بيروت - من عمر البردان:
اعطى اللقاء الذي عقد بين رئيس الجمهورية اميل لحود والبطريرك نصر الله صفير اندفاعة قوية للاستحقاق الرئاسي, للسير به قدما على طريق انجازه وفق الاليات الدستورية التي نص عليها اتفاق "الطائف", وهو ما تحرص عليه البطريركية المارونية, وبما يساهم في ان يكون هذا الاستحقاق مناسبة لتوحيد اللبنانيين ونزع فتيل الازمة القائمة.
بانتظار اتضاح صورة مجريات الامور بالنسبة الى كيفية ترجمة ما اتفق عليه بين صفير ولحود في ما خص الانتخابات الرئاسية, فان الانظار تتجه الى المبادرة الحوارية التي تعتزم الاكثرية اطلاقها في الساعات المقبلة لحل الازمة السياسية التي تعصف بلبنان منذ اشهر وهذا ما اشار اليه رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري, بعدما تكون المحكمة الدولية قد اخذت طريقها الى مجلس الامن الدولي ليصار الى اقرارها عبر الفصل السابع.
وفي هذا الاطار اعتبر وزير الشباب والرياضة احمد فتفت ان البطريرك صفير بعد زيارته بعبدا اخذ المبادرة لمعالجة شأن الرئاسة بشكل هادئ ورصين, وانما في نفس الوقت بشكل واضح في الاسابيع المقبلة, مشددا على ان كلام صفير كان واضحا في عدة امور واصراره على احترام الدستور والمؤسسات واجراء الانتخابات الرئاسية كما يجب, مؤكدا رفضه بشكل صارم للحكومتين.
بدوره شدد النائب اكرم شهيب عضو "اللقاء الديمقراطي", على اهمية دور البطريرك في موضوع الاستحقاق الرئاسي, معتبرا ان زيارة صفير الى لحود هي نقلة في التحرك في ما خص الانتخابات الرئاسية.
من جهته تمنى رئيس الهيئة التنفيذية ل¯"القوات اللبنانية" سمير جعجع عدم القفز فوق الوسائل الديمقراطية وقال ان من يريد ان يكون رئيسا للجمهورية يقنع النواب بدل ان ينسف النظام, لافتا الى ان عودة وزراء "امل" و"حزب الله" لتصريف الاعمال تعني الاعتراف بشرعية الحكومة.
ووصف جعجع ان ما يحصل في ساحة رياض الصلح بالاحتلال, سائلا اين المشكلة في انتخابات رئاسة الجمهورية, مشددا على ان هناك من يصر على عدم وصول بعض الاشخاص الى الرئاسة, رافضا توصيف حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بغير الشرعية, مبديا اسفه لتزوير بعض الوقائع.
ورأى ان هناك صراعا كبيرا في البلد, مشددا على ان لا مستقبل للبنان الا من خلال قيام الدولة, ومؤكدا انه في نهاية المطاف ستربح دولة 14 اذار.
في المقابل وفي موقف لافت يضاف الى سلسلة مواقفه التصعيدية الاخيرة اكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ان مجلس النواب بات فاقدا للشرعية التي تسمح له بانتخاب رئيس للجمهورية, وان النصاب القانوني لا يقوم على النصب, مشددا على انه لن تقوم سلطة في لبنان مبنية على الفساد بعد الان, والمخالفات الدستورية يجب ان تصحح.
وحذر عون اللبنانيين من الانجرار بالمؤامرة المبطنة التي تحاك, منتقدا الروح الاستسلامية للذين يقولون بوجوب ازالة الخيم المنصوبة, مؤكدا ان المطلوب ان يتحلى الرئيس فؤاد السنيورة بالمسؤولية ليفكر كيف يمكن حل المشكلة التي ادت الى الخيم, لافتا الى انه ازاء الواقع الذي نعيش اليوم ومع استمرار الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا واحتجاز الاسرى وغياب الدولة القوية القادرة, فان سلاح المقاومة يجب ان يبقى في يدها.
واتهم عون سارقي السلطة بالتخوف من طرح فكرة العودة الى الشعب في الاستفتاء الرئاسي, وقال ان الخائفين من الركون الى اصوات المسلمين هم الذين فازوا في الانتخابات باصوات المسلمين, مؤكدا ان امامهم ثلاثة حلول, الانتخابات المبكرة, او العودة الى الشعب, وهناك حل اخر قال انه سيفصح عنه قريبا.
كما اعرب عون عن عدم ارتياحه من الحكم القائم اليوم, مشيرا الى ان من هم في الحكم يطالبون بامور تتعلق بالخارج وليس بالداخل, معتبرا ان الكذب في مجتمعنا متجسد في شبكة سياسية, مشيرا الى انه بعد الكذب ياتي الفساد والسرقة, معلنا رفضه بناء سلطة في لبنان قواعدها الفساد السياسي وتجاوز القانون والدستور.
وشدد عون على ضرورة ان يكون هناك حكم يحترم مصالح الشعب وان يتولى الشعب في المقابل المحاسبة من خلال المؤسسات الموجودة. وقال: "لن نقبل بعد اليوم بان تبنى سلطة في لبنان, قواعدها الفساد السياسي المبني على الكذب, والمال المبني على سرقة الشعب, وتجاوزات القانون والدستور. على مدى الاعوام الماضية اخذوا الضرائب وصرفوا المال العام واوصلوا الدين الى خمسة واربعين مليون دولار, واليوم يقولون ان الوضع الاقتصادي سيء بسبب اعتصام في موقف السيارات في الوسط, وينسون منطقة قريطم وجوارها المقفلة على اللبنانيين منذ اعوام من دون ان يحتج احد, فضلا عن طريق السان جورج حيث ردمت الحفرة وانتهى التحقيق فيها ولكن الطريق لا تزال مقفلة لان هناك بالطبع من ورائها فكرا تجاريا للاستملاك باسعار اكبر".
من جهته لفت النائب علي خريس الى "ان ممارسات المجموعة الوزارية تجعلنا نرتاب من هذه السلوكيات ولن نقف مكتوفي الايدي, ازاء كل هذه الانتهاكات وقد بدانا بالتحضير لمجموعة من التحركات واليات الاعتراض لاطلاق الصرخة ومنع سوق الوطن الى المجهول".
واشار الى "ان الحكومة الفاقدة للشرعية والاغلبية الحاكمة لا تريد تمرير الاستحقاقات بطريقة هادئة لان من يمنع قيام حكومة وحدة وطنية ويصر على العبث بالوحدة الوطنية والنسيج الداخلي والادارة انما يقفل كل الابواب لا سيما في موضوع انتخابات الرئاسة التي هي في اساس استقرار الوضع السياسي".
اما رئيس المكتب السياسي لحركة "امل" جميل حايك فاعتبر "ان الممرين الاجباريين والاساسيين للانتخابات الرئاسية هما التوافق والنصاب القانوني على قاعدة الثلثين, واي رهان اخر هو رهان خطأ ومخاطرة بمصير الوطن".

---

العثور على عظام بشرية مدفونة تحت مركز المخابرات السورية السابق في طرابلس

بيروت - »السياسة«: خلال عمليات الهدم والحفر للمبنى الذي كانت تشغله المخابرات السورية في محلة مار مارون في مدينة طرابلس شمال لبنان امس تم اكتشاف مجموعات من العظام البشرية كانت مدفونة في باحة صغيرة مجاورة للمبنى, وقد حضرت الى المكان عناصر من قوى الامن الداخلي والشرطة القضائية وباشرت التحقيق في الموضوع, فيما قال شهود عيان ان الاجهزة الامنية عثرت على بقايا عظام بشرية. ويذكر هنا ان مركز مار مارون كان من اهم مراكز المخابرات السورية في الشمال ولبنان, وقد جرى اعتقال العشرات من المواطنين اللبنانيين في هذا المركز حيث عذب العديد منهم حتى الموت على ايدي عناصر المخابرات السورية, فيما اختفت اثار اخرين ولم يُعرف مصيرهم حتى الان.