اقرأ المزيد...


توافق على السلاح وضرورة حماية لبنان من تداعيات الأزمة السورية

لقاء مصالحة و"غسيل قلوب" بين الراعي ومسيحيي "14 آذار"

23/06/2012

 

البطريرك بشارة الراعي ووفد مسيحيي "4 آذار" في لقطة تذكارية خلال الاجتماع  دالاتي ونهرا

بيروت - من عمر البردان:
في موازاة الحوار اللبناني - اللبناني الذي ينتظر أن يلتئم مجدداً في جولة ثانية في القصر الجمهوري الاثنين المقبل برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان لبحث الستراتيجية الدفاعية, عقد في البطريركية المارونية في بكركي, أمس, حوار مسيحي-مسيحي, كان أشبه بعملية "غسيل قلوب" بين البطريرك بشارة الراعي ووفد من مسيحيي "14 آذار" ضم رئيس "حزب الكتائب" أمين الجميل والنواب بطرس حرب وستريدا جعجع ودوري شمعون, إضافة إلى النواب السابقين فارس سعيد, نائلة معوض وكميل زيادة.
وعلمت "السياسة" أن الاجتماع الذي دام أكثر من ساعتين تخلله عتاب ودي بين المجتمعين وشرح لوجهات نظر الفريقين من الأحداث التي شهدها لبنان في الأشهر الماضية, لكن كان هناك توافق على خطورة المرحلة التي يواجهها لبنان, والتي تقتضي توحيد الموقف المسيحي خاصة واللبناني عامة لتحصين الجبهة الداخلية بهدف حماية لبنان من تداعيات الأزمة السورية.
كما كان هناك تشديد على دعم الحوار الوطني برعاية الرئيس ميشال سليمان, وفي الوقت نفسه توفير المناخات الملائمة لتعزيز أطر الحوار المسيحي الذي تقوده بكركي لمد جسور التلاقي بين مسيحيي "8 و14 آذار", بهدف التوافق على ما أمكن من الملفات المطروحة على بساط البحث.
كذلك علمت "السياسة" أنه كان هناك بحث في موضوع السلاح, باعتباره يشكل الهاجس الأكبر الذي يحول دون تمكين الدولة من بسط سيادتها على كامل أراضيها. وكانت الموافقة شبه متطابقة بشأنه, لناحية التأكيد على مرجعية الدولة والتوافق على صياغة ستراتيجية دفاعية موحدة, لا أن تبقى مهمة الدفاع عن لبنان بيد فريق واحد من اللبنانيين, وأن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية وحدها.
وعكست خلاصة مواقف أركان مسيحيي قوى "14 آذار" بعد زيارتهم البطريرك ارتياحا واضحا لمسار العلاقة الواجب ان تبقى فوق الترسيمات والصراعات السياسية في ظل الظروف البالغة الحراجة التي يمر بها لبنان.
وأكد وفد "14 آذار" للبطريرك الراعي أن قوى المعارضة كانت تنظر دائماً إلى موقف بكركي كمدافع أول عن السيادة اللبنانية والقرار الوطني المستقل, وهي مازالت تتعامل معها على هذا الأساس, ولا يمكن أن ترى البطريرك الراعي خارج هذه المسلمات, حرصاً منه على وحدة المسيحيين وعلى دور البطريركية المارونية التاريخي دفاعاً عن لبنان الحر والسيد والمستقل.
وفيما وصف الراعي الحدث بـ"المهم", فقد لقب الرئيس الجميل البطريرك بـ"صاحب الهمم", وقال: "لا نريد إلا الألفة والاستقرار".
ولفت إلى أن قوى المعارضة بصدد التحضير لورقة داخلية تحدد الرؤية من كل النقاط المطروحة في المرحلة الراهنة, لافتاً إلى أن ما سمعه الوفد من البطريرك الراعي يشفي الغليل, فهو أكد على "الشركة والمحبة".
ووصف الجميل الجو خلال الاجتماع بـ"الإيجابي جداً", و"إن كان هناك من غيمة صيف فهي مرت وعدنا اليوم إلى الطريق الصحيحة", لافتاً إلى أن الوفد نقل إلى البطريرك هواجس عدة أهمها موضوع الحكومة وسلاح "حزب الله" الذي نربطه بالسيادة والوحدة.
واضاف "تناولنا أيضاً الموضوع السوري وتطرقنا إلى ما عاناه لبنان جراء الاحتلال السوري ولذلك كانت هناك قراءة واضحة للموقف تجاه سورية والحياد لعدم إقحام لبنان في الصراع الدائر في سورية", مشيراً إلى أن ما سمعه الوفد من البطريرك الراعي يشفي الغليل ومواقفه عن ملفي سلاح "حزب الله" وسورية يمكن البناء عليها.
وكشف الجميل عن لقاء آخر سيعقد مع جميع أقطاب "14 آذار".
وفيما اعتبر النائب بطرس حرب "أن الاجتماع بداية لمرحلة جديدة في العلاقة بيننا وبين البطريرك لأنه من غير الطبيعي أن تبقى العلاقة كما كانت عليه", لفتت النائب ستريدا جعجع إلى أن "الجو كان جيدا جداً والراعي كان منفتحاً ومستمعاً, وتمنينا عليه أن تبقى بكركي فوق كل الصراعات في ظل الظروف التي نعيشها".
أما منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد, فاعتبر أن "هذا الاجتماع عقد ضمن سياق معين حيث ان البلاد تمر بظروف دقيقة جداً, والمنطقة تمر في ظرف أكثر دقة, فما يحدث في العالم العربي له انعكاسات على لبنان".
وفي السياق نفسه, قالت مصادر المجتمعين لـ"وكالة الأنباء المركزية" ان اجواء الاجتماع كانت جيدة نسبياً وكلام البطريرك جيد في ما يختص بالمرحلة السابقة, اما المرحلة المقبلة, فيفصلنا عن زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر شهران ونصف الشهر.
ومواقف البابا ستحدد مستقبل المسيحيين في المنطقة ويتوجب تاليا على الجميع معرفة كيفية مقاربة هذه المرحلة لعدم تحول الموارنة طائفة تدعم الظالم ضد المظلوم, وهو ما اكد البطريرك انه لم يكن يوماً ولن يكون في اطار هذا التوجه.
واكدت المصادر ان المرحلة المقبلة الجديدة تتطلب وعيا ودقة في التعاطي, وان الكنيسة دخلت حقبة الاعداد الفعلي للزيارة البابوية المقررة في سبتمبر المقبل.
ولفتت المصادر الى ان الزيارة اعادت الحرارة نسبياً الى خطوط التواصل المسيحي - الآذاري مع الصرح البطريركي في ظل حاجة متبادلة للطرفين لإعادة المياه الى مجاريها قبل زيارة البابا الى لبنان بما تتسم به من اهمية في هذه اللحظة الحرجة والمصيرية على مستوى التطورات في المنطقة.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها