المجمع الماروني: التاريخ انتج مفاعيل موهنة للمسيحيين دينيا
واجتماعيا الكنيسة منغرسة في هذا
المشرق ولا تستجدي حق وجودها فيه
19/10/2004
|
فتقا من حبيب شلوق:
|
البطريرك
صفير في مقدم الحضور في المجمع البطريركي في فتقا أمس. |
عشرات البنود في الملف الاول من الدورة الثانية للمجمع البطريركي الماروني
المنعقد في دار سيدة الجبل، اقرها المجمعيون امس بالتصويت في خمس جلسات
صباحية ومسائية، وكلها في الملف الاول، وعنوانه هوية الكنيسة المارونية
ودعوتها ورسالتها . وبند واحد سقط في التصويت وسيصار الى ادخال تعديلات عليه،
وهو يتعلق بالرهبانيات. اما البنود التي اقرت، فمعظمها ذو طابع وطني، وتخطى
عدد المؤيدين ثلثي عدد الناخبين. وهي اكثرية تحدث عنها القاضي انطوان خير في
مداخلة، واكد فيها ان الاكثرية هنا هي بالنسبة الى عدد المقترعين، لان لا
وجود لنص يحدد خلاف هذا المبدأ ، مشيرا الى ان الاصوات اللاغية لا تحسب في
ضمن مجموع المقترعين.
بدأت الجلسة الثانية في الثامنة والنصف صباحا برئاسة البطريرك الماروني
الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، في حضور مطارنة الطائفة في لبنان وبلدان
الانتشار، وممثلين للطوائف المسيحية، والسيد نبيه الاعور ممثلا مشيخة عقل
الطائفة الدرزية. وحضر 150 عضوا في المجمع من اصل 185.
وبعد صلاة الصباح، اعطى الامين العام للمجمع المطران يوسف بشارة والامينان
العامان المساعدان الاب العام خليل علوان والخوري ريشار ابي صالح تعليمات
عامة عن طريقة قراءة النصوص واعمال التصويت، ثم قدم الاب بولس روحانا للنص
الاول وعنوانه هوية الكنيسة المارونية ودعوتها ورسالتها ، فتحدث عن المراحل
الاساسية للنص بين الدورة الاولى والدورة الثانية ، ثم عن هيكلية النص الحالي
ومضمونه في خطوطه الرئيسة ، وعن منهجية كتابة النص.
كذلك تلا الاب
روحانا النص الثاني عن هوية الكنيسة المارونية ودعوتها ورسالتها ، وتضمن
مقدمة وخمسة فصول هي:
1
كنيسة انطاكية سريانية ذات تراث ليتورجي خاص:
وجاء في البند 8 من النصوص التي تم التصويت عليها بغالبية ملحوظة (97,18%):
8 امتازت
الكنيسة الانطاكية منذ نشأتها بعيش الوحدة في الايمان والشركة ضمن اطر
التعددية التي وسمت شعوب هذه المنطقة من خلال تنوع الحضارات والثقافات
واللغات. وقد اكسبت هذه التعددية الكنيسة الانطاكية خصبا روحيا وفكريا وغيرة
رسالية، امتازت بها عن سائر الكنائس. وان التراث المسيحي الانطاكي يعتبر الى
يومنا هذا، من اغنى التراثات واعمقها. وقد كان له الاثر الكبير في تاريخ
الكنيسة وحياتها، وبنوع خاص طوال القرون الستة الاولى، اذ اتاح للاهوت
المسيحي ان يعبر عن ذاته عبر تيارين حضاريين، تفاعل احدهما بالاخر
وتداخلا:
التيار الارامي السرياني والتيار الهليني. وكان التيار الارامي
طاغيا في المدن الداخلية والارياف في حين ان التيار الهليني سيطر على بعض
المدن الساحلية .
2 كنيسة خلقيدونية:
اقرت كل بنود هذا الفصل وهي اربعة.
3 كنيسة بطريركية ذات طابع نسكي ورهباني:
اقر 17 بندا من هذا الفصل بينما سقط بند واحد هو البند 25 المتعلق
بالرهبانيات، اذ نال 61,47 في المئة من اصوات المقترعين، وسيتم تعديله. وهنا
نص هذا البند:
25 وقد حظي هذا التحول (الرهباني) في حينه برضى البطريركية المارونية. وتفسير
ذلك من وجهة لاهوت الكنيسة يعود الى وعي الموارنة المتزايد، اكليروسا وشعبا،
ان كنيستهم البطريركية هي جزء من الكنيسة التي يرعاها اسقف روما، خليفة بطرس،
بما له من اولية فعلية على الكنيسة جمعاء، هي استمرارية لاولية بطرس على
الرسل والكنيسة الاولى. اما اليوم، وفي ضوء لاهوت الشركة على صعيد الكنيسة
المحلية والجامعة، ومفهوم الكنيسة ذات الحق الخاص ، وفق المجمع الفاتيكاني
الثاني ومجموعة قوانين الكنائس الشرقية، فيتبين ان وجود رهبانيات مارونية ذات
حق حبري ، رجالية ونسائية، لا يتعارض مع هذا اللاهوت وحسب، بل يضعف وحدة
الكنيسة البطريركية المارونية وروح الشركة بين ابنائها. وفي هذا السياق تطرح
مسألة انخراط تلك الرهبانيات في الهيكلية البطريركية التي تشكل واسطة الشركة
الكنسية بين الكنيسة المارونية، اكليروسا ورهبانا وراهبات وعلمانيين، والكرسي
الرسولي الروماني .
4 كنيسة في شركة تامة مع الكرسي الرسولي الروماني:
اقرت في هذا الفصل ستة بنود وراوحت نسبة التصويت عليها بين 82,43 في المئة،
و96,19 في المئة.
5 كنيسة متجسدة في بيئتها اللبنانية والمشرقية وفي بلاد الانتشار.
أقر في هذا الفصل 13 بندا، وراوحت نسبة التصويت عليها بين 88 في المئة و95,71
في المئة. ومن ابرز بنودها البند الرقم 38، وهنا نصه:
38 وبالعودة الى ارتباط الموارنة بلبنان، الارض والتراث، تتضح لنا دعوة
كنيستنا الام ورسالتها التي تميزت بها عبر تاريخها الطويل. فعلى هذه الارض
اتسمت بتعدّيدتها اللافتةـ، ان على الصعيد المسيحي او على الصعيد الاسلامي،
سعت كنيستنا المارونية، مع من ارتضى مشاركتها السعي نفسه، ان تكون صاحبة
رسالة محورها الإنسان، اي انسان، وقد صاغتها من وحي ايمانها الرسولي. فكانت
تلك الرسالة في معظم الاحيان انتفاضة من اجل بناء مجتمع يؤمن بكرامة الاسنان،
ويحفظ حقه في الاختلاف الديني والثقافي شهادة للحرية، ويصون حقوقه السياسية
الاساسية. وقد تكللت تلك المسيرة باعلان دولة لبنان الكبير سنة 1920، التي ما
لبثت ان اصبحت جمهورية مستقلة سنة 1943. وقد كان للطيب الذكر المثلث الرحمة،
البطريرك الياس الحويك دور ريادي في ذلك. ولم تشأ البطريركية المارونية لبنان
يوما وطنا مسيحيا، بل وطنا لجميع ابنائه، يعيش فيه المسيحيون والمسلمون معا
على قدم المساواة، وفي احترام متبادل. ولعل اصدق عبارة عن هوية لبنان
الحقيقية هي تلك التي اطلقها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني حين قال: ان
لبنان هو اكثر من بلد، انه رسالة حرية، ونموذج تعددية للشرق وللغرب . وليس من
المغالاة او من باب الافتخار القول ان للبطريركية المارونية دورا طليعيا في
ان يكون هذا الوطن التعددي رسالة. وإذ يرتفع لبنان الرسالة الى هذا المستوى
الانساني الشامل، فان مجمعنا يحث جميع الموارنة على مواصلة الشهادة لهذه
الرسالة في اوطانهم المختلفة، وذلك في اتحاد وثيق بكنيستهم البطريركية التي
احتضنت هذه الرسالة، احتضان ام لطفلها، وهي ترجو له ان ينمو حتى يبلغ القامة
التي توافق كمال المسيح (افسس 4/13) .
