لندن - كتب حميد غريافي:
عن السياسة
كشفت مصادر إعلامية قريبة من وزارة الخارجية
اللبنانية النقاب امس عن وجود لغط قوي حول سحب سفيرة لبنان في
لندن انعام عسيران
الى الوزارة في بيروت في محاولة للفلفة فضيحة رفضها الاقامة في
مبنى السفارة الفخم
في شارع السفارات »غاردن ميوز« بالعاصمة البريطانية واصرارها,
هي ومن يدعمها في
لبنان, على استئجار منزل في منطقة راقية قريبة من السفارة
بمبلغ ثمانية الاف
استرلينية في الاسبوع الواحد, اي 416 ألفا في السنة توازي »مع
هبوط سعر الدولار«
نحو 800 ألف دولار تضاف اليها الضرائب وبدلات الكهرباء والمياه
والغاز بحيث تقارب
في نهاية السنة الواحدة المليون دولار.
وقالت المصادر الاعلامية في بيروت
ل¯»السياسة« في اتصال بها من لندن امس ان هناك معارضة شديدة من
قبل جهات رسمية
وحزبية على مستوى عال لخطوة وزارة الخارجية تخصيص مثل هذا
المبلغ الضخم من الموازنة
العامة لموظف ما, فيما الدولة تشحد »تستعطي« من الدول الغربية
والعربية ومن المصارف
الدولية لسد ولو جزء من احتياجات المؤسسات الرسمية ومواجهة
النقابات العمالية
المطالبة برفع الاجور الهزيلة واعادة تعويم بعض تلك المؤسسات
التي بلغت حدود التفكك
والاقفال«.
واكدت المصادر الاعلامية اللبنانية ان الامر بلغ ببعض معارضي
صرف هذا
المبلغ الضخم كبدل لايجار منزل السفيرة في لندن, حدود المطالبة
بسحبها من مركزها في
بريطانيا اذا استمرت هي ومن يدعمها في الاصرار على هذا الموضوع
وتكليف احد
ديبلوماسيي السفارة هناك بمهمة القائم او القائمة باعمالها
ريثما يتم تعيين سفير
بديل«.
وكانت السفيرة عسيران التي تمضي حالياً اجازتها السنوية خارج
بريطانيا,
عادت الاسبوع الماضي من لبنان لمدة يومين فقط الى سفارتها, ثم
غادرتها مجدداً من
دون معرفة الاسباب الحقيقية وراء هذه الخطوة المفاجئة, وان
كانت بعض الاوساط
الاعلامية اللبنانية في لندن عزت ذلك الى حضور السفيرة حفلة
الملكة اليزابيث
الثانية في قصر باكنغهام.
ونقلت المصادر الاعلامية في بيروت عن مسؤولين في
الدولة »تصميمهم على انهاء هذه المشكلة غير القانونية التي كان
ديوان المحاسبة
حسمها برفضه الموافقة على صرف مبلغ ال¯ 765 الف دولار بدل
ايجار منزل السفيرة في
لندن, حتى ولو اضطر وزير الخارجية فوزي صلوخ, الذي يدعم مطالب
السفيرة لقربه من
نبيه بري المصر هو الآخر على خطوة السفيرة, الى سحبها من
مركزها الراهن الى وزارته
تمهيداً لتعيين بديل لها في التشكيلات الديبلوماسية المقبلة,
والا فعلى صلوخ ان
يستقيل قبل ان تطوله هو شخصياً تداعيات هذه الفضيحة«.
وكان موضوع منزل السفيرة
عسيران الذي وصف ب¯»الفضيحة« حاز على اهتمام صلوخ بطريقة غير
مسبوقة وملفتة للنظر,
حين كلف احد ديبلوماسييه في السفارة بلندن بالتحقيق بما نشرته
»السياسة« الاسبوع
الماضي, وبالفعل اجرى هذا الديبلوماسي اتصالاً بمندوب
»السياسة« في العاصمة
البريطانية حاول من خلاله معرفة مصادر معلوماته التي لم يستطع
نفي صحتها, مستخدماً
في ذلك اسلوب المحققين القضائيين ما حمل مراسل »السياسة« على
تشبيهه ب¯»المدعي
العام التمييزي«. |