اقرأ المزيد...


"الجيش الحر" تصدى لها ببسالة ودافع بقوة عن المدنيين المحاصرين

01/03/2012

قوات بشار تدمر بابا عمرو "زنقة زنقة دار دار"

دمشق - وكالات: شنت قوات النظام السوري هجوماً ساحقاً على حي بابا عمرو في حمص, المحاصرة منذ حوالي 27 يوماً, وحاولت اقتحامه من أربع جهات, إلا أنها واجهت مقاومة عنيفة من المجموعات المنشقة, وسط تضارب الأنباء حتى مساء أمس بشأن الوضع الحقيقي في الحي, الذي يشكل قلب عاصمة الثورة.
وقال مصدر أمني في دمشق ان منطقة بابا عمرو "تحت السيطرة", وان "الجيش قام بعملية تطهير للحي بناء تلو البناء ومنزلاً تلو المنزل", في مايبدو تنفيذاً من قبل قوات بشار الأسد لشعار معمر القذافي الذي هدد بملاحقة الثوار "زنقة زنقة .. ودار دار", لكنه فشل في ذلك وقتل على أيدي المعارضين لحكمه الديكتاتوري.
واضاف المصدر لوكالة "فرانس برس", بعد ظهر أمس, "يقوم الجنود بتفتيش كل الاقبية والانفاق بحثاً عن اسلحة وارهابيين", مشيراً الى وجود "بعض البؤر" التي يعمل الجيش على "تقليصها".
في المقابل, أكد عضو الهيئة العامة للثورة هادي العبدالله ان قوات النظام "لم تدخل حتى هذه اللحظة (مساء أمس) بابا عمرو", مضيفاً "انهم يطوقون الحي, وهناك اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر, سيما من ناحية حي الانشاءات وشارع الملعب".
بدوره, أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان "اشتباكات تدور في محيط حي بابا عمرو بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة تمنع محاولة اقتحام الحي, في وقت تسمع اصوات انفجارات واطلاق رصاص في احياء اخرى بالمدينة".
وقال الناشط محمد الحمصي ان "الجيش يحاول إدخال مشاته من ناحية ساحة الباسل لكرة القدم وهناك مواجهات شرسة بالبنادق والاسلحة الالية الثقيلة", مشيراً إلى أن الجيش قصف المنطقة بضراوة اول من امس وخلال الليل قبل أن يبدأ هجومه البري.
وقال العبد الله ان "الجيش السوري الحر" وناشطين مدنيين يعملون على "اجلاء العائلات من اماكن يستهدفها القصف", مشيرا الى ان "قصفا جنونيا يطال حتى الاماكن التي كنا نعتبرها آمنة".
ولفت إلى وجود صعوبة بالغة في الحصول على معلومات بسبب انقطاع الاتصالات, مضيفاً ان "حمص كلها مستهدفة, والمؤشرات على ذلك كثيرة, منها انقطاع الاتصالات والكهرباء".
كذلك, أكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن انه "لا يمكن الاتصال بأحد مطلقا في بابا عمرو, وهناك صعوبة في الحصول على معلومات (عن الضحايا) بسبب ذلك", مشيراً الى أن "طائرات استطلاع تحلق فوق المكان".
في غضون ذلك, أكد ملازم منشق يقاتل في صفوف "الجيش الحر", مساء أمس, أن قوات النظام لم تنجح في اقتحام بابا عمرو, محذراً من أنها إذا فعلت ذلك ستقع مجزرة رهيبة.
من جهته, عبر الناشط الاعلامي عمر شاكر الذي خرج من حمص قبل ايام وهو موجود في لبنان, عن اعتقاده بأن "حمص مقبلة في الساعات المقبلة على وضع سيئ جدا", مضيفاً "ما يحصل في حمص كبير جداً, هناك عمليات وحشية يقوم بها عناصر النظام لا يتخيلها عقل, وأنا مقطوع عن رفاقي في المركز الاعلامي (في بابا عمرو)... آخر ما قالوه لي ان بطاريات أجهزة الكومبيوتر تنفد وان حمص تغرق في الظلام, وطلبوا مني ان نواصل الدعاء لهم".
من جهة ثانية, ذكر المرصد السوري ان مدينة الرستن في محافظة حمص تعرضت, أمس, لقصف القوات النظامية التي تحاصرها, ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى, علماً أنها كانت انسحبت من المدينة قبل أكثر من عشرين يوماً.
واضاف المرصد ان قوات عسكرية ترافقها آليات مدرعة اقتحمت, أمس, مدينة الحراك في محافظة درعا, وسط اطلاق رصاص كثيف.
وفي ريف حماة, اقتحمت قوات عسكرية امنية مشتركة بلدة حلفايا وبدأت حملة مداهمات واعتقالات ترافقت مع تخريب واحراق منازل مواطنين متوارين عن الأنظار.
وافاد المرصد عن مقتل طفل (13 عاما), اثر اطلاق رصاص عشوائي صباح امس في حي العمال بمدينة دير الزور, وعن مقتل شخص داخل المعتقل من قرية المغارة في محافظة ادلب.
في سياق متصل, كشف ناشط سوري في إقليم هاتاي التركي المتاخم للحدود السورية, أمس, أن 40 عسكريا منشقاً, بينهم رتب عالية, دخلوا الأراضي التركية أول من أمس.
ورغم استمرار نزيف الدم والمجازر الوحشية, واصل المجتمع الدولي رفضه تسليح المعارضين لنظام الأسد, حيث أكد الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية, أمس, أهمية ايجاد حل سياسي للأزمة, وأعلنا معارضتهما فكرة تسليح جماعات المعارضة بدعوى أنها ربما تؤدي الى المزيد من الفوضى في سورية والمنطقة.
في المقابل, اعتبر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي, أمس, ان دعوات تسليح المعارضة السورية "عمل عدائي" ضد بلاده خصوصاً وان هذا التسليح موجه لمجموعات مسلحة ترفض الحوار السياسي, على حد قوله.
وأكد التزام دمشق "الانساني" بإجلاء الصحافيين الغربيين من حمص, مبرراً فشل محاولات الاجلاء برفض "المسلحين" تسليمهم.

 

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها