الأسد:
الإصلاح قناعة داخلية وليس بضغوط خارجية
أردوغان: ما حدث في ليبيا يحدث الآن في سوريا
دمشق – جوني
عبو
نيويورك – علي بردى
العواصم – الوكالات
أكد الرئيس السوري بشار الاسد أمس، ان الاصلاح في سوريا "نابع من
قناعة السوريين" وانه لم يأت نتيجة للضغوط الخارجية، مشدداً على
ضرورة اشراك الجميع في بناء مستقبل البلاد. ولكن مع استمرار
السلطات السورية في قمع حركة الاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام،
ابتعدت تركيا خطوة أخرى عن دمشق، اذ رأى رئيس وزرائها رجب طيب
اردوغان ان الوضع في سوريا شبيه الان بالوضع في ليبيا التي تشهد
حربا اهلية، فيما دفعت ممارسات الحكومة السورية تونس الى استدعاء
سفيرها في دمشق للتشاور لتصير بعد المملكة العربية السعودية
والبحرين والكويت الدولة العربية الرابعة تتخذ خطوة كهذه. وفي مؤشر
لتصاعد القلق من الاوضاع، سحبت الامم المتحدة 26 من موظفيها غير
الاساسيين في سوريا.
الاسد
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" عن الاسد لدى لقائه
اعضاء اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم ان
"الاصلاح في سوريا نابع من قناعة ونبض السوريين، وليس استجابة لأي
ضغوط خارجية". واضاف ان "سوريا ستبقى قوية مقاومة ولم ولن تتنازل
عن كرامتها وسيادتها".
وحضر اللقاء عدد من الكوادر الحزبية في المحافظات وممثلي المنظمات
والنقابات الشعبية.
واوضحت "سانا" انه تخلل القاء "تأكيد اهمية اشراك مختلف شرائح
المجتمع على تنوعها وعلى جميع المستويات في ما يخص ما طرحه الرئيس
في خطابه الذي القاه في 20 حزيران عن النظر في الدستور وصولا الى
تحقيق ما يهدف اليه المواطن السوري بجعل سوريا نموذجا يحتذى في
المنطقة". واشارت الى ان المجتمعين اعتبروا ان "هذا لا يمكن ان
يتحقق من دون اعادة الامن والامان الى المواطن السوري والقضاء على
المظاهر المسلحة بكل اشكالها".
وعقدت اللجنة المركزية للبعث اجتماعا طارئا للتشاور في "الاوضاع
الراهنة" وقالت مصادر سورية شبه رسمية ان "القيادة" اعطت الضوء
الاخضر لتعديل المادة الثامنة من الدستور التي تخول البعث احتكار
ادارة الدولة والمجتمع، مع العلم ان الغاء المادة الثامنة احد ابرز
مطالب الطيف الاوسع من الشعب السوري.
اردوغان
* في اسطنبول، صرح اردوغان في مؤتمر صحافي: "فعلنا ما في وسعنا في
شأن ليبيا، لكننا لم نستطع تحقيق اي نتائج. لذا فقد صار الموضوع
مسألة دولية الآن. لم يحقق القذافي آمالنا والنتيجة كانت واضحة..
والآن يحدث الموقف عينه في سوريا. لقد ارسلت وزير خارجيتي واتصلت
شخصيا مرات عدة كان آخرها قبل نحو ثلاثة ايام عبر الهاتف. وعلى رغم
كل ذلك لا يزال المدنيون يقتلون".
ومعلوم ان اردوغان اتصل اكثر من مرة بالزعيم الليبي العقيد معمر
القذافي بعد نشوب الانتفاضة الليبية في شباط داعيا الى وقف النار
والسماج بانتقال السلطة. وفي حزيران عرض عليه اردوغان ضمانا لم
يحدده اذا غادر ليبيا، لكنه لم يتلق اي جواب. وبعد ذلك، كثفت تركيا
مساعداتها للمعارضة الليبية وزادت شحنات الوقود اليها.
وفي وقت سابق، حذر وزير الخارجية التركي لدى استقباله نظيره
الاردني ناصر جودة، من ان تركيا ستتحرك اذا باتت الاحداث في سوريا
مشكلة اقليمية.
واشنطن
* في لندن، نقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن ناطق باسم
وزارة الخارجية الأميركية، ان واشنطن فرضت على الديبلوماسيين
السوريين طلب الحصول على اذن قبل مغادرة العاصمة الاميركية الى
مناطق اخرى، وذلك رداً على اجراء مماثل فرضته السلطات السورية على
الديبلوماسيين الاميركيين في دمشق.
