اقرأ المزيد...


الدول العربية والغربية اصطدمت بالدعم الروسي لنظام الأسد

حمد بن جاسم: لا نطلب تدخلاً عسكرياً بل تحركاً لوقف "آلة القتل" في سورية

02/02/2012

كلينتون وجوبيه وهيغ شددوا على عدم تكرار السيناريو الليبي في سورية
نيويورك - وكالات: دعت الجامعة العربية الأمم المتحدة إلى الخروج عن صمتها لوقف "آلة القتل" للنظام السوري, خلال جلسة طويلة في مجلس الأمن استمرت حتى فجر أمس, وشهدت مشادة بين المندوب السوري بشار الجعفري ورئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم.
واستمع مندوبو الدول ال¯15 الاعضاء في مجلس الامن من بينهم وزراء خارجية عدد من البلدان, الى ممثل الجامعة العربية رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني يدعوهم الى انهاء "آلة القتل" التي ادت الى سقوط اكثر من 6 آلاف قتيل منذ مارس الماضي, وذلك من خلال تبني مشروع قرار يستند إلى مبادرة الجامعة العربية التي تنص, فضلاً عن الوقف الفوري للعنف, على تفويض الرئيس بشار الأسد صلاحياته إلى نائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة شخصية توافقية للإعداد للمرحلة الانتقالية.
وأكد حمد بن جاسم الذي يرأس لجنة الجامعة العربية بشأن الازمة السورية ان الجامعة العربية لا تطلب تدخلاً عسكرياً ولا تسعى الى تغيير النظام, الا انها تطالب بضغوط اقتصادية.
وقال ان "جهودنا ومبادراتنا ذهبت ادراج الرياح", إذ لم تبذل الحكومة السورية اي جهد للتعاون مع جهودنا "ولم يكن لديها حل سوى قتل شعبها".
واضاف ان "آلة القتل لا تزال تعمل والعنف يستشري في كل مكان", محذراً من أن الوضع في سورية يمثل تهديدا للمنطقة برمتها.
كذلك تحدث الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في الجلسة, مؤكدا سعي الجامعة الى الحصول على دعم مجلس الامن للتوجه العربي "لا ان يحل محل الجامعة".
واشار الى ان الهدف الاساسي لتحرك الجامعة العربية هو الوقف الفوري لما يتعرض له المدنيون السوريون, وتحقيق مطالبهم بالتداول السلمي للسلطة وتجنب التدخل الخارجي.
ويتضمن مشروع القرار الخطوط العريضة للخطة المقدمة من الجامعة العربية, الا ان اي تصويت لم يحصل في الجلسة, علماً أن المسودة الاخيرة لمشروع القرار تحمل صيغة أقرب الى الطرح الروسي اذ اشارت الى ضرورة حل الازمة "بطريقة سلمية" وأكدت ادانة "اي عنف أياً كان مصدره", وهي اضافات تعتبرها موسكو غير كافية حتى الآن.
في المقابل, رفض السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري مشروع القرار, متهماً الجامعة العربية بأنها "تلتقي مع المخططات غير العربية الهادفة لتدمير سورية", ورأى ان في مشروع القرار "التفافاً على نجاح مهمة" المراقبين العرب.
بدوره, رفض سفير روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين مشروع القرار الدولي, معتبرا انه يتوجب على الامم المتحدة ان لا تزج نفسها في نزاع "داخلي", على الرغم من الدعوات التي وجهها وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
من جهته, قال السفير الصيني لي باودنغ ان بلاده "تعارض بحزم استخدام القوة لحل المشكلة السورية كما تعارض بثبات
الدفع نحو تغيير للنظام بالقوة في سورية لانه ينتهك ميثاق الامم المتحدة والاعراف الاساسية التي تنظم ممارسة العلاقات الدولية".
وطلب كل من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيريها الفرنسي الان جوبيه والبريطاني وليام هيغ من اعضاء مجلس الامن ال¯15 تبني قرار يدين القمع في سورية, ودعوا الى انتقال سلمي للسلطة في دمشق.
وأكدت كلينتون خلال الجلسة ان عدم تحرك مجلس الامن الدولي بسرعة لحل الوضع في سورية سيضعف "مصداقية الامم المتحدة", مشددة على أنه "حان الوقت كي تضع الاسرة الدولية خلافاتها جانباً وترسل رسالة دعم واضحة للشعب السوري".
من جهته, قال جوبيه "اليوم نجتمع كي ننهي الصمت المخزي لهذا المجلس, وكي يتولى مجلس الامن مسؤولياته امام شعب يعاني", مؤكداً أن "من واجبه ان يتخذ قرارا حول حالات خطيرة كما هو الحال في سورية, وذلك بأن يتبنى سريعا وبدعم كبير مشروع القرار" الذي يدافع عنه الاوروبيون والدول العربية ولكن تعرقله روسيا والصين.
بدوره, قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "علينا ان نكون موحدين في دعم خطة الجامعة العربية وهو ما اطالب به على الفور جميع اعضاء المجلس للقيام به هذا الاسبوع", مضيفاً ان "عدم القيام بذلك سيكون بمثابة اضعاف هذه المؤسسة, وخيانة الشعب السوري, والاساءة للجامعة العربية والعجز عن تولي المسؤوليات الملقاة على عاتقها".
وحرص الوزراء الثلاثة على الرد على اعتراضات روسيا والصين اللتين تخشيان تكرار السيناريو الليبي في سورية في حال تم طلب تنحي الرئيس بشار الاسد.
واكد جوبيه ان "سورية ليست ليبيا", مضيفاً "لا شيء, ابدا لا شيء, في مشروع القرار يمكن أن يفسر على انه موافقة للجوء الى القوة".
وبرأي هيغ, فإن "العمل العسكري لن يكون ردا مناسبا للوضع المعقد في سورية, وهي نقطة يتحدث عنها مشروع القرار بوضوح", كما قالت كلينتون ان "بعض اعضاء المجلس يبدون مخاوف من تكرار ما حصل في ليبيا, انها مقارنة خطأ".

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها