حزب
الله: الحائط المسدود
الثلاثاء, 19 يونيو 2012
كتبها علي حماده
لم يعد
السؤال هل يسقط نظام بشار الاسد بل متى وكيف ؟ ولم يعد السؤال هل
يمكن داعمي الاسد الايرانيين والروس ان يغلبوا النظام على الشعب
السوري؟ بل كيف يخرجون بالحد الادنى من الخسائر التي سيتكبدونها مع
سقوطه؟ ولم يعد السؤال هل من حل سياسي لانتقال السلطة سلميا؟ بل هل
يهرب بشار والبطانة من البلاد ام يقاتل حتى النهاية؟
هذه الاسئلة الحقيقية هي التي تمليها الوقائع على الارض في سوريا
على رغم حجم القتل والتدمير والتعذيب الممارس من النظام ضد الشعب.
فالقوة العسكرية التي يملكها بشار ما عادت كافية لانقاذ النظام.
وكما سبق ان قلنا قبل ستة اشهر فإن النظام يحتاج إلى قتل خمسين
سوريا يوميا واجتياح ثلاث او اربع مدن وبلدات لا ليربح المعركة بل
ليتفادى السقوط. اما الآن فإنه يحتاج الى مئات القتلى يوميا والى
حرب مفتوحة على مدار الساعة بكل انواع السلاح وصولاً الى الطيران
كي لا يسقط. وانحسار سيطرته على الارياف والمدن المتوسطة انتقل الى
المدن الكبرى مثل دمشق وحلب حيث الارض تهتز وتغلي من دون انقطاع.
وكما روى لي احد القادة الفلسطينيين العارفين بالداخل السوري، فإن
العاصمة دمشق ستفيق ذات يوم لم يعد ببعيد وقد غطتها معارك الشوارع
من اقصاها الى اقصاها إيذانا بسقوط النظام.
ايران قادرة على الدعم لكن ضمن حدود. فالسلاح ليس هو المطلوب ولا
المقاتلون بل ان ما ينقص بشار وبطانته هو البيئة الشعبية المؤيدة
والحاضنة. اما "حزب الله" فلا وزن له في معادلة سورية داخلية. واذا
كان اللبنانيون يخشون سلاحه فإن الثوار في سوريا لا يخشونه ولا
يقيمون له الوزن الذي يدعيه الحزب، خصوصا اذا ما ادركنا ان الثورة
باتت قادرة على حشد عشرات الآلاف من المقاتلين مع تحسن ملحوظ في
نوعية التسليح.
أما روسيا فهي على وشك خسارة جديدة في المنطقة لانها تعجز عن
ابتكار سياسات خارجية خلاقة وعصرية. ففي موسكو يستنسخون مرحلة
بريجنيف مع فارق جوهري هو ان روسيا ما عادت دولة كبرى سوى
بترسانتها النووية.
و بالعودة الى "حزب الله" في لبنان، وبالاشارة الى ما يروج له من
سيناريوات امنية وعسكرية، يمكن الحزب ان ينفذها للسيطرة على لبنان
ميدانيا، فإن افضل ما يمكن هذا الحزب ان يفعله راهنا هو التفكير
الجدي بالعودة الى مشروع اللبننة، ليس على قاعدة التحايل من اجل
نسف صيغة البلاد وميثاقها الوطني كما اقترح السيد حسن نصر الله
عندما طرح تشكيل هيئة وطنية تأسيسية، بل من خلال تصفية جناحه
العسكري والامني والانخراط بالدولة في اطار الميثاق الوطني القائم
(الطائف) والتسليم نهائيا بالصيغة الراهنة.
نقول هذا لأننا لن نعطي "حزب الله" مكاسب سياسية غير منطقية وغير
مقبولة وقت وصل هو الى حائط مسدود على كل الصعد بدءا من سوريا
وصولا الى المحكمة الخاصة بلبنان، ومرورا بتصنيفه منظمة "ارهابية"
وملاحقته في معظم بلدان العالم |