اقرأ المزيد...


نصر الله... خطاب المذعور

 

أحمد الجارالله

 02/05/2013

باتت إطلالات حسن نصرالله التلفزيونية اكثر تسلية من فيلم كوميدي, ففي حين يبدو الذعر عليه يطلق العنتريات, الى حد انه تفوق على يونس بحري واحمد سعيد, والصحاف في اختراع الاكاذيب, فيما هو يمني النفس لو ان كذبة واحدة منها تنجح في تحقيق هدف نظام ملالي طهران في فتح جبهات جديدة خارج سورية تؤخر سقوط حليفها.
نصرالله في حديثه الاخير, كان تائها, زائغ النظرات, كمن يتحسس رقبته خوفا من سيف مصلت عليها, فهو لم يكن, كما قال, يحاول اخماد نار فتنة, بل انه يوقدها في تلك الرسائل المسمومة, فللمرة الثانية يستخدم خطابا تفريقيا واضحا, يضرب القواسم المشتركة بين الطوائف الاسلامية, ناسيا ان لا احد في لبنان حاول دخول هذه المنطقة الا وكانت فيها نهايته, لكن الافعى حين تعجز عن لدغ احد تلدغ نفسها.
نصرالله, المذعور, ظهر بحجمه الحقيقي, ساعي بريد اقليمي, بندقية للايجار, لذا لم يتوان لحظة في الكشف عن الوجهة الحقيقية لبندقيته, وليس كما كان يردد دائما انها موجهة الى اسرائيل هذه التي لم يهددها كما اعتاد طوال سنوات, بل تمادى في اطلالته الاخيرة بمغازلتها, الى حد كاد يقول فيه: "دعونا نشكل لجنة تحقيق مشتركة في قضية الطائرة اللقيطة", وهذا لن يكون غريبا لان سوابق حزبه مع الاسرائيليين اثناء الحرب اللبنانية عديدة واشهرها فضيحة تجارة الفستق الايراني مع اسرائيل مقابل تأمين خطوط امداد "حزب الله" في حربه مع حركة"امل" للسيطرة على جنوب لبنان, وهي احداث لا تزال حاضرة في الاذهان, الا اننا لا نريد الاستطراد كثيرا في هذا الامر, فما يهمنا من ذلك نفي نصرالله ان يكون حزبه او الحرس الثوري من اطلق تلك الطائرة, فهو تأكيد ليس على وجود قوات للحرس الثوري على الأراضي اللبنانية, لان تلك بديهية معروفة للجميع, انما هو رسالة لاستدراج تدخل اسرائيلي من نوع اخر في لبنان, ضد من يعتقد أنهم اصبحوا خصومه الاكثر خطرا في لبنان, لكن السؤال: من يمتلك طائرات من دون طيار في لبنان, ومن له سوابق في هذا المضمار? الجواب عن هذا السؤال يكشف زيف ما قاله.
صدق الرجل حين قال ان المستهدف سورية, الشعب والدولة, لكنه اخطأ في تحديد الفاعل, فالاستهداف يأتي من معسكره, فمن يريد تدمير سورية ليس شعبها انما اولئك الذين يدفعون بالشباب المغرر بهم بشعارات المقاومة والدفاع عن المقدسات الى اتون الدفاع عن النظام وقتال ثوار الشعب الذين احتضنوا الالاف من ابناء الشعب اللبناني طوال سنوات الحرب الاهلية , ولم يفرقوا يوما بين سني وشيعي, هؤلاء رد لهم نصرالله جميلهم بالرصاص والقتل والتنكيل, وهذا ليس مستغربا ممن يقتل القتيل ويمشي في جنازته.
خطاب نصرالله رسالة واضحة المعاني والدلالات, فهي تعبر عن رعبه مما ينتظره هو وحزبه, وعن ذعر النظامين السوري والايراني مما ستحمله المرحلة المقبلة, انه خطاب الافلاس المغلف بلهجة فتنوية لا تخفى على احد, لا في الحديث عن حماية سورية لحماية المقاومة او الدفاع عن المقامات الدينية, فمقام السيدة زينب(رضي الله عنها) حماه السوريون طوال مئات السنين, وسيحمونه برموش عيونهم, فكما فشلت فتنته وفتن مستخدمه الايراني في اثارة الفتنة الطائفية في العراق ستفشل ايضا في لبنان وسورية.
لا عزاء للحمقى الذين يرفضون رؤية شمس الحقيقة الساطعة, ولا عزاء للظواهر الصوتية على شاكلة نصرالله وغيره, فطالما ان مشغليه حلفاء نظام كوريا الشمالية الذي اطنب رئيسه في اطلاق التهديدات ضد اميركا, وحين دقت ساعة الجد تراجع لانه اكتشف ان صورايخه الاستعراضية لا تصلح الا للعروض العسكرية, ولان الطيور على اشكالها تقع, فان كلام نصرالله ليس اكثر من صواريخ صوتية.
ليعلم أمين عام "الحزب اللاهي", ان اطلالاته التلفزيونية اصبحت فسحة تسلية وفكاهة, وليعلم ايضا ان سيف الحق سبق عذل الخداع, فالقاتل لا يقف الا الى جانب القتلة, ولكل مجرم عقاب, وقبل ان يحل بنصرالله العقاب فلا ضير ان هو أمتعنا ببعض المشاهد الفكاهية.
أحمد الجارالله

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها