دمشق - وكالات: أرسل النظام السوري,
أمس, قوات من الفرقة الرابعة المدرعة إلى حمص لتشديد الحصار
المفروض عليها منذ حوالي 25 يوماً, فيما ارتكبت قواته مجزرة جديدة
راح ضحيتها 65 شخصاً, على وقع تواصل القمع الوحشي الذي حصد حوالي
57 قتيلاً جديداً من المدنيين.
وقالت مصادر معارضة في حمص ان دبابات وقوات من الفرقة الرابعة التي
يقودها ماهر شقيق بشار الأسد دخلت خلال ليل اول من أمس, الى
الشوارع الرئيسية الواقعة حول منطقة بابا عمرو المحاصرة, مشيرة إلى
أنه كتب على الدبابات "وحوش الفرقة الرابعة".
من جهته, ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان 5 أشخاص على الأقل
قتلوا أمس في قصف جديد على حي بابا عمرو, فيما شهد حي الحميدية
اشتباكات بين القوات النظامية والمجموعات المنشقة.
ونشر ناشطون اشرطة فيديو على شبكة الانترنت قالوا انها التقطت صباح
امس في بابا عمرو, يظهر فيها دوي انفجارات بعد سقوط قذائق وتصاعد
سحب من الدخان.
ويقول صوت مسجل على الشريط "هذه هي نتائج استفتاء الدستور, قصف
بابا عمرو وتدميره, والعالم يتفرج".
وفي ريف حمص, تعرضت مدينة تلكلخ المحاذية للحدود اللبنانية لاطلاق
رصاص كثيف وقذائف, ما اسفر عن سقوط جرحى.
من جهتها, اتهمت جماعة "الاخوان المسلمين", أمس, النظام السوري
بارتكاب "مجزرة" بحق اسر نزحت من حي بابا عمرو, واصفة إياها
ب¯"جريمة حرب".
وأكدت الجماعة, في بيان, ان "المذبحة الجريمة التي نفذت على شباب
بابا عمرو هي في اطاريها القانوني والإنساني جريمة حرب, من جرائم
التطهير على الهوية, ومن الجرائم ضد الإنسانية", موضحة أن "العصابات
الهمجية" أقدمت الأحد الماضي "على إيقاف مجموعة من الأسر النازحة
من حي بابا عمرو في مدينة حمص طلباً للنجاة من القصف الوحشي على
مدار ثلاثة وعشرين يوماً, ثم حشرت الأسر النازحة في حافلات خاصة
بحجة نقلهم إلى أماكن آمنة, ثم قامت هذه القوات بإنزال الشباب
والشيوخ من الحافلات وأقدمت على ذبح خمسة وستين شاباً بالسكاكين
وبدم بارد كما تذبح الخراف".
واضافت الجماعة "ان هذه الجريمة النكراء حلقة في سياق وتعبير عن
نهج ما زال هذا النظام يتبعه مع أبناء شعبنا في سورية منذ ما يقرب
من عام", معتبرة ان "الجريمة في صيغتها الأخيرة أكبر من اي إدانة
ومن اي استنكار. بل هي جريمة لها استحقاقاتها الوطنية والدولية
والإنسانية".
واكدت ان "بشاعة الجريمة قطعت كل الخيوط, وهدمت كل الجسور, لتؤكد
أن الانتماء إلى الوطن لم يكن أبدا انتماء عضويا او بيولوجيا. انه
انتماء الى القيم والحضارة والانسان, وهذا ما لم تدرك منه عصابات
الأسد شيئا".
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان, أفاد اول من امس, عن مقتل 68
مواطنا في ريف حمص الغربي في اراض زراعية بين قريتي رام العنز
والغجرية, مشيرا الى ان "الجثث عليها آثار رصاص وطعنات من سلاح
ابيض".
وفي محافظة درعا, قتل خمسة جنود من الجيش النظامي السوري فجر امس
في اشتباكات مع مجموعة منشقة في مدينة داعل, فيما قتل 20 شخصاً
وأصيب العشرات بعضهم في حال حرجة اثر قصف تعرضت له بلدة حلفايا في
ريف حماة.
وقال سامر الحموي, احد سكان المدينة, ان القوات النظامية "تحاصر
مدينة حلفايا وتقصفها عشوائيا من ثلاث جهات", مشيراً إلى أن "القصف
يتم من مواقع بعيدة".
واعتبر ان النظام يهدف من عمليته العسكرية على حلفايا "ان يسكت
التظاهرات وان يقبض على العناصر المنشقين" الموجودين في المدينة.
ويبلغ عدد سكان مدينة حلفايا حوالي 35 ألفاً, وتكتسب أهمية لوقوعها
في المناطق الشمالية الغربية من ريف حماة المتصلة مع جبل الزاوية
في ريف ادلب حيث يوجد أكبر عدد من العسكريين المنشقين عن الجيش
النظامي.
في غضون ذلك, أكدت لجان التنسيق المحلية, التي تواكب حركة الاحتجاج
على الأرض, أن 60 عسكرياً انشقوا في ادلب, فيما شنت قوات النظام
حملة مداهمات واسعة في مدينة اللاذقية الساحلية بحثاً عن سبعة جنود
منشقين من القوات البحرية.
وفي محصلة غير نهائية, أفادت لجان التنسيق, عن مقتل 57 شخصاً على
الأقل, أمس, غالبيتهم في حمص وحماة.
احتجاجات في حلب
ورغم القمع والقتل الوحشي, تواصلت الاحتجاجات في عدد من المناطق,
حيث خرجت تظاهرات, أمس, مطالبة بإسقاط النظام في جامعة حلب (شمال).
وقال فارس الحلبي, من اتحاد الطلبة الاحرار, ان ستة تظاهرات خرجت
من كليات جامعة حلب "يتراوح عددها بين 150 متظاهرا وألف متظاهر"
تهتف للمدن المحاصرة, مضيفاً ان الامن اطلق الرصاص داخل الحرم
الجامعي "لترويع الطلاب وتفريق التظاهرة", ونفذ حملة اعتقالات
واسعة في الحرم الجامعي.
تونس مستعدة لمنح بشار اللجوء
تونس -
ا ف ب: أكد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ان بلاده مستعدة لمنح
الرئيس السوري بشار الاسد حق اللجوء.
وقال في حديث تنشره صحيفة "لا بريس" التونسية في عددها الصادر
اليوم الاربعاء ان "تونس مستعدة لمنح الرئيس السوري بشار الاسد
والمقربين منه حق اللجوء في اطار حل تفاوضي للنزاع السوري".
وخلال مؤتمر اصدقاء سورية الدولي, الجمعة الماضي, طلب المرزوقي "منح
بشار الاسد وافراد اسرته حصانة قضائية" على ان يلجأ الى روسيا
لاحقاً.