لندن ¯ كتب حميد غريافي:
كشفت احداث لبنان الفوضوية التي قادها »حزب الله« امس في المناطق
السنية والمسيحية عبر عملائه المحليين امثال ميشال عون وسليمان
فرنجية وطلال ارسلان واشباههم النقاب عن هزال المؤسسة العسكرية
اللبنانية بقيادة العماد ميشال سليمان واستمرار تموضع قياداتها في
»ريف دمشق« دون مساس بها عبر تنفيذ اوامر اميل لحود السورية واستغلال
ضعف وزير الدفاع الياس المر الذي »تبين امس الثلاثاء ¯ حسب احد قادة
الرابع عشر من اذار ¯ انه ليس سوى شرابة في خرج عمه رئيس الجمهورية
وابن شاطر مطيع لوالده ميشال المر احد اهم رموز بشار الاسد في لبنان
واحد مرتكزاته والرجل الثاني في التيار الوطني الحرالمهيأ لخلافة
العماد ميشال عون بعد عمر طويل«.
ورأت مصادر ديبلوماسية بريطانية وفرنسية راقبت امس ما حدث في شوارع
المدن والقرى اللبنانية وعلى طرقاتها الدولية , وخصوصا قطع طريق مطار
بيروت وشل حركة الطيران فيه, في »حيادية الجيش المفرطة« الذي انتحى
معظمه جانبا لا يتدخل في الاشتباكات وقطع الطرقات ومنع اللبنانيين من
ممارسة حريتهم »انحيازا واضحا وصريحا الى حلفاء وعملاء سورية وايران
في لبنان وبالتالي فان على حكومة ثورة الارز اذا كانت جادة في الحفاظ
على النهج الديمقراطي الحر الجديد في لبنان بعد احتلاله طوال ثلاثين
عاما من نظام البعث في دمشق, ان تصحح فورا هذا الانحياز المخل بالامن
والذي اذا استمر او تكرر سيكون السبب الاكثر خطورة لتفجير الاوضاع
وبعث الفتنة المتحفزة في البلاد«.
واكد ديبلوماسي فرنسي في لندن ل¯ »السياسة« انه دعا قياديين من قوى
الرابع عشر من اذار كان على اتصال بهم امس الى »اجتماع طارئ لمجلس
الوزراء اللبناني
المدعوم من غالبية الدول العربية ومن المجتمع الدولي برمته, لاتخاذ
قرار باقالة قائد الجيش العماد سليمان واعضاء قيادته الذين اخلوا امس
في الشارع اللبناني بتعهداتهم التي قطعها عنهم وزير الدفاع في اليوم
السابق بأنه ممنوع على احد منع الناس من الوصول الى اعمالهم, وممنوع
قطع الطرقات واحراق اطارات السيارات وتحطيم سيارات المتنقلين من والى
اعمالهم, واحراقها في الشارع, وبأن قطع طريق المطار خط احمر ولن يكون
هناك اطلاق نار البتة من قوى الجيش على احد, وقد ذهبت كل هذه
التعهدات ادراج الرياح, ولم تصدر من قيادة الجيش اوامر حاسمة بها, بل
حاولت تلك القيادة دخول الحلبة السياسية من بابها الفوضوي, بمعنى
انها تركت الغوغاء التابعين لايران وسورية يسجلون »انتصارهم« في فرض
اضرابهم العام على اللبنانيين بالقوة, ثم باشرت, بعدما تم ما تم من
اعتداء على حريات المواطنين وقمعها, بعد ساعات بفتح بعض الطرقات, حين
تأكد لها ان ذلك »الانتصار« قد تحقق«.
واتهم الديبلوماسي الفرنسي قائد الجيش سليمان ب¯ »التمثل بلعبة قائد
الجيش الاسبق العماد فؤاد شهاب عام 1952 الذي رفض لرئيس البلاد يومها
بشارة الخوري طلب انزال الجيش للتصدي للانقلابيين, تماما كما يحصل
اليوم, املا في دفعه الى الاستقالة وخلافته هو (شهاب) في رئاسة
البلاد, وهذا ما حصل فعلا, وهو امر يدغدغ ذاكرة ومخيلة قائد الجيش
اللبناني اليوم الذي يعتقد ان حياديته ستوصله الى خلافة رئيسه لحود
عندما ستدق ساعة اختيار رئيس جديد »حيادي« للبلاد ترضى به كل
الاطراف«.
وقال القائد البارز في 14 آذار ل¯ »السياسة« ان »وثوقنا اول من امس
بقيادة الجيش وبتعهدات وزير الدفاع, بدا خطأ جديدا يضاف الى اخطائنا,
خصوصا عندما جرى تهميش قوى الامن الداخلي البالغ تعداد افرادها نحو
20 ألفا المعتنقين العقيدة اللبنانية واستبدالها بقوات من الجيش
اللبناني مازالت قيادتها ملبوسة بالعقيدة السورية«.
ووصف عضو قيادة »ثورة الارز« العماد سليمان بأنه »مغلوب على امره مثل
رئيسه وزير الدفاع لانهما معا ليسا رجلي مواقف كما تأكد اللبنانيون
امس«, مؤكدا ان احداث امس »اظهرت ان السلطة السياسية في مكان والسلطة
العسكرية في مكان آخر وبالتالي بات الموضوع الاكثر الحاحا هو تغيير
القيادة العسكرية فورا والمجيئ بقيادة »لبنانية« جديدة تنفذ اوامر
الدولة لا اوامر الدويلات التابعة لايران وسورية«.
وبالفعل شن قادة في 14 آذار امس حملات عنيفة ضد موقف المؤسسة
العسكرية في الشارع وحملوها مسؤولية »دعم انقلاب حزب الله على
الدولة«, مستغربين الاوامر الصادرة من قيادتها الى عناصرها باطلاق
النار على القوى المؤيدة للحكومة والدولة كما حدث في مدينة جبيل
المسيحية الساحلية وروى تفاصيله النائب السابق فارس سعد احد اركان
الرابع عشر من آذار عندما »اطلقت قوات الجيش النار على سياراته
والمواطنين فجرحت منهم سبعة«.
واعرب احد الديبلوماسيين البريطانيين في لندن ل¯»السياسة« عن اعتقاده
ان »قيادة الجيش التي مازالت من مخلفات النفوذ السوري في لبنان قد
تكون تلعب لعبة اخطر عبر ترك الأمور في الشارع تصل الى حدود الانفجار
المسلح, فتعلن حينئذ الاحكام العرفية ومنع التجول في مختلف انحاء
البلاد, وتجبر الحكومة الراهنة على الاستقالة »حقناً للدماء« وتشكل
حكومة عسكرية انتقالية برئاسة قائدها العماد سليمان تنهي فترة الحكم
الاستقلالي الذي اطاح النظام القمعي المخابراتي السوري في 14 آذار
2005 فتعيده بشكل أو بآخر«. |