اقرأ المزيد...


العميد اللاجئ إلى باريس: امتنعت عن تأدية مهامي لأنني لا أوافق على جرائم النظام 
الأسد يتلقى صفعة مدوية بانشقاق صديق طفولته مناف طلاس

07/07/2012

مناف طلاس باريس وواشنطن ترحبان بـ"الضربة الهائلة" للنظام والمعارضة ستتعاون مع طلاس
النظام أقصى العميد من منصبه في الحرس الجمهوري بعدما رفض قيادة الهجوم الوحشي على حي بابا عمرو
طلاس: غادرت سورية بعدما أصبحت حياتي وحياة عائلتي مهددة وأدعو زملائي إلى وقف القتال ضد شعبهم
باريس, واشنطن, دمشق - وكالات: تلقى الرئيس السوري بشار الأسد الصفعة الأقوى منذ اندلاع الثورة ضد نظامه قبل 17 شهراً بانشقاق صديق طفولته العميد مناف طلاس, نجل وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس, ولجوئه مع عائلته إلى فرنسا.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس, خلال مؤتمر اصدقاء الشعب السوري الذي عقد في باريس امس, انشقاق العميد من دون ان يذكره بالاسم, مشيراً إلى "أنه في طريقه الى باريس" حيث يقيم والده.
واعتبر أن انشقاق طلاس يدل على أن حكم نظام الأسد غير قابل للاستمرار, قائلاً: ان "الجميع يعتبرون هذا ضربة للحكومة, هذا يعني أن الحاشية المقربة من الأسد بدأت تفهم ان النظام غير قابل للاستمرار".
بدورها, قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون "إذا كان انشقاق أشخاص مثله (طلاس) ومثل العمداء والعقداء وغيرهم ممن انشقوا في الاونة الاخيرة الى تركيا يدل على شيء فإنما يدل على أن المقربين من النظام والمؤسسة العسكرية بدأوا يغيرون مواقفهم".
من جهته, قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" جون كيري "انه مسؤول كبير في الجيش السوري وصديق للاسد, نعتقد بالتالي انه ينبغي عدم الاستخفاف بهذا الانشقاق", مشيراً إلى ان الولايات المتحدة "ترحب بهذا الانشقاق وتعتقد انه مهم".
بدوره, وصف رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا انشقاق طلاس بأنه "ضربة هائلة" لنظام الاسد, مؤكدا ان المعارضة ستسعى إلى "التعاون" معه.
وفي دمشق, أكد مصدر قريب من النظام أن "طلاس انشق منذ ثلاثة أيام وغادر سورية", فيما أوضح مصدر قريب من عائلة طلاس أن العميد, وهو في منتصف الاربعينات, وصل تركيا اول من امس, ثم انتقل إلى باريس أمس.
وفي رسالة وصلت عبر البريد الالكتروني إلى وكالة "فرانس برس" موقعة باسمه, أكد طلاس أنه غادر سورية بعد ان اصبحت حياته وحياة عائلته مهددة بالخطر.
وجاء في الرسالة التي لا تحمل تاريخا "لم أدخل المؤسسة العسكرية مؤمنا يوما أنني أرى هذا الجيش يواجه شعبه, وان سبب امتناعي عن تأدية مهامي ومسؤولياتي داخل الجيش يكمن في أنني لم أوافق إطلاقا على سير العمليات الاجرامية والعنف غير المبرر الذي سار عليه نظام الأسد منذ أشهر عدة".
ووجه طلاس, بحسب الرسالة, شكره الى "كل من مكنوني من مغادرة الأراضي السورية التي أصبحت فيها حياتي وحياة أقاربي مهددة وفي خطر".
ودعا زملاءه "العسكريين مهما تكن رتبهم والذين ينجرون في قتال ضد شعبهم ومبادئهم الى عدم تأييد هذا المسار المنحرف", معلناً أنه يقر "بشرعية النضال الذي تقوده المعارضة وخصوصاً على الارض".
وينتمي طلاس الى الطائفة السنية, وهو نجل وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس حافظ الاسد, والد الرئيس الحالي. وهو اهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء الانتفاضة في منتصف مارس 2011.
واوضح المصدر القريب من السلطات ان زوجة طلاس وشقيقته ناهد عجه, ارملة الملياردير تاجر السلاح السعودي اكرم عجه, موجودتان في باريس.
ويتحدر طلاس من الرستن في محافظة حمص (وسط), المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ اشهر طويلة والتي تعتبر معقلا للجيش السوري الحر, وكان صديق طفولة لبشار الاسد, بحكم العلاقة الوثيقة بين العائلتين.
ومناف طلاس كان قائد "اللواء 105" في الحرس الجمهوري, الا انه أقصي من مهامه منذ حوالي السنة بعد ان فقد النظام ثقته به.
وأوضح المصدر القريب من السلطات ان مناف طلاس قام بمحاولات مصالحة بين السلطة والمعارضين في الرستن ودرعا, لم تحقق نجاحاً, كاشفاً أنه تخلى عن بزته العسكرية منذ بضعة اشهر وبات يتنقل بملابس مدنية, وكان يقيم في دمشق, وأطلق لحيته وشعره.
وقال مصدر آخر في دمشق ان الطلاق بين مناف طلاس والنظام حصل خلال العملية العسكرية على حي بابا عمرو في مدينة حمص في فبراير ومارس الماضيين, عندما رفض قيادة الوحدة التي هاجمت الحي ثم أسقطته. ومنذ ذلك الوقت, طلب منه الرئيس السوري ملازمة المنزل.
واشار المصدر الى ان ما زاد من غضب مناف طلاس هو رفض الرئيس السوري ترقيته الى رتبة لواء في قرار الترقيات السنوي الذي يصدر مطلع شهر يوليو من كل سنة.
وقال مقربون من طلاس ان كل عائلته اصبحت في الخارج, وكذلك شقيقه رجل الاعمال فراس طلاس المستقر في دبي والذي نشر في مطلع الحركة الاحتجاجية تعليقات مؤيدة لها على مدونته على شبكة الانترنت.
ويتولى احد ابناء عم مناف طلاس, وهو عبد الرزاق طلاس, قيادة "كتيبة الفاروق" التابعة للجيش السوري الحر.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها