تستهدف
تدمير المفاعل والمنشآت الذرية وتراعي حماية
الجيوش المنتشرة في منطقة الخليج
الضربة العسكرية لإيران قبل نهاية
إبريل
كتب - أحمد
الجارالله:
علمت
»السياسة« من مصادر شديدة الاطلاع في واشنطن أن
دوائر
البيت الأبيض بدأت تعد الخطاب السياسي الذي سيلقيه الرئيس الأميركي في
وقت
لاحق من هذا
الشهر حول توجيه الضربة العسكرية القريبة لإيران.
وأضافت المصادر أن
الخطاب
المذكور سيتضمن جميع المبررات والأدلة التي دفعت الولايات المتحدة إلى
اللجوء للخيار العسكري أخيراً بعد أن فشلت جميع المساعي السلمية في حمل
النظام
الإيراني على
تطبيع علاقاته مع المجتمع الدولي, والعمل مع الشرعية الدولية لإشاعة
ركائز
الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
من
المبررات
التي
سيتضمنها الخطاب الرئاسي للضربة العسكرية مساهمة النظام الإيراني في قتل
الجنود الأميركيين في العراق عن طريق ميليشيات فوضوية تدعمها وتغذيها
بالمال
والسلاح
وتشحنها نفسياً بالعوامل الأصولية والغيبية التي تحفز فيها دوافع العدوان
والإرهاب.
كما
يشير الخطاب إلى التدخل السياسي والمخابراتي الإيراني العميق في
الشأن
العراقي الداخلي, وبشكل مكشوف وعلني, بالتعاون مع الحليفة سورية, وكذلك
التدخل في الصومال وإشعال الحرائق في منطقة القرن الأفريقي, وفي
أفغانستان حيث عادت
إليها
الأعمال العسكرية المليشياوية المنتمية إلى حركة »طالبان«, وكذلك التدخل
في
اليمن عن
طريق دعم حركة الحوثيين في صعدة, وكذلك التدخل في لبنان, إضافة إلى
التلويح الدائم بعرقلة الممرات المائية في مضيق هرمز الذي يخرج منه أغلب
نفط الخليج
نحو الأسواق
الآسيوية.
وسيحتوي الخطاب الرئاسي الأميركي, إلى جانب ذلك, الإشارة
إلى
البرنامج النووي الإيراني, وإلى مخاطره على أميركا وأصدقائها في المنطقة,
وذيول
هذه المخاطر
على أوروبا وعدد
من الدول,
خصوصاً أن النظام الإيراني لا يستطيع أحد أن
يتوقع
أعماله, لأنه في العادة يهتم بالمزايدات الداخلية ولا يكترث بمسؤوليته عن
ذلك.
في
هذا الجانب المتصل يتوقع خبراء عسكريون أن يواجه الخطاب الرئاسي
الأميركي بيان إيراني مقابل قد يصدر بعد تلقي الضربة العسكرية يكون
مماثلاً للبيان
الذي أصدره
صدام حسين بعد إخراجه المذل من الكويت عام 1991 والذي برر فيه الهزيمة
بالقول إنه كان يتوقع منازلتهم على الأرض في معارك ميدانية, لكنهم أتوا
إليه من
السماء,
وكذلك سيكون البيان الإيراني مماثلاً لبيان جمال عبدالناصر الذي أصدره
سنة 1967
مبرراً فيه
هزيمته أمام إسرائيل بالقول لقد توقعت أن يأتوني من الشرق فأتوني
من
الغرب.
ولفتت
المصادر أن تحشيد الأساطيل في مياه الخليج سيكون نوعاً من
التمويه العسكري (كامو فلاج) إذ إن ضرب المفاعل والمنشآت النووية
الإيرانية يحتاج
إلى نوع معين
من السلاح سيأتي من أماكن لا تخطر على بال إيران ولا تدخل في
توقعاتها.
إلى
جانب ذلك أكدت المصادر أن الضربة ستتم في غضون هذا الشهر الجاري,
وأن
إيران لن تتعرض إلى اجتياحات عسكرية برية, أي أن الجنود لن يدخلوها حرصاً
على
تجنب الخسائر
البشرية, ونظراً لأن تحقيق الأهداف يمكن أن يتم بأسلحة جو أرض تغني عن
استخدام المشاة, إلى جانب أن الوضع في العراق لن يوظف في هذا الإطار وغير
مطلوب منه
قيادة عمليات
القتال الداخلي المتقدمة عن طريق فرق الكوماندوس المفروض أن تعمل في
عمق
الأراضي الإيرانية.
ومن
المؤكد, كما تقول المصادر إن خطة الضربة وضعت في
الحساب حماية الجيوش الأميركية في الخليج من أي أضرار قد تتعرض لها, وذلك
عبر
استخدام
التكنولوجيا المتقدمة والتي تعتمد في مجملها على الرصد بواسطة الأقمار
الصناعية.
وتلفت
المصادر في جانب آخر ذي صلة, أن الجبهة الداخلية في إيران أصبحت
مهلهلة, وهشة على غرار ما كانت عليه الجبهة الداخلية العراقية أيام صدام
حسين,
ويلاحظ فيها
ارتفاع أصوات المتذمرين, والعاطلين عن العمل, ولعب السياسيين بالنار,
أي
لعبهم غير المحكم مع الكبار, وإساءة تقدير معايير القوة معهم واستخفافهم
بهم,
إلى جانب
الحصار المضروب الذي أثر على الاقتصاد العام.
إن
الجبهة الإيرانية
الداخلية هذه
وبوضعها المتدهور الراهن ستنفجر عند الضربة الأولى, والتي سترى فيها
سبيلاً للخروج من هذا الوضع الصعب الذي خلقه نظام متشدد يؤمن بثقافة
الموت وإعلان
الكراهية على
الآخرين, ويحتاج دائماً إلى الجلبة الداخلية والمعارك الخارجية حتى
يستطيع البقاء, ولو أدى ذلك إلى فناء الشعب الإيراني كله.
تجدر
الإشارة إلى أن »السياسة«
نشرت قبل أشهر أخباراً عن هذه الضربة, وقالت إنها ستتم عبر البحر والجو
بواسطة الأساطيل وحاملات الطائرات المنتشرة في مياه الخليج. |