بيروت - "السياسة":
لم تفاجأ الأوساط السياسية بكلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله مساء اول من امس الذي جاء كرد على المواقف التي أطلقها صباح اول من امس رئيس الجمهورية ميشال سليمان في احتفال عيد الجيش.
واستناداً إلى المعلومات التي كشفتها لـ"السياسة" أوساط بارزة في قوى "14 آذار", فإن نصر الله أراد من خلال التركيز في كلمته على ما سماها "ستراتيجية تحرير", متجاهلاً الحديث عن ضرورة التوافق على ستراتيجية دفاعية تشارك فيها كل فئات الشعب اللبناني, أن يرد على الرئيس سليمان الذي كان حاسماً وحازماً بأن لا شراكة مع الجيش في الأمن والسيادة, وهو ما أثار بحسب الأوساط استياء داخل "حزب الله" وفي أوساط المؤيدين والمناصرين.
وأشارت الأوساط إلى أن حديث نصر الله عن ستراتيجية تحرير يعكس بكثير من الوضوح أن هناك قراراً إيرانياً واضحاً بإبقاء لبنان ساحة لتبادل الرسائل, وباستخدامه كصندوق بريد, من دون إقامة أدنى اعتبار للدولة اللبنانية ومؤسساتها وقرارها السيادي.
وتعليقاً على كلام نصر الله, أكد منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد لـ"السياسة", "أن ما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" يعبر عن موقف الخائف من انهيار النظام السوري, والزاحف لإعطاء مبررات لبقاء السلاح, فذهب باتجاه ستراتيجية التحرير التي تتناقض مع القرار 1701, فإما أن نبقى متمسكين بهذا القرار أو نذهب للإطاحة به وتحرير الأرض بالوسائل المتاحة".
وأشار سعيد إلى أنه "إذا أراد السيد نصر الله ستراتيجية تحرير, فنحن معه, لكن لدينا شرط واحد, وهو أن يقوم نصر الله ومعه رئيس الجمهورية وحكومة لبنان باستدعاء ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان إلى القصر الجوري ويبلغوه رسالة مفادها أن القرار 1701 انتهى, ولتقم الأمم المتحدة بسحب عناصر "اليونيفيل" من جنوب لبنان, ونحن سنذهب إلى اشتباك مع إسرائيل".