المعركة الآن: إما انحسار نفوذ سورية وإيران أو
اندلاع حرب ستطول
دول الجوار
سفراء غربيون وعرب أكثر
حذراً وحماية من قادة 14 آذار
واختطاف »حزب الله«
النائب الفرنسي ينبئ بمرحلة مأساوية
080429
لندن - كتب حميد غريافي:
لم تعد بعض السفارات الغربية والعربية
أقل حذرا وقلقا في بيروت
وضواحيها من قادة الرابع عشر من آذار ووزرائهم ونوابهم والعاملين في
وسائل اعلامهم, من ان تباشر القوى التابعة لسورية
وايران حملة ارهابية ضد مصالحها ورعاياها
الذين لم يبق منهم في لبنان سوى النذر القليل, بعد بيانات التحذير
والدعوات الى مغادرة الاراضي اللبنانية والامتناع عن
السفر اليها تحت اي ظرف من الظروف, وتأهب
الاجهزة الامنية والديبلوماسية في تلك السفارات لاجلاء من تبقى من
رعاياها مع تعاظم المعلومات والتقديرات حول وجود
استعدادات لتفجير الاوضاع الداخلية بعد فشل
الجماعات الايرانية والسورية - اللبنانية في تحقيق اهدافها في قلب
نظام ثورة الارز القائم منذ نحو ثلاث سنوات
والسيطرة على البلاد برمتها لتحويلها الى رأس
حربة »الممانعة« ولكن بأنياب »صاروخية« مسلحة, وليس ك¯ »ممانعتي«
دمشق وطهران السياسيتين المختبئتين وراء
اكياس الرمل في العراق وفلسطين وحتى الان في
لبنان.
واكد ديبلوماسي عربي في بيروت امس ان
السفارات الاميركية والفرنسية
والبريطانية والاسبانية والايطالية والسعودية
والكويتية والاماراتية والبحرانية في بيروت
وضواحيها »باتت اكثر تحصينا وحماية من منازل ومكاتب سعد الدين
الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع وأمين
الجميل ورفاقهم من قادة 14 اذار, كما باتت اكثر عزلة من
مقرات قيادة حزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت
وخصوصا المقر السري الذي يعيش فيه أمينه
العام حسن نصر الله منذ نحو عشرين شهرا, ومقر ميشال عون في الرابية
ومبنى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين
التينة, ومعاونيهم وقادة كوادرهم الحزبية من ساسة
وميليشياويين«.
وقال الديبلوماسي ان عدد موظفي هذه
السفارات الغربية والعربية
الذين يعدون بالمئات من الديبلوماسيين والموظفين
المحليين, »تناقص بشكل حاد وسري«
خلال الاشهر الخمسة الماضية, ولم يتبق
منهم سوى العناصر الضرورية جدا لتسيير شؤون
المصالح القنصلية خصوصا, وذلك منذ تلقي السفارتين
الاميركية والفرنسية وسفيري السعودية والكويت
تهديدات بشن عمليات ارهابية ضدهم او ضد كبار موظفيهم ومصالحهم
الاخرى المنتشرة في مختلف الاراضي اللبنانية, اضافة
الى مخاوفهم ومخاوف دولهم من استهداف رعاياهم
تفجيرا او اغتيالا او اختطافا, تماما كما حدث السبت الماضي لممثل
الحزب الاشتراكي الفرنسي النائب كريم باكزاد الذي
اختطفه مسلحون من عناصر »حزب الله« الى
الضاحية الجنوبية للتحقيق معه طوال ساعات خمس, ما اعاد الى اذهان
العالم واللبنانيين مأساة اختطاف الرهائن
الغربيين في الثمانينات على ايدي الجهة نفسها (حزب
الله) بقيادة عماد مغنية, وكما ذكرت بعد ذلك وسائل اعلام اميركية
نقلا عن وكالة
الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) »بمشاركة حسن نصر الله نفسه التي
كان لنجاحها دور كبير في وصوله الى رئاسة
الحزب بعد اكثر من عشر سنوات«.
وكشف
الديبلوماسي العربي ل¯ »السياسة« امس النقاب عن
»انحسار هائل« في تحركات السفراء
والديبلوماسيين العرب والاجانب في لبنان في الفترة الاخيرة »بعدما
كانوا عمموا مذكرات داخلية حددت مناطق الجنوب
والبقاع وطرابلس وصيدا والضاحية الجنوبية من بيروت
والمخيمات الفلسطينية, كأماكن يجب تجنبها وعدم
زيارتها اذ ادخلت على تلك المذكرات اخيرا منع
زيارة زحلة وشمال لبنان والمناطق الساحلية الممتدة من بيروت الى صيدا
ومنها الى طرابلس, كما جرى نصح الديبلوماسيين
والرعايا المتبقين بتجنب الانتقال من »كانتون
الى كانتون« اي من المناطق المسيحية الى المناطق السنية والدرزية
وخصوصا الشيعية, وعدم
ارتياد المراكز المكتظة بالمواطنين الا عند الضرورات والتصدي والحفاظ
على حد ادنى من الظهور العلني فيها«.
ونقل الديبلوماسي العربي في بيروت عن
مصادر غربية فيها تأكيدها
على ان »الوضع الهش في لبنان الان امنيا وسياسيا وعسكريا يقف
على مفترق طريقين وان هناك سباقا محموما بين الدول
الغربية والعربية من جهة وسورية وايران من
جهة اخرى باتجاه اما القضاء المبرم على نفوذهما في لبنان اذا اندلعت
حرب اسرائيلية جديدة, او اذا نشبت حرب داخلية
استدعت تدخلا عسكريا خارجيا لم تعد الولايات
المتحدة والدول الاوروبية المنضوية تحت راية حلف شمال الاطلسي,
تعارضه في المبدأ حفاظا على مصالحها ليس في
لبنان فحسب بل في منطقة الشرق الاوسط بكاملها«.
واعربت المصادر الغربية عن اعتقادها
»ان حظوظ خروج لبنان من ازمته
المستعصية الراهنة بحل سياسي داخلي واقليمي ودولي,
ضعيفة جدا, والدليل الاجراءات الغربية
والعربية الديبلوماسية الامنية في لبنان التي بلغت الحدود القصوى من
الاستعداد للاقفال والرحيل, ما يعني ان البديل هو
الانفجار الامني او العسكري الذي ستتطاير
شظاياه الدامية الى دول الجوار اللبناني مثل اسرائيل وسورية والاردن,
بل ابعد من ذلك اذا اقتضت التطورات حدوث تدخل
عسكري خارجي«.
|