مجلس
الأمن يرسل 8 آلاف جندي
للانتشار على
الحدود مع سورية
لندن - كتب حميد
غريافي:
»الآن فقط بدأت الأخطار تحيق بالوضع اللبناني الداخلي« بعد ربط الرئيس
السوري بشار الأسد في »خطاب الانسحاب« ب¯ »أننا سنكون أكثر حرية وأكثر
انطلاقاً في التعامل مع لبنان.. وان انسحابنا لا يعني غياب الدور
السوري وتخلي سورية عن مسؤولياتها تجاه الاخوة والأصدقاء في لبنان
(..)« داعياً هؤلاء إلى »الاستعداد لمعركة اسقاط 17 مايو جديد يلوح في
الأفق اللبناني«.
وقال أحد كبار المسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية أورد ل¯
»السياسة« مخاوفه هذه من تلك »الأخطار« ان »نظام البعث السوري وعلى
رأسه الأسد الجريح (بسبب اجباره على الانسحاب) سيعملان بكل ما أوتيا من
سطوة وامكانات للانتقام من لبنان الذي وصف الأسد في خطابه بعض قادته
السياسيين بناكري الجميل, وإن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا
والمانيا وايطاليا بشكل خاص, عاكفة الآن على النقطتين الأساسيتين:
الانسحاب السوري الكامل قبل نهاية هذا الشهر, وضرورة توسيع سريع لمهمة
قوات الطوارئ الدولية عبر زيادة عددها بثمانية آلاف جندي آخر, ومد
سلطتها الى مناطق البقاع اللبناني الفاصلة بين لبنان وسورية للانتشار
هناك بعد انسحاب القوات السورية«.
وكشف المسؤول البريطاني النقاب عن أن قيادتي الاتحاد الاوروبي السياسية
والعسكرية في بروكسل »ستجتمعان لتشكيل »فريق أزمة« على غرار ما فعلته
إدارة الرئيس جورج بوش بعد مرور أقل من 3 ساعات على سماعها خطاب بشار
الأسد, وادراكها الأبعاد السلبية للتهديدات التي وجهها فيه الى
اللبنانيين«.
ونوه المسؤول البريطاني بتصريح وزير خارجيته جاك سترو حول »ارسال قوات
دولية الى لبنان لمساعدته على تحقيق ديمقراطيته وحريته كاملتين« مؤكداً
انه »توجه غربي عام مدعوم من حلفائنا العرب مثل المملكة العربية
السعودية ومصر والأردن ودول الخليج, لمنع السوريين وجيوبهم الفوضوية في
لبنان من تفجير الأوضاع فيه«.
وقال الديبلوماسي البريطاني ل¯ »السياسة« ان »خطورة تلويح الأسد (في
خطابه) الى أهمية البند الثاني من القرار 1559 المتعلق بتجريد حزب الله
من سلاحه في محاولة لتأليب هذا الحزب الايراني - السوري الهوى على
اللبنانيين وجيشهم وبتجريد المخيمات الفلسطينية هي الاخرى من سلاحها
عبر تطرقه الى مسألة التوطين -ان خطورة نفخ سورية في جمر الحرب الاهلية
اللبنانية تستدعي من المجتمع الدولي, حسب رأينا في أوروبا وفي الولايات
المتحدة, اتخاذ اجراءات فورية لارسال قوات حفظ سلام دولية الى لبنان في
غضون الاسبوعين المقبلين التي قد تفصلنا عن موعد الانسحاب السوري
العسكري والاستخباري الكامل (قبل انعقاد قمة الجزائر العربية) و(عشية
تقديم كوفي عنان تقريره المنتظر الى مجلس الأمن) لمنع السوريين
وحلفائهم المسلحين في مناطق مختلفة من لبنان من القيام بأعمال ارهابية
تخريبية من شأنها أن تفجر الأوضاع وتحدث فرزاً طائفياً جديداً في
البلاد على غرار الفرز الطائفي الذي اعتمدته سورية خلال الاشهر التي
سبقت اندلاع الحرب اللبنانية عام 1975 لتبرير تدخلها في لبنان«.
وأعرب الديبلوماسي عن اعتقاد اوروبا والولايات المتحدة ان »نظام البعث
السوري الذي فقد بانسحابه من لبنان آخر أوراقه وهوامش تحركه, جازم
الاعتقاد بأن يقاتل في لبنان بعد اليوم عن رأسه كما قاتل طوال السنوات
التسع والعشرين الماضية من احتلاله له عن مرتفعات جولانه المحتلة, إلا
ان تداعيات هذا الانسحاب لن تمكن هذا النظام بعد اليوم من التقاط
انفاسه, لا على الصعيد الدولي ولا الاقليمي وبالأخص على الصعيد السوري
الداخلي حيث شاهد الشعب بجميع فئاته وطبقاته وطوائفه المغلوبة على
أمرها أصلاً على شاشات التلفزة بأم عينه وطوال اكثر من أربعة اسابيع
(منذ اغتيال رفيق الحريري) ثورة الحرية والديمقراطية في شوارع بيروت
التي أدت بسرعة الى اطاحة التدخل السوري ورموزه في لبنان, وبات هذا
الشعب السوري متحفزاً للاقتداء بجاره اللبناني حيال العدو المشترك:
»نظام البعث«.
ونسب الديبلوماسي البريطاني الى نظراء له فرنسيين في باريس قولهم ان
ادارة الرئيس جاك شيراك »تدفع بقوة وسرعة لتعزيز عدد قوات الطوارئ
الدولية في جنوب لبنان, من أجل توسيع مهمتها هناك بقرار قد يتخذه مجلس
الأمن في منتصف الاسبوع المقبل (الخميس أو الجمعة) ليشمل الحدود
اللبنانية -السورية الى جانب شموله الحدود الاسرائيلية وان باريس أبلغت
واشنطن ليل السبت المنصرم بأنها على استعداد لارسال ما بين الفين
وثلاثة آلاف جندي فرنسي تحت مظلة الأمم المتحدة الى لبنان فوراً«.
|