إثر
ظهور أول خط تماس بين "القوات اللبنانية" و"الكتائب" في مواجهة حزب
الله
04/01/2010
فاعليات
مسيحية تحذر من "اندلاع الحرب اللبنانية الثانية" من زحلة وتدعو
البطريرك صفير إلى التدخل لتعزيز المناطق المحيطة بها
لندن - كتب حميد غريافي:
قد تكون معالم اول خطوط تماس لـ "الحرب اللبنانية الداخلية المقبلة"
بين المسيحيين و"حزب الله" على الساحة المحتقنة والمضطربة رسمت اول
من امس في خراج مدينة زحلة عاصمة البقاع و"عاصمة الكثلكة في عموم
الشرق الاوسط", اثر اعتداء تعرض له شابان ينتميان الى كل من حزب
الكتائب و"القوات اللبنانية" من قبل عصابة من عصابات "حزب الله" التي
زرعت ابان الحرب اللبنانية الماضية على مداخل هذه المدينة التي كبد
الاعتداء السوري عليها بمروحيات الهليكوبتر عام 1982 لبنان الغزو
الاسرائيلي الذي احتل بيروت وكان السبب الثاني المباشر لهذا الاحتلال
الى جانب سبب محاولة اغتيال السفير الاسرائيلي في لندن ارغوف يومذاك,
بعدما كان ارييل شارون قائد حملة الاجتياح اعتبر تحليق المروحيات
السورية فوق مرتفعات زحلة خرقا لاتفاق السماح للسوريين بدخول لبنان
العام 1976 الذي منعهم من استخدام الطائرات فوق الاراضي اللبنانية.
وقالت احدى الشخصيات السياسية الزحلية ل¯ "السياسة" امس في اتصال بها
من لندن تعقيبا على هذا الاعتداء الذي وقع على مدخل المدينة في ما
يعرف ببلدة "المعلقة": "هكذا بدأت الحرب اللبنانية العام 1975 بدخول
سيارة الى منطقة عين الرمانة شرق العاصمة بيروت اطلق من بداخلها نار
اسلحته على مواطنين محازبين من الكتائب اللبنانية فقتل وجرح عدد منهم
ثم اتبعت هذه السيارة بحافلة تنقل عشرات العناصر الفلسطينية المقاتلة
دخلت المنطقة نفسها عن سابق اصرار وتعمد في عملية تحد سافرة لسكانها
المسيحيين, ما ادى الى مهاجمتها وقتل وجرح كل من بداخلها, فاندلعت
الحرب".
وقالت اوساط روحية مارونية في زحلة ان "حزب الله يتربص بسكان المدينة
منذ خروج الجيش السوري من تخومها العام 2005 بعدما احل محل القوات
السورية مئات العناصر من عصاباته وعملائه على مداخلها الشمالية
والجنوبية والغربية الا ان تحرشاته ازدادت وظهرت الى العلن منذ سقوط
لائحته النيابية في الانتخابات الاخيرة بصورة مريرة وحاسمة, ولم
تتوقف تلك التحرشات بعد ذلك مثل ايقاف السيارات على حواجزه الطيارة
خصوصا في منطقة المعلقة شبه المختلطة طائفيا وتفتيشها وتوجيه
الاهانات والشتائم لبعض ركابها, حتى ان الزحليين باتوا يتحاشون
المرور على تلك الطريق كيلا يصطدموا بتلك العصابات من الشبان
العاطلين عن العمل واصحاب السوابق الجرمية التي تلقفتهم قيادة حسن
نصر الله في صفوفها مقابل رواتب شهرية لاستخدامهم ضد مسيحيي زحلة
والبلدات المجاورة لها مثل رياق وابلح وشتورة, وهي مناطق شهدت في
بداءات الحرب اللبنانية اغتيال عدد من خيرة ضباط الجيش اللبناني
المسيحيين خصوصا في رياق حيث القاعدة الجوية العسكرية الاضخم في
لبنان والمنطقة على ايدي من اطلقوا فيما بعد على عصابتهم اسم "حزب
الله".
