سوق جميع الذين شاركوا في هذه الجريمة الى العدالة, موضحا ان ميليس لن ينثني أمام اي ضغط من الضغوط وسيستمر في مهمته ويبرز كل ما تجمع لديه من حقائق خلال كل الاستجوابات التي قام بها لاظهار الحقيقة كاملة.
في المقابل, اتهم نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الألماني ديتليف ميليس بأنه صديق للصهيونية, وقال في خطبة الجمعة أمس أن هناك 12 ضابطاً إسرائيلياً يعاونونه في التحقيق, وأوضح أن لا عدو للدرزي والسني والشيعي والمسيحي إلا إسرائيل.
ودان قبلان تفجير الزلقا الأخير بشدة وطالب الحكومة ببت التعيينات الأمنية لإزالة الخوف والقلق الذي يصيب المواطن.
من جانبه أكد الرئيس أمين الجميل "أن المسؤولية مشتركة خصوصاً في هذه الظروف حيث تعبر البلاد من حقبة إلى حقبة, لا بل من عصر إلى عصر, وتشهد تحولات كبيرة في نهج الدولة وتركيبة المؤسسات", لافتاً إلى "أنه على الفاعليات وكوادر المجتمع المدني أن تواكب هذه التطورات وأن تشكل جبهة ضغط من أجل دفع ديناميكية التغيير في الاتجاه الصحيح".
وأضاف: "بينما يجري التحقيق الدولي على قدم وساق لكشف الحقيقة في شأن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, يقتضي رص الصفوف وتحصين الجبهة الداخلية المتراصة أصلاً, من هذا القبيل على الأقل, من أجل مواجهة كل الاحتمالات", موضحاً "أن لبنان الآن يفتش عن الذات بعد أكثر من ربع قرن من الضياع للأسباب المعروفة, وعلى الجميع أن يشارك في رسم آفاق المستقبل".