بيروت :السياسة":
080831
ودعت المؤسسة العسكرية
ولبنان والشمال الشهيد الضابط الطيار سامر حنا,
الذي انضم الى قافلة الشهداء التي
يقدمها الجيش اللبناني في سبيل الوطن, وسط غضب
عارم في الشارع وحزن شديد, واقفال
تام في منطقة البترون حدادا على الشباب الشهيد.
ففي الثامنة صباح أمس, اقيم في
المستشفى العسكري احتفال تم في خلاله تسليم
جثمان النقيب الشهيد حنا الى ذويه. ثم
توجه الموكب الى مسقط رأسه تنورين ليوارى
الثرى, وعلى طول الطريق اقيمت له
استقبالات شعبية, كانت اول المحطة الاولى في
البترون, حيث منزل شقيقه فخرج الجميع
لاستقباله ووداعه ونثروا الورود على نعشه الذي
انزلوه عند مدخل سوق البترون وحملوه
على الاكف وجابوا به الشارع.
بعد ذلك انتقل موكب التشييع الى سلعاتا حيث
منزل
الوالدين. وقد زينت شوارعها بالاشرطة البيضاء
وعانقت صور سامر الاعمدة والجدران,
وسط صيحات الغضب واللوعة, وهناك حمل النعش على
الاكف سيرا, وتوجه موكب الشهيد نحو
بلدة حامات حيث منزل خطيبته, ومن هناك شق طريقه
في اتجاه الكورة, وصولا الى شناطا
بلدة والدته, حيث أقيم له استقبال عند مدخل
البلدة.
ولدى وصول جثمان الشهيد حنا
الى مسقط رأسه في تنورين الفوقا, قدمت له ثلة
من الجيش اللبناني التحية, واقيم له
استقبال شعبي حاشد. وحمل الجثمان على الاكف
سيرا من مدخل تنورين الفوقا, وصولا الى
ساحة البلدة قبل ان يسجى في صالة كنيسة سيدة
الانتقال, محاطا بحملة السيوف من رفاق
دورته حيث يحتفل بالصلاة لراحة نفس الشهيد
الخامسة عصرا في حضور ممثلين عن كل من
رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان, ورئيس
مجلس النواب نبيه بري, والحكومة فؤاد
السنيورة, وقائد الجيش بالانابة اللواء شوقي
المصري على رأس وفد عسكري من قيادة
الجيش. والقيت بعد مراسم الجنازة كلمة باسم
قائد الجيش بالانابة. وافاد شهود انه في
خلال المواكب السيارة لجثمان الشهيد صدر عن
المشاركين في التشييع عبارات منددة ب¯
"وثيقة
التفاهم" مع "حزب الله".
وقد التف أبناء البلدة حول والدة حنا التي دعت
زملاء ابنها الذين هرعوا إليها أن "يخلعوا
بزاتهم العسكرية, ولم تترك الوالدة
المفجوعة مسؤولا لبنانيا ولا سيما منهم أولئك
المتورطون في الجريمة إلا وشتمتهم,
قبل أن يخفت صوتها قائلة ,ومرددة :"هذا ابني
الذي ربيته بدموع عيني, وفرحت فيه يكبر
يوما بعد يوم وبلمحة البصر خسرته, بعدما كنت
أفخر به ملازما طيارا يخدم الوطن
والمؤسسة العسكرية".
وقد وصل أنين الأم الثكلاء الى القصر الجمهوري
, فأصرّ
الرئيس ميشال سليمان أن يُرسل لها موفدا على
عجل لإبلاغها بأن دماء ابنها الشهيد لن
تذهب هدرا, وسارع بعد ذلك إلى إجراء مجموعة
إتصالات إنتهت الى تصميمه على الوقوف مع
وزير الدفاع الياس المر, في المطالبة بمنفذي
هذه الجريمة التي سببها الاغتيال
بالقنص المباشر وليس سوء التنسيق كما حاول "حزب
الله" تسويقه ليلا كتمهيد لبيان
يصدره ويضع فيه اللوم على قيادة الجيش.
جدير ذكره أن النقيب الشهيد عقد خطوبته
على ميريام عيسى من بلدة حامات البترونية ,
اشترى منزله الزوجي في سلعاتا, وكان
يتحضر لعرسه, والى ذلك اعلنت بلدية تنورين
ارجاء حفل افتتاح المكتبة العامة, والغاء
الحفل الغنائي الكبير الذي كان سوف يقام مساء
غد, حدادا على استشهاد ابن
البلدة. |