اقرأ المزيد...


الثوار يسعون للسيطرة على مقار المخابرات في حلب 
الاشتباكات تتمدد إلى حيين مسيحيين في دمشق والنظام يستخدم طائرات حربية وصواريخ "غراد"
20120802
دمشق - ا ف ب: وصلت المواجهات بين قوات النظام والمقاتلين المعارضين, فجر امس, للمرة الأولى منذ بدء الاضطرابات قبل أكثر من 16 شهرا الى مشارف حيين مسيحيين في وسط دمشق, في وقت تستمر التعبئة والاستنفار في مدينة حلب.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات وقعت فجر امس في محيط حيي باب توما وباب شرقي بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة, مشيراً إلى سقوط قتيل على الاقل في صفوف قوات النظام.
وكان هذان الحيان شهدا تظاهرات عدة مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد خلال الاشهر الماضية, وهما يقعان في وسط دمشق القديمة ويتميزان بوجود الكثير من الفنادق وبحركة سياحية لافتة. وقد بقيا في منأى عن الاشتباكات التي وقعت قبل اسبوعين في العاصمة.
وكانت قوات النظام استعادت اعتبارا من 23 يوليو الماضي السيطرة على احياء عدة من دمشق تقع خصوصا في الاطراف شهدت معارك عنيفة بينها وبين مجموعات مقاتلة معارضة على مدى أسبوع.
وافاد ناشطون عن سماع طلقات نارية كثيفة صباح أمس في شارعي بغداد والملك فيصل وحي العمارة في وسط دمشق, و"قصف عنيف" على جنوب حي التضامن في جنوب العاصمة.
وأشارت صحافية الى ان اصوات انفجارات واطلاق نار ظلت تسمع حتى وقت متأخر ليل اول من امس في احياء عدة بينها كفرسوسة, جنوب غرب دمشق.
وفي حلب حيث تستمر المعارك العنيفة والقصف, يسعى المقاتلون المعارضون الى السيطرة على مقرات المخابرات, وذلك بعد تمكنهم من الاستيلاء على ثلاثة مراكز للشرطة.
ووصف احد قادة "الجيش الحر" العميد عبد الناصر فرزات السيطرة على ثلاثة مراكز للشرطة في باب النيرب والمنطقة الجنوبية من الصالحية وحي هنانو, اول من امس, بأنه "نصر صغير" يرفع المعنويات, لكنه شدد على ان "الامر الاكثر اهمية بالنسبة لنا هو الاستيلاء على مقار المخابرات", موضحا انه "في حال سقوط هذه المقرات فإن النصر يصبح ممكنا".
وفي هذا السياق, افاد مصدر امني في دمشق أن "هدف المتمردين هو الاستيلاء على مقر المخابرات الجوية في حي الزهراء الذي يقع في الضواحي الغربية لمدينة حلب".
واوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان تحقيق ذلك "سيفتح الباب (امام المتمردين) على الاحياء القريبة والثرية في المدينة والتي لا يسيطرون عليها الآن", مشيرا الى ان المقاتلين المعارضين "يحاولون منذ خمسة ايام الاستيلاء على هذا المقر من دون ان يحققوا اي نجاح".
وقدر عدد المقاتلين المنشقين في المدينة بنحو اربعة آلاف عنصر.
وبحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الانسان, يشهد محيط مقر المخابرات الجوية منذ ايام اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والجيش النظامي.
من جهته, أكد رئيس المجلس العسكري لمدينة حلب وريفها في الجيش الحر العقيد عبد القادر العكيدي ان هناك "آلافا من مقاتلي الجيش الحر" في المدينة, مضيفا ان "النظام يقول انه يقاتل مجموعات ارهابية ونحن نقول له اننا سنلاحقهم لانهم هم الارهابيون".
ولفت الى ان الجيش الحر "سيلاحق عناصر القوات النظامية في كل حلب حتى تتحرر المدينة", معتبرا ان معنويات الجيش النظامي "في الحضيض".
واعتبر ان النظام لا يستطيع ارسال الدبابات والجنود الى داخل الاحياء بعيدا عن الثكنات لان "الجنود يتحينون الفرص من اجل الانشقاق".
بدوره, قال الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدين ان الجيش الحر "يسيطر حاليا على خمسين في المئة من الارض في مدينة حلب, ولدينا سيطرة شبه كاملة على ريف حلب".
واضاف "نحن بالطبع نسيطر بنسبة مئة في المئة على ريف ادلب. وسننشىء باذن الله منطقة آمنة وعازلة في حلب وادلب, ثم ننطلق نحو دمشق".
وافاد مراسل وكالة "فرانس برس" من منطقة في ريف حلب عن قصف استمر معظم ليل اول من امس على مناطق في شمال غرب المحافظة, مشيرا الى "سقوط صواريخ غراد في المنطقة".
من جهتها, أكدت الناطقة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سورية سوسون غوشة أن قوات النظام تستخدم الطيران الحربي في قصف مدينة حلب.
وأوضحت أن وفداً من المراقبين شاهدوا اول من امس طائرة حربية تقصف المدينة, مشيرة إلى أن المراقبين الدوليين يملكون كذلك "معلومات مؤكدة عن ان المعارضة في حلب تملك اسلحة ثقيلة بما في ذلك دبابات".
واضافت "نحن قلقون جدا من القتال العنيف في حلب", موضحة ان"الساعات الـ72 الماضية شهدت تصعيدا ملموسا في مستوى العنف في الاحياء الجنوبية الشرقية من حلب, خصوصا حول منطقة صلاح الدين".
وبحسب حصيلة موقتة, أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن سقوط ما لايقل عن 72 قتيلاً أمس, جراء المعارك والقصف وأعمال العنف.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها