مسؤول أممي: "حزب الله" مخطئ كثيراً إذا كان يعتقد أنه لا يمكن
المساس به
نصرالله بات مطارداً دولياً ... ومخاوف من اغتيال ميقاتي
27/07/2011
لندن - كتب
حميد غريافي:
قال موظف كبير في القسم القضائي المتعلق بالمحكمة الدولية
في الامم المتحدة بنيويورك ان "مجرد تحويل المدعي العام
اللبناني سعيد ميرزا مذكرات التوقيف بحق اربعة من قياديي "حزب
الله" اورد القرار الاتهامي الدولي اسماءهم كمتهمين في قضية
اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري الى الاجهزة
الامنية اللبنانية لتنفيذ قرار اعتقال هؤلاء الاربعة ما حملهم
على الفرار والاختباء تحت عباءة حزبهم وامينه العام حسن
نصرالله, يعني ان التهمة "ركبتهم" أكانوا مجرمين أو ابرياء,
وان قيادتهم التي جاهرت بإعلان رفضها "تسليمهم وتحديها قرارات
مجلس الامن والمجتمع الدولي, جعلت من نفسها قيادة ارهابية
مطاردة تماما مثل قيادة "تنظيم القاعدة" في كل انحاء العالم".
ونقل سياسي لبناني مغترب في واشنطن عن موظف الامم المتحدة قوله
ان اصدار محكمة لاهاي احكامها الغيابية على المتهمين باغتيال
الحريري وشخصيات وطنية لبنانية اخرى, "يهدر دم هؤلاء باعتبارهم
مطلوبين من القضاء والعدالة الدوليين بحيث يصبحون مثل عناصر
وقيادات "القاعدة" ومنظمات ارهابية اخرى بينها "حزب الله"
المدرج على لوائح الارهاب الدولية, مطاردين في كل مكان وقادتهم
قابعون في مخابئهم واوكارهم لا يستطيعون مبارحتها الى ما لا
نهاية.
واكد المسؤول الاممي ان حسن نصرالله ومن هم وراءه في طهران اذا
كانوا يعتقدون ان "حزب الله" لا يمكن المساس به وهو فوق
العدالة الدولية والاستجواب والمحاكمة فهم مخطئون لان الضغوط
الدولية السياسية والامنية عليهم ستبلغ ذروتها في بعض المراحل
من اجل اعتقالهم والقضاء عليهم لان الظروف المأساوية التي تمر
بها المنطقة من ثورات وتساقط انظمة ورؤوس ستصل في نهاية المطاف
اليهم لا محالة.
وقال المسؤول: بامكانك ان تهرب بعض الوقت لكنك لا تستطيع ان
تختبئ كل الوقت وان التاريخ يؤكد ان احدا مثل هؤلاء الخارجين
على القانون الدولي وعلى رأسهم من هم اعتى منهم بمئات المرات
مثل هتلر وموسوليني وتشاو تشيسكو وبول بوت "كمبوديا"
وميلوسيفيتش "صربيا" وكراديتش "البوسنة" وجونسون "رواندا"
وسواهم من شياطين الجريمة العالمية الجماعية, لم يتمكن من
الافلات من المحاسبة والمصير المحتوم مهما طال الزمن.
ونقل عضو اللوبي اللبناني في واشنطن عن المسؤول الاممي توقعه
ان يلقى مصطفى بدر الدين المتهم الرئيسي في قرار الاتهام
الدولي ورفاقه الثلاثة المطلوبون الى المحكمة مصيرا قاتما على
ايدي رؤسائهم اذا هم شعروا باقتراب يد العدالة الدولية منهم
خشية توريط قادتهم في هرم الحزب, كما ان قياديي الدفعة الثانية
من الاسماء التي سترد في تتمة القرار الاتهامي خلال الشهرين
المقبلين سوف سيدركون ما سيواجهونه من قمع حزبهم لذلك قد يفر
بعضهم ويلجأ الى العدالة طلبا للحماية خصوصا اذا تم اعتقال
المتهمين الاربعة او تم اغتيالهم.
وفي سياق متصل اكدت اوساط بارزة في قوى "14 اذار" ل¯ "السياسة"
في بيروت امس ان لديها معلومات من مقربين من رئيس الحكومة نجيب
ميقاتي في طرابلس تتحدث عن صفقة عقدها هذا الاخير مع حسن نصر
الله ونبيه بري تقضي بابلاغ الحكومة اللبنانية خلال الايام
الاربعة المقبلة مكتب دانيال بلمار مدعي عام المحكمة الدولية
عدم تمكن اجهزتها الامنية من معرفة اماكن وجود المتهمين
الاربعة من "حزب الله" مقابل اقرار الحكومة دفع المتوجبات
عليها من اموال للمحكمة والبالغة 49 في المئة من مجمل التكاليف
وهو امر لن يؤثر على "حزب الله" مادام هو قادرا على اخفاء
المطلوبين ومادامت قرارات المحكمة المستقبلية غير قادرة على
الوصول اليه".
واعربت الاوساط عن خشيتها من محاولات "لتصفية نجيب ميقاتي على
ايدي متطرفين اسلاميين في طرابلس بسبب انضمامه الى "الشيعة"
المتمثلين بحزب الله الذي يحتكر النطق باسمهم بقوة السلاح ضد
طائفته السنية, وبسبب مواقفه الداعمة لنظام بشار الاسد ضد
الشعب السوري الثائر وعدم قيام الدولة اللبنانية بمساعدة شرائح
هذا الشعب التي تطالب بالحرية".
وقالت الاوساط ان "استهداف ميقاتي بالاذى الجسدي ونجاح هذا
الاستهداف سيدفع لبنان الى حرب اهلية مذهبية وطائفية اقسى من
الحرب الاهلية السابقة". |