لندن ¯ كتب حميد غريافي:
اعربت مصادر برلمانية أوروبية عن خشيتها امس من »وقوع كوارث« في صفوف
المدنيين اللبنانيين اذا صحت معلومات غربية واسرائيلية واوروبية شرقية
عن امكانية ان تكون ايران زودت »حزب الله« في لبنان بعد حرب تموز
(يوليو) الماضي بصواريخ ارض ¯ ارض متوسطة المدى (50-75 كيلو مترا)
وبعيدة المدى (150-250) كيلو مترا تحمل رؤوسا كيماوية او بيولوجية لضرب
الدولة العبرية بها في حال فكرت بشن حملة عسكرية جوية على الاراضي
الايرانية منفردة او بمشاركة الاميركيين وبعض الاوروبيين في محاولة
للقضاء على البرنامج النووي«.
وكشف نائب يمثل حلف شمال الاطلسي في البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ
النقاب ل¯ »السياسة« عن ان المعلومات الاطلسية والاسرائيلية والاوروبية
الشرقية التي وصلت الى حكومات غربية خلال الاسابيع الثمانية الفائتة
»اعربت عن اعتقاد مراسليها ان »حزب الله« قام خلال الاشهر الماضية
بتخزين صواريخ وقذائف مدفعية ذات رؤوس وحشوات كيماوية وصلت اليه من
ايران وبيولوجية زودته بها سورية وذلك في البقاعين الشمالي (حول بعلبك)
والغربي (جنوب طريق بيروت ¯ دمشق) وفي
المناطق الشمالية لنهر الليطاني في جنوب البلاد حيث تقبع عناصره في
خنادق وأنفاق على بعد عشرات الامتار فقط من قوات الجيش اللبناني التي
نشرت الى جانب القوات الدولية (يونيفيل) البالغ تعداد افرادها الخمسة
عشر ألفاً, بانتظار صدور التعليمات من طهران الى قيادات حسن نصرالله في
بيروت لاطلاق هذه الصواريخ في حال نفذت الدولة العبرية والولايات
المتحدة تهديداتهما الظاهرة حتى الآن على الأرض في ضرب المفاعلات
النووية ومواقع تخصيب اليورانيوم وقواعد ومخازن الترسانة الصاروخية
الايرانية اذا فشلت العقوبات الجديدة الاضافية التي فرضها مجلس الأمن
الدولي في نهاية الاسبوع الماضي في احداث اي تغيير في سلوك محمود احمدي
نجاد, خلال الاشهر القليلة المقبلة«.
ونقل البرلماني الاطلسي عن تقارير استخبارية المانية وفرنسية
واسرائيلية وبولندية وهنغارية واردة من لبنان وتل أبيب والعراق ومنطقة
الحكم الذاتي الكردية في شماله, معلومات عن »كيماويات حزب الله« تلك ,
معربة عن مخاوفها من اقدام اسرائيل عل تدمير مواقع تخزينها بحيث تنتشر
سمومها في اماكن مختلفة من لبنان ما قد يؤدي الى كوارث بين المدنيين.
ونسب البرلماني الى التقارير الواردة من العراق قولها ان »جماعات شيعية
عراقية تابعة لايران قامت خلال الاسابيع الثلاثة الفائتة بتجربة قذائف
هاون اطلقتها على بعض المناطق السنية السكانية في محافظة الانبار,
محشوة بأنواع من الكيماويات معتدلة التأثير, ادت الى وفاة عشرات
الاشخاص بينهم عدد من الاطفال الذين كانوا اشد المتأثرين بها«. وقالت
تلك التقارير ان بعض المعتقلين ممن اطلقوا تلك القذائف قبل اسبوعين
اعترفوا بانهم حصلوا عليها من عناصر الحرس الثوري الايراني تعمل في
مدينة الصدر وبعض مناطق بغداد الشرقية والجنوبية, كما اعترفوا بان
اسلحة مماثلة ارسلتها قيادة الحرس الثوري الى (حزب الله) في لبنان
وحركتي (حماس) و(الجهاد الإسلامي) في قطاع غزة والضفة الغربية
الفلسطينيين.
وقال البرلماني الاوروبي ل¯ »السياسة« في اتصال به من لندن ان قذائف
الهاون التي استخدمت في العراق للمرة الاولى »حملت حشواتها انواعا
مخففة من مواد كيماوية محدودة التأثير الا ان معلومات حلف شمال الاطلسي
اكدت ان الرؤوس والحشوات الكيماوية والبيولوجية التي وصلت الى »حزب
الله« والفلسطينيين في لبنان وفلسطين هي من الانواع شديدة الخطورة
ومتطورة عن تلك التي استخدمها كل من صدام حسين والنظام الايراني الاسبق
في الحرب بينهما في نهاية السبعينات وحتى اواخر الثمانينات وادت الى
مصرع الالاف من الطرفين واصابة الاف اخرى بامراض وعاهات مازال اصحابها
يعانون تأثيراتها القاتلة حتى اليوم.
ونقل البرلماني عن مسؤولين عسكريين كبار في حلف شمال الاطلسي في بروكسل
قولهم ان »الاستعدادات الدفاعية الصاروخية التي تقوم بها الولايات
المتحدة حول دول الخليج, واسرائيل حول حدودها لصد هجمات صاروخية
كيماوية او بيولوجية ايرانية في حال وقوع الحرب في الصيف المقبل بهدف
القضاء على الترسانتين النووية والصاروخية الايرانيتين, باتت تعتبر اقل
فاعلية وربما »مضيعة للوقت« اذا كانت ايران فعلا حسب المعلومات زودت
حلفاءها من الميليشيات اللبنانية والفلسطينية والعراقية برؤوس غير
تقليدية اذ سيكون باستطاعة طهران عندئذ الاستغناء عن قيامها بمغامرة
شخصية باستخدام صواريخها الكيماوية العابرة لضرب الدولة العبرية ومواقع
للجيش الاميركي في العراق وبعض دول الخليج, واثارة الدنيا عليها بعدما
نشرت هذه الاسلحة الكيماوية »داخل البيت الاسرائيلي« في الضفة والقطاع
وعلى رمية حجر من حدوده مع لبنان, وفي قلب الوجود الاميركي بالعراق.
وقال المسؤولون العسكريون الاطلسيون »ان تأثيرات تدمير هذه الاسلحة
الكيماوية او البيولوجية في مخازنها بلبنان وفلسطين, قد تكون بالغة
الاضرار على عشرات الالاف من سكان البلدين, كما ستؤدي الى وقوع ضحايا
كثيرين في صفوف القوات الدولية في جنوب لبنان المرسلة من 29 دولة, ما
قد يستدعي سحبها فورا من المنطقة, وهذا ما تأمله ايران وسورية وتخططان
له«.