واشنطن حددت مهمة
لارسن في دمشق:
نزع فوري لسلاح حزب
الله
لندن - كتب حميد غريافي:
قد تتسبب زيارة مبعوث الأمين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن المكلف مراقبة
تطبيق كامل بنود قرار مجلس الامن الدولي 1559 المتعلق بسورية ولبنان, لدى وصوله
خلال الايام القليلة المقبلة الى دمشق للاجتماع الى الرئيس السوري بشار الأسد,
»في تعجيل المواجهة المؤجلة بين واشنطن ودمشق, كما قد تؤدي الى تداعيات قوية
على الساحة اللبنانية الهشة أصلاً في هذه الظروف الانتقالية الطارئة, عندما
سيصر عليه بطلب من الامم المتحدة مشفوع بتحذير اميركي قوي, بالمساهمة في نزع
سلاح حزب الله في أقرب وقت يترافق مع قيام النظام اللبناني الديمقراطي الجديد,
وكيلا يكون بعد ذلك عاملاً ضاغطاً أو مفجراً لهذا النظام الذي لن يسمح المجتمع
الدولي بأي حال من الأحوال بالقذف به الى الفراغ او حتى بالمساس به«.
وأكد ديبلوماسي خليجي في مقر الامم المتحدة في نيويورك ل¯ »السياسة« امس
الاربعاء المعلومات الواردة في وسائل إعلام غربية وعربية حول التحذير الذي
حملته ادارة بوش للارسن عشية توجهه الى دمشق وورد على لسان مسؤول اميركي حين
قال: »اوضحنا له (لارسن) ان على الجميع ان يجرد من السلاح, واننا نتوقع الا
تبقى اي قوات او اجهزة استخبارات سورية في لبنان, واننا في غاية الجدية في هذين
المطلبين« مضيفا الى ذلك (الديبلوماسي) بقوله انها »المرة الاولى التي تحدد
فيها واشنطن لأي مبعوث دولي للامم المتحدة اطار مهمته بصورة حازمة وتمنعه من ان
يتبرع من نفسه بمنح السوريين مهلاً مطاطة لتنفيذ هذه المطالب, كما فعل بالنسبة
لمفاوضاته معهم حول انسحابهم من لبنان في ابريل الماضي«.
وأعرب الديبلوماسي في اتصال به من لندن عن اعتقاده ان تكون ادارة بوش »حملت
لارسن موعداً محدداً لا يتجاوز الشهرين لنزع سلاح حزب الله وابعاده عن الحدود
اللبنانية مع اسرائيل وارسال الجيش اللبناني الى هناك تطبيقاً حرفياً ودقيقاً
لما تبقى من بنود القرار 1559«.
ونقل الديبلوماسي عن زميل اميركي له في الامم المتحدة تأكيده ان »مهمة تيري رود
لارسن الأصعب هذه المرة في دمشق تتضمن ابلاغ الرئيس السوري بشار الأسد بالأمر
المفروغ منه بالنسبة للولايات المتحدة ومجلس الامن الدولي وهو التجريد الفوري
للفصائل الفلسطينية المنتشرة خارج المخيمات في لبنان من سلاحها واستعادة
عناصرها الى سورية واقفال معسكراتها في كامل الاراضي اللبنانية« وقال
الديبلوماسي الاميركي »ان على الحكومة السورية ان تعمد الآن (فور انتهاء زيارة
لارسن) الى تنفيذ هذا الشق من بند نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير
اللبنانية لانه (نزع سلاح فصائل مثل الجبهة الشعبية - القيادة العامة« و»فتح
الانتفاضة« وسواهما في لبنان) متعلق مباشرة بسورية التي تحتضن قيادات هذه
الفصائل الارهابية في دمشق«.
وذكر الديبلوماسي الخليجي ل¯ »السياسة« ان اصرار ادارة بوش على تجريد حزب الله
من سلاحه وارسال الجيش الى الجنوب اللبناني »عائد الى قناعتها الراسخة بأنه لا
يمكن قيام نظام لبناني ديمقراطي كامل وحقيقي بوجود جزر أمنية مسلحة خارجة على
الدولة بامكانها في اي وقت اشعال صاعق التفجير لنسف هذا النظام« وقال: »انهم
متأكدون هنا (الاميركيون) من ان بقاء السلاح في ايدي جماعات حزب الله او غيرها
في لبنان, وهي جماعات تدين بولائها للخارج مثل ايران وسورية, هو بمثابة قنبلة
موقوتة يمكن استخدامها من خارج الحدود لتفجير كل المكاسب التي حققها الشعب
اللبناني اخيرا في ثورته الديمقراطية بعد ثلاثين عاما من الاحتلال التام لبلده,
وهذا ما لا يمكن ان يسمحوا به تحت اي ذريعة أو مقولة«.
|