اقرأ المزيد...


حلب انضمت إلى الثورة وحمص اهتزت على وقع مجزرة طائفية

الأسد يُغرق سورية بالدم

28/01/2012

جنود انضموا حديثا إلى الجيش الحر يتظاهرون مع المدنيين المعارضين للنظام في حمص (أ.ب)

146 قتيلاً بينهم نساء وأطفال في 48 ساعة و"الجيش الحر" اعتقل 5 عسكريين إيرانيين
روسيا تقف في وجه العرب وترفض أي قرار من مجلس الأمن يدعو إلى رحيل الأسد

دمشق, موسكو, باريس - وكالات: غرقت سورية, بفعل ممارسات النظام, في دوامة من العنف الدموي الأعمى خلال الساعات القليلة الماضية, حيث سقط ما لايقل عن 146 قتيلاً بينهم نساء وأطفال خلال 48 ساعة, جراء قمع المتظاهرين من قبل قوات الأمن, والعمليات العسكرية الواسعة في مناطق عدة, والاشتباكات بين قوات النظام والمنشقين, إضافة إلى أعمال العنف الطائفية, سيما في حمص. (راجع ص 15 و16 و17)
ويبدو أن النظام المتشبث بالسلطة, بدعم أعمى من روسيا وإيران, ولو غرقت البلاد بدماء الشعب, اتخذ قراراً ب¯"سحق" الثورة, في محاولة منه لحسم الموقف على الأرض, قبل اتخاذ مجلس الأمن قراراً ربما يؤدي في وقت لاحق إلى تدخل دولي ضد قواته التي أمعنت في ارتكاب المجازر ضد المدنيين العزل.
وبحسب الهيئة العامة للثورة السورية, ولجان التنسيق المحلية, التي تواكب حركة الاحتجاج على الأرض, قتل 84 شخصاً على الأقل, أمس, برصاص قوات النظام, خلال حملات عسكرية وأمنية وقمع تظاهرات خرجت في أنحاء البلاد تحت شعار "حق الدفاع عن النفس", غداة مقتل 62 شخصاً في مدن عدة, بينهم 43 مدنياً من ضمنهم أطفال, وسبعة جنود منشقين, و12 من الأمن والجيش أحدهم ضابط برتبة عقيد.
وفي واحدة من أبشع المجازر الطائفية, قتل 14 شخصاً من أفراد أسرة سنية بينهم أطفال, على يد ميليشيات و"شبيحة" النظام, في حي كرم الزيتون بمدينة حمص, ما أثار مخاوف من تصاعد أعمال القتل بين السنة والعلويين.
واظهرت لقطات فيديو بثه الناشطون على موقع "يوتيوب" أن ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين ثمانية أشهر وتسع سنوات, كانوا بين 14 من أفراد أسرة بهادر الذين أطلق عليهم الرصاص أو قطعت أشلاؤهم حتى الموت.
وفي حماة التي تشهد عمليات عسكرية واسعة منذ ثلاثة أيام, قتل 44 شخصاً بينهم نساء وأطفال, أمس, غداة العثور في أحد أحيائها على 23 جثة معظمها مكبلة وعليها آثار التعذيب وطلقات في الرأس.
وفي تطور مفصلي في مسار الثورة, انضم أهالي حلب, ثاني أكبر مدن البلاد, إلى الانتفاضة ضد النظام, حيث خرجت تظاهرة حاشدة في حي المرجة تصدت لها قوات الأمن بالرصاص ما أسفر عن سقوط 9 قتلى.
وتزامناً مع اشتباكات بين الجيش ومنشقين, قتل 12 شخصاً في بلدة نوى بمحافظة درعا مهد الانتفاضة, لدى إطلاق قوات الأمن النار على مشيعي طفل قتل أول من أمس برصاص قوات الأمن.
ولم يختلف المشهد كثيراً في دمشق وريفها, حيث استمرت الحملة العسكرية الواسعة في دوما وغيرها من القرى سيما حمورية وحرستا وعربين, سقط خلالها عدد من القتلى بينهم سيدة وطفل.
وبالتوازي مع استمرار القمع, تصاعدت وتيرة الهجمات التي تستهدف قوات النظام, حيث قتل 12 عنصر أمن في هجومين منفصلين, استهدف أولهما بسيارة مفخخة حاجزاً أمنياً في شمال البلاد ما أسفر عن مقتل ستة عناصر, في حين استهدف الآخر بقذاف صاروخية حافلتين لقوات الأمن مسفراً عن مقتل ستة عناصر أيضاً.
في غضون ذلك, أعلن "الجيش السوري الحر", الذي يضم آلاف المنشقين, اعتقال خمسة عسكريين ايرانيين في مدينة حمص, مطالباً المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بالإقرار بوجود عناصر إيرانيين في سورية وسحبهم فوراً من البلاد.
وأرفق البيان الصادر عن "كتيبة الفاروق" في "الجيش السوري الحر" بشريط مصور يظهر فيه رجال معتقلون وبحوزتهم جوازات سفر ايرانية, من دون أن يحدد تاريخ اعتقالهم.
وأكدت الكتبية أيضاً اعتقال ايرانيين اثنين, إلا أنها أعلنت أنها ستفرج عنهما في الوقت المناسب بعدما ثبت لديها أنهما مدنيان يعملان في محطة جندر الكهربائية بحمص.
على الصعيد السياسي, لم تكترث روسيا لتصعيد القمع الوحشي ضد المدنيين في سورية, وقررت الوقوف في وجه الجهود العربية المدعومة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية لحل الأزمة, من خلال رفضها صدور أي قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو الرئيس بشار الأسد إلى التنحي.
وجاء الموقف الروسي قبل ساعات على اجتماع لمجلس الأمن في نيويورك, عقد قبيل منتصف ليل أول من أمس, وجرت خلاله مشاورات بشأن مشروع قرار, أعدته الدول الأوروبية, ويستند إلى خطة الجامعة العربية التي تنص خصوصاً على تفويض الأسد صلاحياته إلى نائبه, وتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين برئاسة شخصية متوافق عليها.
وأكد عدد من المعارضين السوريين ضرورة توجه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس وزراء قطر وزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إلى موسكو, قبل سفرهما المقرر إلى نيويورك اليوم, للاجتماع مع أعضاء مجلس الأمن الثلاثاء المقبل.
وأوضح المعارضون أن موقف روسيا المتشدد مرده إلى تجاهلها, مؤكدين أنه يمكن أن يتغير في حال أجرت الدول العربية مشاورات معها.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها