حملة أميركية لتعقب عناصر الاستخبارات السورية في لبنان

050604

عناصر من ال¯ »إف.بي.اˆي« يعاينون

سيارة الشهيد سمير قصير

لندن- حميد غريافي:
بيروت- »السياسة«:
باشر محققون من مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي »اف.بي. اي« ومن الشرطة الفرنسية في بيروت امس التحقيق ميدانيا في جريمة اغتيال الصحافي اللبناني المعارض سمير قصير, بناء على طلب من الحكومة اللبنانية للمساعدة في كشف معالم هذه الجريمة التي اكدت المعارضة تورط فلول المخابرات السورية- اللبنانية بقيادة مدير الامن العام السابق اللواء متقاعد جميل السيد فيها...
وتتزامن هذه الخطوة الاميركية- الفرنسية غير المسبوقة مع حملة تعتزم الولايات المتحدة اطلاقها لتعقب عناصر الاستخبارات السورية المنتشرين على جميع الأراضي اللبنانية حسب ما أكد أحد أعضاء لجنة الاستخبارات والعلاقات الخارجية في مجلس النواب الاميركي امس ل¯ »السياسة«.
وقال النائب الاميركي ان السوريين »الذين سحبناهم قسرا من لبنان في اواخر ابريل الماضي يحاولون الاˆن تكرار ما يفعلونه في العراق من قتل وتدمير وتفجير ونسف للبنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية في لبنان, كلما شعروا بتزايد تدخلنا فيه لصالح اقامة نظام ديمقراطي حر قد يكون نموذجاً لما نطمح اليه في الشرق الاوسط ويعتبرونه تهديداً لنظامهم.
وقال النائب: ان استخباراتنا بالتعاون مع بعض القوى الحرة داخل السلطة اللبنانية ومع بعض القيادات السياسية المعارضة, ستبدأ قريبا جداً بأكبر حملة تعقب لعناصر الاستخبارات السورية المتبقية في لبنان بعد الانسحاب العسكري السوري منه, ونحن نرصد منذ ذلك الانسحاب هذا التواجد الاستخباري وندقق عن كثب في وجود اˆلاف عدة من عناصره في مختلف المناطق اللبنانية, وقد تمكنا حتى الاˆن من رصد اماكن وجود مئات عدة منهم«.
وذكر النائب ان السوريين »يحاولون جاهدين ابقاء النار مشتعلة خلف انسحابهم من لبنان ولكن بوتيرة اقل من نيرانهم في العراق, إلا اننا نتوقع ¯ كما المد الديمقراطي الجديد في بيروت ¯ ان تزداد عمليات القتل والتفجير السورية في لبنان, كلما اقترب استحقاق قلب النظام الموالي السوري فيه فور انتهاء الانتخابات البرلمانية في العشرين من الشهر المقبل, حيث سيعلن الفائزون من الاطراف الديمقراطية في المجلس عن اتخاذ خطوات قانونية ودستورية جذرية لانهاء اي دور سوري سري مازال متمسكا بالبقاء عبر رموز النظام المتهاوي الذي لابد وان ينتهي تماما »خلال الاشهر الثلاثة المقبلة«, مؤكدا ان اغتيال الصحافي قصير هو »أكبر عملية تحد سورية لمنظمة الامم المتحدة.
وقال النائب ل¯ »السياسة« ان الولايات المتحدة ستسعى الى وجود »اكثر فاعلية للامم المتحدة في لبنان على الصعد الامنية والعسكرية والاقتصادية قبل نهاية هذا العام اذا لم يتوقف التدخل السوري في لبنان, إذ لن تسمح (اميركا) بتحويله الى عراق اˆخر ويعتقد حزب البعث في دمشق انه ضرورة ملحة لاستمرارية بقائه مدة اطول في حكم سورية, وذلك عبر مسارب عدة اخطرها المحاولات الجارية لتحويل الوهج الديمقراطي الذي يلفح وجه لبنان بقوة منذ التمديد السوري القسري للرئيس اللبناني لحود واغتيال رفيق الحريري الى صدام طائفي ¯ مذهبي بين السنة والشيعة تماما كما فعلوا (السوريون) في الساحة العراقية لمنع انتهاء الحرب وبسط السلام بين شعبه«.
وأكد عضو الكونغرس ان النظام السوري مقبل قريبا جدا على »مواجهة استحقاقات كبيرة وخطيرة على الصعيد الشعبي الداخلي, وكما ان الشعب السوري يشهد أكثر فأكثر تحولات يومية باتجاه التمرد على القمع وحكم الحديد والنار, سيكون ذلك النظام اكثر شراسة يوما بعد يوم, وهذا ما يبدو واضحا من الاعتقالات الجماعية المتواصلة لاصحاب الاصوات الحرة في الداخل, ومن عمليات القتل والتدمير ضد اصحاب الاصوات المرتفعة في لبنان والعراق«.
وكان وزير العدل اللبناني خالد قباني اعلن ان الحكومة اللبنانية قررت الاستعانة بخبراء فنيين اجانب في الادلة الجنائية في اطار التحقيق في قضية اغتيال سمير قصير, واشار في هذا الإطار الى وصول عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي »اف.بي.اي« وخمسة من عناصر الشرطة الفرنسية المتخصصين في الادلة الجنائية ومكافحة الارهاب الى بيروت امس.
واوردت الوكالة الوطنية للإعلام نقلا عن قباني انه تم تعيين القاضي سامي صدقي المحامي العام في المحكمة العسكرية محققا عدليا في الملف.
ويأتي إعلان الحكومة اللبنانية عن مشاركة الخبراء الأميركيين والفرنسيين في التحقيقات بعد ان أكدت المعارضة اللبنانية ان اللواء جميل السيد يدير ميدانيا »الشبكة الاجرامية« من فلول المخابرات السورية ¯ اللبنانية المشتركة, وحملته مسؤولية اغتيال الشهيد قصير.