اقرأ المزيد...
انهيار وشيك لمساعي اللجنة العربية
واجتماع بين الجانبين في الدوحة وسط أجواء من غياب الثقة
الأسد مهدداً العرب والغرب: زلزال
سيحرق المنطقة إذا تعرضت سورية لعمل عسكري
20111031
دمشق
- وكالات: في تهديد هو الأكثر حدة منذ اندلاع الثورة ضد نظامه
منتصف مارس الماضي, حذر الرئيس السوري بشار الأسد من أن أي تدخل غربي
ضد دمشق سيؤدي الى "زلزال" من شأنه أن "يحرق المنطقة بأسرها", قبل
ساعات من اجتماع عقد مساء أمس في الدوحة بين وفد سورية واللجنة
الوزارية العربية المكلفة التوسط لإنهاء الأزمة, في أجواء من غياب
الثقة بين الجانبين.
وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية نشرتها أمس,
ان "سورية اليوم هي مركز المنطقة. إنها الفالق الذي إذا لعبتم به
تتسببون بزلزال... هل تريدون رؤية أفغانستان أخرى أو العشرات من
أفغانستان"?
واضاف ان "اي مشكلة في سورية ستحرق المنطقة بأسرها, وإذا كان المشروع
هو تقسيم سورية فهذا يعني تقسيم المنطقة برمتها".
وأكد أنه يدرك ان القوى الغربية "سوف تكثف الضغوط حتماً" على نظامه,
لكنه شدد على ان "سورية مختلفة كل الاختلاف عن مصر وتونس واليمن.
التاريخ مختلف, والواقع السياسي مختلف".
وأقر الأسد بأن قواته الامنية ارتكبت "أخطاء كثيرة" في بداية الحركة
الاحتجاجية ضد نظامه, مشدداً بالمقابل على انها لا تستهدف اليوم إلا
"الارهابيين".
وقال "لدينا عدد ضئيل جداً من رجال الشرطة, وحده الجيش مدرب للتصدي
لتنظيم القاعدة", مضيفاً "إذا أرسلتم جيشكم الى الشوارع فإن الامر عينه
قد يحدث. الآن, نحن نقاتل الارهابيين فقط. لهذا السبب خفت المعارك
كثيرا".
وشدد الرئيس السوري على ان رده على "الربيع العربي" كان مختلفا عن ردود
فعل القادة العرب الاخرين الذين اطاحت بهم في النهاية حركات الاحتجاج
الشعبية.
وقال "نحن لم نسلك مسلك حكومة عنيدة, وبعد ستة ايام (من اندلاع الحركة
الاحتجاجية) بدأت بالاصلاح. الناس كانوا متشككين بأن الاصلاحات ما هي
إلا مهدئ للشعب, ولكن عندما بدأنا الاعلان عن الاصلاحات, بدأت المشكلات
تتناقص, وهنا بدأ التحول, هنا بدأ الناس يدعمون الحكومة".
وشدد على ان "وتيرة الاصلاح ليست بطيئة. الرؤية يجب ان تكون ناضجة.
يتطلب الأمر 15 ثانية فقط لتوقيع قانون ولكن إذا لم يكن مناسباً
لمجتمعك وسيؤدي الى انقسام. هذا مجتمع معقد جداً".
وأكد أن ما تشهده سورية اليوم هو "صراع بين الإسلاميين والقوميين العرب
(العلمانيين)", مضيفاً "نحن نقاتل الاخوان المسلمين منذ خمسينيات القرن
الماضي وما زلنا نقاتلهم".
وفي مقابلة مع التلفزيون الروسي, أمس, قال الرئيس السوري انه يتوقع من
موسكو مواصلة دعمها مع تعرض نظامه لإدانات متزايدة لحملته على
المعارضة, مؤكداً أن "الدور الروسي شديد الأهمية".
وأضاف "منذ الأيام الأولى للأزمة أبقينا الاتصال بشكل دائم مع الحكومة
الروسية, ونحن نطلع أصدقاءنا الروس بالتفصيل على مستجدات الاوضاع".
وجاء موقف الأسد بعد أقل من شهر على تخييره من قبل الرئيس الروسي
ديمتري مدفيديف بين القيام بإصلاحات سياسية وبين التنحي.
وعلى وقع مواقف الأسد ووسط أجواء من غياب الثقة بين الجانبين, التقى في
الدوحة مساء أمس, وفد سوري برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم يرافقه
نائبه فيصل المقداد ومستشارة الأسد السياسية والإعلامية بثينة شعبان
ومسؤولون آخرون, مع اللجنة الوزارية العربية برئاسة رئيس وزراء قطر
وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وحضور الأمين العام للجامعة
العربية نبيل العربي وأعضاء اللجنة وزراء خارجية مصر والسودان والجزائر
وعُمان.
وفي تصريح إلى صحيفة "الشروق" المصرية نشرته أمس, أكد العربي ان زيارة
اللجنة الوزارية دمشق الخميس الماضي لم تشهد أي تقدم من الجانب السوري
بشأن ما تطلبه الجامعة, من وقف القتل وإطلاق سراح المعتقلين والبدء في
عملية إصلاح سياسي حقيقي بحثاً عن حل الأزمة.
ورفض تحديد ما إذا كانت الجامعة سترفع يدها عن الملف السوري, إذا رفض
الأسد مبادرتها.
وبشأن مطالبة المعارضة السورية بفرض منطقة حظر طيران, أكد العربي أن
"الوضع في سورية يختلف عنه في ليبيا", مشيرا إلى أنه استمع لعدد كبير
من نشطاء المعارضة و"المجلس الوطني" و"لدي علم بمطالبهم ووضعتها أمام
وزراء اللجنة العربية الوزارية", مؤكداً أن الاجتماع الوزاري المقبل
سيقرر الخطوة المقبلة.
وأضاف "لا أستطيع استشراف المستقبل تجاه ما يحدث في سورية .. وأشك في
أن تكون هناك زيارات جديدة لدمشق".
وكانت اللجنة الوزارية العربية أعربت عن "امتعاضها لاستمرار عمليات
القتل" وطالبت بفعل "ما يلزم لحماية المدنيين", وذلك بعد مقتل أكثر من
ثلاثين شخصاً منذ زيارتها دمشق.
في المقابل, وانتقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم, أول من أمس,
اللجنة ورئيسها وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني. |