الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...

تل أبيب أبلغت واشنطن أنها لن تعيد مزارع شبعا في عهده

»الأطلسي«: احتضان سليمان مخططات "حزب الله" سيدفع إسرائيل الى تدمير الجيش اللبناني

لندن - كتب حميد غريافي:

080808

حذر خبراء عسكريون أطلسيون واسرائيليون النظام اللبناني القائم من مغبة »وجود ميليشيات "حزب الله" و"حركة أمل" الشيعية كجيش رديف للجيش اللبناني يبلغ التعاون بينهما حدود الانصهار, لان من شأن ذلك في اي حرب مقبلة مع اسرائيل اذا وقعت, تعريض المؤسسة العسكرية الرسمية اللبنانية الى الابادة عسكريا وادارياً وبنى تحتية, "بحيث يتحول لبنان الى دولة وحيدة بلا جيش يدافع عن حدودها ويصون أمن شعبها الداخلي من الاخطار«.
وقال مسؤول عسكري بريطاني في لندن ل¯ »السياسة« امس, ان »هذا التناغم القوي بين "حزب الله" والمسؤولين عن قيادة الجيش اللبناني بمن فيهم الرئيس الجديد, قائد الجيش السابق, ميشال سليمان الذي لم يترك سانحة واحدة الا واعلن خلالها تلاحم الطرفين لردع العدو (اسرائيل), وذهابه الى حدود غير مطلوبة منه لا داخليا ولا دوليا في اعلانه "استخدام الوسائل العسكرية" ضد الدولة العبرية في حال فشل استرجاع مزارع شبعا ومرتفعات كفر شوبا وجزء من بلدة الفجر في جنوب لبنان بالطرق الديبلوماسية - ان هذين التناغم والتهديد العلنيين الصريحين, يرسمان خريطة طريق قائمة لمصير المؤسسة العسكرية اللبنانية, ويجعلانها على قدم وساق مع جيوش الدول المتطرفة مثل سورية وايران وكوريا الشمالية في نظر العدو المشترك, وكذلك في نظر الدول العاملة بإخلاص لتحسين اوضاع لبنان وانقاذه من هيمنة التطرف والارهاب, الا ان اللغة الجديدة المستغربة التي بتنا نسمعها حول حاجة لبنان الى المقاومة على ألسنة ارفع القيادات السياسية والعسكرية اللبنانية منذ وصول سليمان الى الرئاسة, ولم نسمعها سابقا حتى في احلك ظروف الاحتلال السوري للبلاد طوال ثلاثين عاما, من شأنها ان تفضي الى تدمير المؤسسة العسكرية اللبنانية تدميرا كاملا, خصوصا وان التهديدات التي اطلقها الرئيس الجديد والتي لا سابقة لها في الحياة السياسية اللبنانية منذ الاستقلال قبل اكثر من ستين عاما ب¯ "استخدام القوة" ضد اسرائيل من دون ان تكون للجيش اللبناني اية امكانيات تذكر للدفاع عن نفسه, لا الهجوم, قد تكون لها مضاعفات خطيرة هذه المرة في حال وقوع حرب بين اسرائيل ولبنان قد تؤدي الى تعرية الشعب اللبناني من اي غطاء عسكري في المستقبل يحفظ سلامته وأمنه خصوصاً على الصعيد الداخلي, بحيث تفلت زمام الامور في بلده, ولدينا العراق الدليل الأسوأ على النتائج الأليمة التي تنجم عن اضمحلال اي جيش«.
ونقل المسؤول العسكري البريطاني عن جهات دفاعية في حلف شمال الاطلسي  في بروكسل تشارك دولها في قوات حفظ السلام (يونيفيل) في جنوب لبنان قولها ان »لبنان اذا كان يتساءل عن اسباب امتناع الدول الغربية عن تسليح جيشه ومده بمختلف وسائل القوة لبسط سيادته على كامل اراضيه, فإن الجواب واضح من تصريحات الرئيس سليمان وتصرفاته حيال احتضانه »حزب الله« ودعم توجهاته, سواء كان مدركا لما يقوم به ام غير مدرك, وهو ان ليس هناك دولة واحدة في العالم مستعدة لتسليح جيش شبه منصهر بتنظيم او فصيل او حزب يندرج على لوائح الارهاب الدولية, اذ ان عمليات التسليح هذه قد تكون موجهة في نهاية المطاف الى هذه الاطراف التي تستخدم العنف وسيلة لبقائها وسيطرتها كما حدث في افغانستان على ايدي »طالبان« وفي الصومال الذي تحلل وذاب كدولة وربما كما قد يحدث في العراق اذا سحبت الولايات المتحدة وبريطانيا قواتها منه لأي سبب من الاسباب«.
وكشف المسؤول العسكري البريطاني ل¯ »السياسة« النقاب عن ان الاسرائيليين ابلغوا نظراءهم الاميركيين خلال احد الاجتماعات في واشنطن الاسبوع الماضي »بألا يبنوا اي آمال على الجيش اللبناني الراهن لا من حيث بسط سيادة الدولة على اراضيها, ولا على امكانية اقدامه في اي وقت على تطبيق القرارات الدولية الداعية لتجريد المليشيات المسلحة من اسلحتها, ولا حتى على حماية الشعب اللبناني من الاعتداءات والاجتياحات والانتهاكات التي يتعرض لها منذ السابع من مايو الماضي (اجتياح بيروت والجبل على يد »حزب الله« و»حركة أمل«), اذ ان العقيدة الهجينة التي زرعها الاحتلال السوري للبنان طوال ثلاثين عاما في المؤسسة العسكرية اللبنانية, من الصعب ان تتبدل بين ليلة وضحاها, خصوصا اذا كان نفس الاشخاص الذين اتى بهم ذلك الاحتلال الى القيادات السياسية والعسكرية والأمنية مازالوا منتعشين ومتحكمين بمسار السلم والحرب في هذا البلد«.
وقال المسؤول البريطاني ان الاسرائيليين صارحوا نظراءهم في واشنطن بأن اعادة مزارع شبعا الى لبنان او حتى تسليمها الى الام المتحدة »لا يمكن ان يحدث في عهد ميشال سليمان الذي فوجئنا باختياره رئيسا للجمهورية وهو المعروف بدعمه لحزب الله والجيش السوري خلال وجوده في لبنان, وبالأخص بعدما أكد نظريتنا فيه عندما هدد باسترجاع شبعا بالوسائل العسكرية«.
ونسب المسؤول البريطاني العسكري الى قادة »الأطلسي« قولهم انه »في حال اندلاع حرب جديدة بين اسرائيل ولبنان خلال الفترة المنظورة كما هو متوقع, فإن الجيش العربي بأسلحته الجوية والصاروخية والبرية لن يميز هذه المرة بين مقاتلي (حزب الله) والجيش اللبناني, بل سيعتبر الطرفين كتلة عسكرية معادية واحدة, بحيث قد يستهدف لاول مرة قيادة الجيش (في منطقة اليرزة شرق بيروت) ووزارة الدفاع وكل قيادات المناطق وألويتها ومقار الاستخبارات العسكرية وحتى قوى الأمن الداخلي نفسها«.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها