دمشق - ا ف ب: اعلن الامين العام
للامم المتحدة بان كي مون ان الرئيس السوري بشار الاسد تعهد تنفيذ
القرار الدولي 1701 واقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان, مشيرا الى ان
الاسد وعد كذلك باستخدام نفوذه لتشجيع حلفائه اللبنانيين على التوصل
الى توافق وطني حول المحكمة ذات الطابع الدولي في قضية اغتيال الرئيس
الحريري.
وقال بان خلال مؤتمر صحافي بعد محادثاته مع الرئيس الاسد في دمشق امس
»بحثنا مع الرئيس الاسد القرار 1559 واهمية منع تهريب الاسلحة الى
لبنان..في وسع سورية لعب دور ايجابي جدا لنزع سلاح كل الفصائل المسلحة
في لبنان«, مشيرا الى ان »الرئيس الاسد كرر عزمه على اقامة علاقات
ديبلوماسية مع لبنان«.
ويطالب القرار 1559 باحترام سيادة لبنان ووحدته وسلامة اراضيه
واستقلاله السياسي وببسط سلطة الحكومة اللبنانية على كامل اراضيه, كما
يطالب بنزع سلاح كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية على اراضيه
وحلها.
وقال بان »تعهد الرئيس الاسد بتطبيق تام للقرار 1701« الصادر عن مجلس
الامن والذي وضع حدا للحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان في مواجهة
»حزب الله« الصيف الماضي.
وينص القرار 1701 على انسحاب الجيش الاسرائيلي التدريجي من جنوب لبنان
ونشر الجيش اللبناني مدعوما من قوة الطوارئ الدولية »يونيفيل« المعززة,
وهو ما تم تطبيقه, اضافة الى نزع سلاح الميليشيات في اشارة الى »حزب
الله«.
وحول المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني
الاسبق رفيق الحريري, قال الامين العام للأمم المتحدة »طلبت من الاسد
استخدام نفوذه من اجل ان يتوصل اللبنانيون الى اتفاق«.
وتابع »بحثت مسألة المحكمة بشكل معمق.. وقال بشار الاسد ان على
اللبنانيين ان يقرروا بانفسهم.. لكنه اكد انه سيبذل جهودا لتشجيع
اللبنانيين على التوصل الى توافق وطني«.
ورأى انه »من الانسب ان يتوصل اللبنانيون الى حل«, مضيفا »اذا كانوا
غير قادرين على ذلك, فسيتوجب على الامم المتحدة ومجلس الامن اخذ الامر
في الاعتبار«.
وغادر بان دمشق في ختام زيارة سريعة لسورية وصفها بانها »قصيرة
وبناءة«.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية »سانا« ذكرت ان الرئيس الاسد
والامين العام للامم المتحدة اتفقا على »استمرار التشاور« حول الشرق
الاوسط.
وذكرت الوكالة ان الاسد بحث مع بان »عملية السلام والاوضاع في العراق
وفلسطين ولبنان«.
واكد الاسد »الدور المهم الذي يمكن ان تلعبه الامم المتحدة في شأن
القضايا المطروحة«, لافتا الى ان »سورية مع كل ما يتوافق عليه
اللبنانيون«.
من جهته, نوه بان كي مون ب¯ »جهود سورية المبذولة لمساعدة اللاجئين
العراقيين« الذين تدفقوا الى سورية هربا من العنف في بلادهم.
ثم التقى بان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.
وكان الامين العام للامم المتحدة وصل في وقت سابق اليوم الى دمشق في
اول زيارة يقوم بها لسورية, يرافقه موفد الامم المتحدة الى الشرق
الاوسط تيري رود لارسن وممثله الشخصي في لبنان غير بيدرسن.
وقال مصدر سوري مسؤول عقب المحادثات إن الأمين العام للأمم المتحدة بحث
مع المسؤولين السوريين مسألة »ارسال فريق فني صغير يقوم بجولة على
الحدود اللبنانية من الجانب اللبناني لدراسة احتياجات لبنان الفنية
لتعزيز الرقابة على الحدود لمنع التهريب« وأنه لم يتم التطرق الى مسألة
نشر قوات »يونيفيل« على الحدود.
وحول المحكمة الدولية أشار المصدر السوري الى أن سورية أوضحت ضرورة
إعطاء فرصة للحوار اللبناني من أجل التوافق على نظام المحكمة ذات
الطابع الدولي وأن دور مجلس الامن يجب أن يكون عاملا توفيقيا و ليس
عامل تقسيم.
وأشار المصدر إلى أنه تم أيضا طرح موضوع ترسيم الحدود السورية
اللبنانية وأن سورية أبلغت الأمين العام بموافقتها على البدء بترسيم
الحدود من الشمال الى الجنوب والتزامها بالرسالة التي وجهتها إلى
الحكومة اللبنانية التي اعترفت بلبنانية مزارع شبعا.
وفي الشأن العراقي أكدت سورية للأمين العام أنه »لابد أن يبدأ العلاج
من القيادة العراقية نفسها ومن قمة الرياض وفي هذه الحالة سيشهد العراق
مزيدا من الأمن والاستقرار«.
وقال ديبلوماسي غربي »المحكمة هيمنت على المحادثات التي اجراها بان
وخاصة وان احتمال قيام الامم المتحدة بانشاء المحكمة من جانب واحد أصبح
أكثر ترجيحا«.
وقال ديبلوماسي اخر »زوار كثيرون أبلغوا الرئيس بالفعل سواء عن خطأ أو
صواب بأن اللوم سيوجه الى سورية اذا استمرت هذه المحكمة في مواجهة
عقبات..وسينسب الفضل الى سورية اذا تم تشكيلها بموافقة لبنانية«.
وكان الأمين العام للمنظمة الدولية صرح قبيل زيارته الى دمشق بأن
الزيارة تستهدف طلب مساعدة الأسد في إحلال السلام والاستقرار في لبنان
بالإضافة إلى سعيه للحصول على مساعدة سورية في تطبيق قرارات مجلس الأمن
المتعلقة بنزع سلاح »حزب الله« وإقرار المحكمة ذات الطابع الدولي
لمحاكمة المتورطين في اغتيال الحريري.
و قال بان كي مون اخيرا في مقابلة مع صحيفة »واشنطن تايمز« الأميركية:
»أريد أن أطمئن إلى مدى التزام الأسد في العمل من أجل السلام
والاستقرار في المنطقة, وأنه مستعد للعمل بشكل بناء لإحلال السلام
والاستقرار في لبنان«.
|