وقال ان القيود على حركة الديبلوماسيين السوريين سترفع حين ترفع عن
الديبلوماسيين الاميركيين في سوريا. واضاف ان الولايات المتحدة
"تعارض وتحتج بشدة على فرض الحكومة السورية هذه القيود".
من جهة اخرى، أفادت المعارضة السورية مرح البقاعي التي تتخذ واشنطن
مقراً لها، انها تلقت تهديداً بالقتل في رسالة الكترونية من شخص لا
تعرفه قبل يومين من لقائها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري
كلينتون في 2 آب الجاري مع معارضين آخرين هما رضوان زيادة ومحمد
العبدالله.
وقالت ان مكتب التحقيقات الفيديرالي "اف بي آي" يحقق في هذه
الرسالة الالكترونية التي تلقتها الاثنين مجدداً.
مجلس الأمن
ويعقد مجلس الأمن بعد ظهر اليوم جلسة مغلقة عن الأحداث الدامية في
سوريا، يستمع خلالها الى إحاطات من وكيل الأمين العام للأمم
المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو ووكيلة الأمين العام للشؤون
الإنسانية وجهود المعونة الطارئة فاليري آموس والمفوضة السامية
لحقوق الإنسان نافي بيلاي عن التطورات هناك. فيما دعت الممثلة
الخاصة للأمين العام للأطفال والنزاع المسلح راديكا كوماراسوامي
دمشق الى وقف "حمام الدماء" في البلاد.
ولا يتوقع أن يخرج الإجتماع بأي بيان أو قرار، غير أن الجلسة ستتيح
للدول الـ15 الأعضاء تحديد المسار الذي ستتخذه مستقبلاً.
ووافقت الولايات المتحدة على طلب روسيا ودول أخرى عدم عقد جلسة
علنية عن التطورات في سوريا، وكذلك على طلبها عقد الجلسة تحت بند
"الأوضاع في الشرق الأوسط" بدل اقتراح أميركي سابق لعقدها تحت بند
"الوضع في سوريا". ولم تعط البعثة الأميركية الدائمة لدى الأمم
المتحدة أي تفسير لهذا التراجع. غير أن ديبلوماسياً غربياً أبلغ
"النهار" أن "عقد جلسة علنية له سلبيات، منها أنه في حال كهذه يحق
للمندوب السوري الدائم بشار الجعفري طلب الكلام"، مضيفاً أنه "مما
لا شك فيه أن الجعفري كان سيرمي كالعادة تبعات ما على اسرائيل"،
وإذذاك "لا بد من إعطاء المندوب الإسرائيلي رون بروزور فرصة مماثلة
للرد. وهذا ما قد يحول الأنظار الى موضوع آخر غير الموجود على
الطاولة".
وسئل هل من استعدادات لتقديم مشروع قرار جديد ضد دمشق، فأجاب أنه
"من المبكر الآن تحديد توجه كهذا. لكن الأوضاع على الأرض أولاً،
والمناقشات في المجلس ثانياً، ستحدد الخطوات التالية، ومنها امكان
اعداد مشروع قرار". ورجح أن يعقد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
في جنيف جلسة جديدة الإثنين المقبل في شأن الأوضاع في سوريا،
لافتاً الى أن "دولاً عربية شاركت في طلب هذا الإجتماع". كذلك تحدث
عن "مناقشات" تجري حالياً بين السلطات السورية والأمم المتحدة
للسماح بدخول بعثات دولية لتقويم الأوضاع الإنسانية في سوريا.
وهذا ما أكدته بالفعل آموس التي أبلغت "النهار" أنها "طلبت من
السلطات السورية سماحاً غير مشروط بدخول سوريا كي نتمكن من اجراء
تقويم مستقل لما يجري على الأرض". وأملت أن "نكون قريبين من نقطة
أن مهمة ستتمكن من الدخول"، على أن تكون "الأولوية" لـ "المناطق
حيث هناك تقارير عن قتال".
وفي بيان وزعته الأمم المتحدة بعنوان "كوماراسوامي تدعو السلطات
السورية الى وقف حمام الدماء"، قالت الممثلة الخاصة: "لدينا
ادعاءات موثوق بها عن أطفال يقتلون أو يجرحون في العمليات الأمنية
ضد المدنيين في سوريا... لدينا ادعاءات أيضاً عن أطفال تعذبهم
القوى الأمنية". وأكدت أن "على الدول الأعضاء واجب حماية الأطفال
في أي عملية للجيش أو الشرطة وأدعو السلطات السورية الى الوفاء
بواجباتها". |