لندن -"السياسة":
حذر تقرير استخباري
بريطاني أرسل محتواه
الى رئاسة الحكومة في
لندن الثلاثاء الماضي
من ان "يلجأ (الرئيس
السوري) بشار الأسد -
متى أدرك انه يدنو من
نهايته - الى استخدام
ترسانة أسلحة الدمار
الشامل التي يشرف
عليها شقيقه اللواء
ماهر الأسد قائد
الحرس الجمهوري
والفرقة الرابعة
اللذان يرتكبان معظم
المجازر ضد المدنيين
ويشرفان على سياسة
تفريغ المنطقة
المخصصة لإنشاء "الدولة
العلوية" في شمال
البلاد, وتفريغ
المناطق السنية
الشمالية من سكانها
ونقلهم الى مناطق
اخرى في الجنوب
والشرق والغرب او
الدفع بهم الى ما
وراء الحدود مع تركيا
ولبنان والأردن
والعراق والمناطق
الكردية الشمالية
الشرقية", وسط
تقديرات استخبارية "أطلسية"
بأن "مجموع من جرت
تصفيتهم حتى الآن منذ
سنة يتجاوز المئة ألف
قتيل ومفقود" في
سورية.
وذكر التقرير
البريطاني الذي اطلعت
"السياسة" على بعض
جوانبه, أمس, ان "مصادر
عسكرية وأمنية سورية
تابعة لنظام الأسد,
لكنها تتستر على
معارضتها جرائمه علنا
خشية تصفيتها, كانت
وراء ابداء مسؤولين
في وزارة الدفاع
الأميركية (البنتاغون)
مطلع الشهر الجاري,
قلقهم من تحريك الأسد
وعصاباته مخازن
الأسلحة الكيميائية
والبيولوجية التي
تشكل ترسانتهم غير
التقليدية, ويُعتقد
ان بعض عناصرها
القاتلة نقلت إلى
سورية من العراق بعد
الغزو الأميركي العام
2003, اذ لم يجد
الخبراء الاميركيون
اي اثر للترسانة
الكيميائية
والبيولوجية التي كان
صدام حسين يتفاخر بها
واستخدمها لضرب مدينة
حلبجة الكردية في
شمال البلاد في
السادس عشر من مارس
1988".
ونسب التقرير
الاستخباري البريطاني
الى نائب بلجيكي في
لجنة الدفاع
والاستخبارات يمثل
الحلف في البرلمان
الأوروبي في
ستراسبورغ قوله ان
مستشارية الأمن
القومي الأميركي
وجناحاً داخل وكالة
الاستخبارات (سي آي
إيه) "لا يستبعدان ان
تستخدم قوات ماهر
الأسد الاسلحة
البيولوجية
والكيميائية على نطاق
محدود في وقت قريب ضد
وحدات ومجموعات من "الجيش
السوري الحر", بعد
عزلها ومحاصرتها قرب
الحدود التركية
واللبنانية والاردنية,
في حال حصلت قيادة "الجيش
الحر" على ما تطلبه
من اسلحة ومعدات
لمواجهة الجيش
النظامي الذي يقوده
حوالي 350 من كبار
الضباط من الطائفة
العلوية, وخصوصاً
سلاحي الجو والصواريخ
اللذين يعتقد النائب
الاطلسي انهما في
النهاية "سيقرر"
احدهما مصير نظام
الاسد, اذا انشق عدد
كاف من ضباطهما من
غير العلويين
واستخدموا الطائرات
والصواريخ لتدمير
القصر الجمهوري
ووزارة الدفاع
وقيادات الاستخبارات
والاجهزة الامنية".
ووصف التقرير
البريطاني, الذي ذكرت
أوساط قريبة من رئيس
الحكومة ديفيد
كاميرون انه "نقل
محتواه الى الرئيس
الاميركي باراك
اوباما اثناء لقائهما
هذا الاسبوع في
واشنطن" ما يسعى اليه
حكم آل الاسد حالياً,
بعدما ادرك انه يقترب
أكثر من خسارة الحكم
والمعركة مع الثورة
الشعبية, هو "رسم
حدود الدولة العلوية
بالدم والبارود
والنار, ومحاولة
ملئها بعشرات الالاف
من طائفته الذين يجري
تهجيرهم ونقلهم من
المناطق السنية",
لذلك فإن اوساطا
فاعلة داخل القيادة
العسكرية السورية من
غير العلويين, تؤكد
ان خبراء سوريين
وايرانيين ومن كوريا
الشمالية لهم اصلا
علاقة بالاشراف على
الترسانة الكيميائية
السورية المنتشرة في
مناطق شمال البلاد
حول دمشق وقرب مثلث
الحدود السوري-
التركي - الكردي
الشرقي, منكبون منذ
اسابيع على تجهيز
حشوات مدفعية ورؤوس
صاروخية من غاز
الخردل والفي اكس
والسارين تمهيدا
لاستخدامها لحسم
معركة إقامة "الدولة
العلوية".
وكشف رئيس "حزب
الإصلاح" السوري
المعارض فريد الغادري
لـ"السياسة" ان
المعارضة السورية "تجري
اتصالات منذ فترة
بشركة اميركية في
فلوريدا تدعى "رابيد
باثوجين سكريننغ"
تقوم بتصنيع أدوية
مضادة للاسلحة
الكيميائية
والبيولوجية أطلقت
عليها اسم "بلازما
توكس" لشراء كميات
منها وتوزيعها على
مقاتلي "الجيش السوري
الحر" في مختلف انحاء
البلاد وعلى المدن
والقرى الرئيسية
المعرضة لاحتمالات
قصفها بأسلحة الدمار
الشامل في شمال سورية".
وقال الغادري ان
الكشف عن هذه الشركة
المصنعة للمضادات
الحيوية ضد الاسلحة
الكيماوية "هو تحذير
خطير لبشار الاسد
بالامتناع عن استخدام
اسلحة الدمار الشامل
ضد المدنيين, والقول
له ان العالم يراقبه
عن كثب ولن يسمح له
بتكرار ما فعله صدام
ضد شعبه".