قطر
دشنت الحرب الديبلوماسية العربية -
الغربية على نظام دمشق وسط معلومات عن تصاعد احتمال التدخل
العسكري الدولي
استعدادات لاجتياح البوكمال تنذر بمعركة قاسية بين قوات الأسد
وبين العشائر والمنشقين عن الجيش
لندن - كتب
حميد غريافي:
20/07/2011
دشنت دولة قطر اول من امس الطريق الدولي الذي يربط العالم
العربي بالغرب المتجه نحو قطع العلاقات الديبلوماسية مع النظام
السوري في دمشق, فاتحة هذا الطريق العريض امام دول اخرى وخصوصا
خليجية واوروبية وغربية لأن تبدأ السير عليه "كمرحلة نهائية
متوقعة, وان كانت بطيئة, لاقتلاع هذا النظام من جذوره ولكن من
دون تكرار اخطاء الاميركيين في العراق", حسب قيادي سوري معارض
في لندن.
وقال ديبلوماسي خليجي في العاصمة البريطانية ل¯"السياسة" امس
ان "سحب قطر سفيرها زايد الخيارين وديبلوماسييها من سفارتها في
دمشق ردا على مهاجمتهم من "شبيحة" البعث مع السفارتين
الاميركية والفرنسية ومنازل ديبلوماسييهما الاثنين الاسبق,
وتكبيدهم اضرارا مادية بالغة, جاء بمثابة "ضربة معلم" استعادت
كرامة الحليفين الاميركي والفرنسي اللذين لم يسحبا سفيريهما من
العاصمة السورية واكتفيا بالتنديد الكلامي والتهديد بعقوبات
اضافية, آخذة (دولة قطر) بصدرها افتتاح المعركة الديبلوماسية
الدولية مع الاسد وجماعته, وهي المعركة التي قد تكون حاسمة اذا
أحكم طوقها حول عنقهما كخطوة اخيرة لإطاحة النظام بعد عزله
التام".
واعرب الديبلوماسي عن قناعته استنادا الى اتصالات تجري حاليا
داخل دول الاتحاد الاوروبي ومع الولايات المتحدة وكندا
واستراليا واليابان, بأن فرنسا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا
واسبانيا والبرتغال, اضافة الى دول سكاندينافية "تتجه مسرعة
لقطع علاقاتها الديبلوماسية مع النظام السوري, ما من شأنه ان
يدفع به الى ان يصبح صومالا آخر لا احد يعترف به ولا احد يريد
ان يقربه, وهذه مقدمة لأخذ الحملة على آل الاسد في اتجاه آخر
لا يمكن الا ان يكون على شكل تدخل دولي عسكري ليس من الضروري
ان يكون شبيها بالتدخل الاطلسي في ليبيا, ولكن قد يكون اكثر
فاعلية ونجاعة في اطاحة النظام بوقت قصير".
وقال الديبلوماسي انه "كائنا من كان مكان الامين العام لجامعة
الدول العربية الجديد غير المجرب والضعيف رغم ان الثورة جاءت
به وزيرا لخارجية مصر ثم امينا عاما للجامعة, لكان وفر على قطر
والدول العربية الاخرى مغبة الصدام المباشر مع هذا النظام
الوحشي في سورية الذي قد يلجأ في المرحلة المقبلة الى استخدام
اذرعه الارهابية للانتقام من الدول المعادية له, عربية كانت ام
غربية, ولكان اتخذ قرارات اشد تأثيرا على دمشق من قطع دولة
واحدة مثل قطر علاقاتها الديبلوماسية معها".
وتأخذ الدول الاوروبية والولايات المتحدة على الجامعة العربية
وقيادتها تقصيرها المخجل في التعاطي مع النظام السوري لوقف
مجازره ضد شعب عربي مسالم لا يطالب الا بالحرية والعيش الكريم,
وتحضها على التحرك بسرعة".
وكشف الديبلوماسي الخليجي في لندن النقاب عن ان مسؤولين في
العواصم الاوروبية الرئيسية وفي واشنطن وعواصم غربية اخرى "قد
يكونون بصدد فتح معركة مع روسيا والصين لموقفهما الممانع من
توجيه "اللوم" الى حكومة بشار الاسد, ولمعارضتهما العالم
بأجمعه ومجلس الامن والامم المتحدة توجيه تحذير حاسم له لوقف
مجازره في صفوف المدنيين العزل, وهناك توجه اوروبي عام ل¯"شد
الخناق" الاقتصادي على روسيا والصين خلال الاسابيع القليلة
المقبلة بعد اقناع دول في الشرق الأوسط وافريقيا وأماكن أخرى
من آسيا بوقف تعاملها التجاري معهما وتجميد عقود شراء اسلحة
منهما بعشرات مليارات الدولارات وتقديم قروض ومساعدات سنوية
بمليارات اخرى لاشعارهما بانهما ستواجهان العزل والاهمال اذا
استمرتا في التغريد خارج السرب العالمي.
ونقل الديبلوماسي عن مصادر حكومية خليجية تأكيدها ان إيران
حولت للنظام السوري في منتصف "يونيو" الماضي مبلغ مليار ونصف
المليار دولار وهو جزء من مبلغ 4 مليارات خسرتها سورية "حتى
آخر هذا العام" بسبب العقوبات الدولية السابقة والجديدة عليها
الا ان الايرانيين قد لا يتمكنون من الايفاء بهذا الالتزام
بسبب العقوبات المفروضة عليهم هم انفسهم وبسبب عمليات الانفاق
الهائلة على التسليح والبرنامج النووي والتدخل في مناطق عدة من
الشرق الاوسط.
وفي سياق متصل اكدت اوساط المعارضة السورية في بيروت ل¯ "السياسة"
امس ان المنظمات الانسانية الدولية تتوقع ان تشن نحو 50 دبابة
والفا ضابط وجندي من القوات الخاصة السورية التابعة لنظام
الاسد وعدد من مروحيات الهليكوبتر وراجمات الصواريخ هجوما
كاسحا على مدينة البوكمال الواقعة على الحدود الشرقية مع
العراق في محاولة لاسترجاع او تدمير عدد من الآليات التابعة
للجيش السوري كان اكثر من 120 ضابطا وجنديا انشقوا عن هذا
الجيش انضموا الى الثوار.
وقالت الاوساط ان جنودا وضباطا منشقين في مناطق اخرى في الجنوب
والغرب "ريف دمشق ومحافظة درعا" التحقوا بالوحدة المنشقة داخل
البوكمال للذود عنها, لقد ادخلوا اليها آليات اخرى وقطع مدفعية
بواسطة بعض العشائر المعارضة للنظام التي ارسلت اكثر من 300
مسلح الى المدينة للدفاع عنها بعدما فشلت مفاوضات قامت بها
قيادة اللواء العسكري السوري مع وجهاء المدينة لتسليم الآليات
على الاقل.
|