اتهمتهما بدعم الإرهاب وقيادة صفقات الفساد في لبنان بعلم الأسد

الولايات المتحدة جمدت أرصدة غازي كنعان ورستم غزالي

»السياسة« ¯ خاص:
واشنطن ¯ الوكالات:
كثفت الولايات المتحدة من ضغوطها على النظام السوري من خلال تجميد أرصدة وزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان ورئيس جهاز الامن والاستطلاع السوري السابق في لبنان العميد رستم غزالي اللذين اتهمتهما ب¯ »المساعدة في الإرهاب« وبالضلوع في انشطة عسكرية وأمنية وعمليات فساد في لبنان, في حين دعت المعارضة السورية واشنطن الى تصنيف حزب »البعث« الحاكم في سورية »منظمة إرهابية«.
وقالت وزارة الخزانة الاميركية في بيان لها امس ان كنعان وغزالي هما »مواطنان محددان بشكل خاص« بموجب امر رئاسي لمكافحة الارهاب.
واضافت ان »الامر الذي صدر اليوم (أمس) يقضي بتجميد اي ارصدة يمكن ان تكون لهما في الولايات المتحدة وبمنع اي شخص اميركي من عقد صفقات مع هذين الفردين«.
وقالت الحكومة الاميركية انها تعتقد ان كنعان وغزالي »أدارا التواجد العسكري والامني لسورية في لبنان وساهما في دعم الحكومة السورية للإرهاب«.
واضافت وزارة الخزانة ان »غزالي وكنعان شاركا في الكثير من الانشطة الفاسدة وتردد انهما استفادا من صفقات اعمال فاسدة خلال فترة تعاقبهما على منصب (رئيس جهاز الامن والاستطلاع السوري) في لبنان«.
وقالت الوزارة ان كنعان عمل لنحو 20 عاما رئيسا لجهاز الامن والاستطلاع السوري في لبنان قبل ان يخلفه غزالي في ذلك المنصب في اواخر عام .2002
واكد وزير الخزانة جون سنو في تصريح له ان »الخطوة التي تم اتخاذها اليوم (أمس) تهدف الى عزل لاعبين اساسيين في دعم جهود سورية على زعزعة استقرار جارها (لبنان) ماليا«.
وقال: »لقد رأينا الديمقراطية تترسخ في لبنان وغيرها من مناطق الشرق الاوسط, ومع ذلك تواصل سورية دعم جماعات العنف والاضطراب السياسي«.
واضاف »على سورية الانضمام الى جارها في انتهاج التقدم نحو الحرية«.
واكدت وزارة المالية ان المسؤولين السوريين كنعان وغزالي لهما تاريخ طويل في محاولة زعزعة استقرار لبنان لكي يبقى يدور في مدار سورية.
وقالت انه خلال قيادته لجهاز الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان »عمل كنعان على ضمان استمرار تدخل ضباط الاستخبارات العسكرية السورية في الشؤون السياسية والاقتصادية اللبنانية«.
كما اتهمت كنعان بالضلوع بنقل الاسلحة لحزب الله اللبناني.
وجاء في بيان الوزارة انه »في عام ,2002 تم نقل ثلاثة صواريخ في قافلة يعتقد ان كنعان رافقها شخصياً عبر الحدود السورية اللبنانية, الى حزب الله في لبنان«.
واضافت ان غزالة »اثناء توليه مسؤولياته المتعلقة بالشؤون اللبنانية, كان يعمل مباشرة تحت امرة الرئيس بشار الأسد ومدير الاستخبارات العسكرية السورية في ذلك الوقت حسن خليل«.
وتأتي هذه الخطوة بعد ساعات قليلة من قيام الرئيس الاميركي جورج بوش بتجميد أرصدة مؤسسة سورية تتهم بنشر أسلحة الدمار الشامل.
وتتهم الولايات المتحدة سورية بالاحتفاظ ببعض ضباط مخابراتها في لبنان على الرغم من مطالبتها دوليا بأن تسحب جميع مسؤوليها.
كما يتهم المسؤولون الاميركيون دمشق ايضا بتقويض جهود الولايات المتحدة في العراق والسماح للجماعات الارهابية بتمرير المقاتلين والاموال عبر الاراضي السورية الى العراق.
وكجزء من الجهود الاميركية لممارسة الضغط على سورية مدد الرئيس الاميركي جورج بوش في مايو العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية في العام الماضي لمدة عام آخر وقال ان هذه الدولة العربية لا تزال تمثل تهديدا للولايات المتحدة.
وتحظر هذه العقوبات صادرات اميركية معينة الى سورية وتقطع العلاقات المصرفية مع البنك التجاري السوري وتجمد اصول السوريين المشتبه في تورطهم في الارهاب او تطوير اسلحة الدمار الشامل وتمنع الخطوط الجوية السورية من الطيران الى الولايات المتحدة ومنها.
وفي غضون ذلك طالبت المعارضة السورية مجلس الشيوخ الاميركي بتصنيف حزب البعث الحاكم »منظمة ارهابية«.
واعلن حزب »الاصلاح« السوري المعارض الذي يتزعمه فريد الغادري ويتخذ من واشنطن مقراً له ان الغادري التقى السيناتور ريك سانتورم وطلب منه المساندة بتفعيل ودعم مطلب حزب (الاصلاح) السوري لتصنيف حزب البعث الاشتراكي بشقيه السوري والعراقي كمنظمات ارهابية دوليا, معللا مطلبه بممارسة البعث الذي تلطخت ايادي رموزه بدماء الابرياء من مجموع الشعبين السوري والعراقي من جميع القوميات والاديان والمذاهب, وان هذه التنظيمات اعاقت ومازالت تعرقل السلام والوئام والتقدم الاجتماعي والسياسي وتتعامل بالبطش وتصر على سياسة سمتها الشمولية والقمع معتمدة المحسوبية والشللية ورسخت نظام الفساد ولا تعترف بالقوانين والمؤسسات.
وتعليقا على نتائج اللقاء قال الغادري: »لا اريد ان استبق الاحداث ولتتحدث النتائج عن نفسها في اقرب الآجال وحول التغييرات الاخيرة التي طرأت على اجهزة »البعث« قال الغادري: »واضح للعيان ان فهم »البعث« للديمقراطية يتمثل بتعزيز قبضته الحديدية على الدولة وبرفد اجهزته السلطوية باشقياء ساموا الشعب بشتى صنوف القهر, وتتكشف يوما بعد يوم خيوط الجرائم وتكبر ¯ للاسف ¯ لائحة المجرمين التي ستعلن على الملأ تمهيدا لمحاسبتهم«.
وبخصوص استبطاء نتائج المحاسبة قال الغادري: »لا نستطيع ان نرمي ضربة الجزاء للتعادل, نحن نسعى لانصاف المتضررين من مرتكبي الجرائم البينة, ولا يقبل احد في سورية والعالم المساواة بين الحمل والذئب, القضية جد ضخمة والمؤسسات القانونية تدرس جميع الملفات وتوثق الجرائم ومرتكبيها ليس لتضعها على رف الأرشيف«. واضاف بخصوص الاموال التي نهبت وتم تهريبها من البلد بقوله: »نتابع والمؤسسات الحقوقية بدقة وهدوء كل الخطوات ونرصد تنقلات الاموال المسروقة تحت شتى المسميات وستعود قطعا لاصحابها الحقيقيين«. بينما تستمر اللجان المختصة بجمع الملفات ودراسة الادلة لادانة قطعية.