ودعت الاوساط الروحية كلا من الرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري
وقائد الجيش جان قهوجي ومدير الاستخبارات العسكرية فاضل الى "تعزيز
الوجود الامني في منطقة المعلقة" وعلى مداخل زحلة الاخرى التي دعمها
حزب الله بمئات النازحين من سكان الجنوب هربا من الحروب الاسرائيلية
التي دمرت منازلهم فقام بضمهم الى "حزبه الالهي" وسلحهم وحولهم الى
ميليشيات متفرقة مهمتها محاصرة زحلة "اكبر مدينة مسيحية في الشرق
الاوسط" اذ يبلغ عدد سكانها ال¯ 200 الف نسمة" في محاولة لعزلها من
القرى والبلدات المسيحية التابعة لمحافظتها والتي هي الاخرى يبلغ
مجموع سكانها اكثر من 300 الف, بعدما اثبتت عاصمة البقاع هذه في
الحرب مع السوريين جدارة واستبسالا غير مسبوقين في منع قوات حافظ
الاسد من اقتحامها واحتلالها واعادته مع قواته خائبين".
واكدت الاوساط الروحية "ان قيادة حزب الله التي تحاول اليوم الانتقام
من حزب الكتائب والقوات اللبنانية ومسيحيي الرابع عشر من آذار وثورة
الارز لمنعها قبل وبعد وخلال الانتخابات البرلمانية الاخيرة من
السيطرة على البلاد بدويلتها الايرانية, وللتصدي لطروحات سلاحها
وشرعنته الى جانب سلاح الدولة (الجيش), هي نفسها التي فعلت في بيروت
وطرابلس في قرى جنوب لبنان المسيحية نفس ما تفعله بالنسبة لزحلة
ومحيطها من حصارات وتنكيل وضغط على سكانها ودخول تلك القرى بالقوة
لنصب مكبرات الصوت على كنائسها ومنازلها التي تصدح بالأذان ومنعت
هؤلاء السكان حتى من استغلال اراضيهم الزراعية بحجة ان بعض ابنائهم
ينتمون الى جيش لبنان الجنوبي الذي كانت ارتكابات الفصائل الفلسطينية
في السبعينات وبعدها عصابات حزب الله وراء انشاء حزامه الامني على
طول الحدود لحماية السكان المسيحيين في قراهم".
ووجهت الاوساط الروحية والسياسية الى البطريرك الماروني نصرالله صفير
"الذي له اذنان تسمعان وقلب يتجاوب, فيما المسؤولون الآخرون من رأس
الهرم حتى قاعدته غائبون عن السمع", نداء مستعجلا "بالتدخل لمنع
انطلاق شرارة حرب جديدة من منطقة زحلة تعم لبنان كالنار في الهشيم,
خصوصا في هذا الجو شديد الاحتقان والعواطف المتأججة التي اثارها خطاب
حسن نصرالله العاشورائي الاسبوع الماضي بتوجيه تهديدات الى مسيحيي
لبنان وتخييرهم بين "الانتحار" او "الانضمام الى دويلته".
وقالت الاوساط انه "اذا كان لا رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة ولا
قائد الجيش قادرين عن طرد عصابات حزب الله هذه من محيط مدينة زحلة "عروس
البقاع" واعادتهم الى مناطقهم الجنوبية والشمالية التي تبعد مئات
الكيلومترات عنها, منعا لتكرار التعديات والاعتداءات على مسيحيي
المنطقة, فعلى الاقل ان يبادر هؤلاء المسؤولون الثلاثة الى تعزيز
دوريات الجيش وقوى الامن الداخلي في "مناطق التماس" الجديدة لتسهيل
مرور الناس الى اراضيهم ومصالحهم دون ان يتعرضوا يوميا للإهانة
والتهديد واحيانا كثيرة للاعتداء اسوة ببلدات البقاع الغربي السنية
ومناطق التماس بين السنة والعلويين في طرابلس".