كذلك يتضمن
البند 46، حديثا عن المسكونية و استعادة الوحدة ، ويضيف: (...) يعرض مجمعنا
بعض الاقتراحات والتوصيات في هذا الشأن علها تسهم في تنظيم العمل المسكوني في
كنيستنا وتنشيطه ضمن النطاق الانطاكي وفي بلاد الانتشار. وعلى هذا الامل، يحث
مجمعنا المسؤولين عن كليات ومعاهد اللاهوت والعلوم الدينية على ان يولوا
التنشئة المسكونية اهتماما خاصا بحيث تعطى الدروس اللاهوتية الاكليريكيين
والرهبان والراهبات والعلمانيين بروح مسكونية ، فيتدربون على البحث الرصين عن
الحقيقة بموضوعية وحب للكنيسة، آخذين في الاعتبار اهم النتائج التي توصلت
اليها الحوارات المسكونية الرسمية وغير الرسمية، ولا سيما منها تلك التي
تتعلق بكنائسنا الشرقية. ففي تلك الكليات والمعاهد يتم اعداد من سيتسلمون
مهمة الرعاية في الكنيسة ونشر التعليم المسيحي فيها، ومن سيختارون ايضا
للمشاركة في لجان الحوار اللاهوتية المحلية والاقليمية والعالمية بعد ان
يكونوا قد اتموا تنشئتهم العلمية. في هذا السياق ينوه مجمعنا بالدور المسكوني
المميز الذي تقوم به رابطة كليات ومعاهد اللاهوت في الشرق الاوسط (Atime)
التي تعمل بالتنسيق مع مجلس كنائس الشرق الاوسط على صعيد تفعيل التعاون
العلمي بين العمداء والاساتذة والطلاب. فانه بفضل تلك الرابطة تتحول تلك
المؤسسات الى واحات بحث وحوار لتعزيز الامور المشتركة بين الكنائس ومعالجة
تلك التي ما زالت موضوع خلاف بينها، وذلك يؤول الى بلورة مسكونية محلية
ومشتركة تسهم في تعزيز الحضور المسيحي في الشرق الاوسط حيث نكون مسيحيين معا
او لا نكون . ويوصي مجمعنا القيمين على مؤسسات التنشئة اللاهوتية في كنيستنا
متابعة العمل من اجل استعادة التراث الانطاكي المشترك ليكون المصدر الاساس
للتجدد اللاهوتي والروحي والليتورجي لابناء كنيستنا في النطاق الانطاكي وفي
بلاد الانتشار .
النص الثالث
ثم قدّم الدكتور يوسف كمال الحاج للنص الثالث وعنوانه حضور الكنيسة المارونية
في النطاق البطريركي وعلاقتها مع العالمين الاسلامي والعربي ، وتلا النص،
وفيه مقدمة وفصلان.
وجاء في البند الثاني في المقدمة:
2 لقد جاهرت كنيستنا، مع اخواتها الكنائس الانطاكية الكاثوليكية، بأن
المسيحيين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسلمين، كما ان
المسلمين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسلمين، كما ان
المسلمين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسيحيين. ومن هذا
المنطلق، فنحن مسؤولون بعضنا عن بعض امام الله والتاريخ .
ونال البند الثالث اكبر نسبة في التصويت بلغت 98,04 في المئة وفيها حديث عن
النطاق البطريركي ونشوء المسيحية قبل الاسلام والمارونية مع نشوء الاسلام.
1 الكنيسة المارونية بصفتها حضورا في النطاق البطريركي الانطاكي:
اولا نشوء الكنيسة المارونية في النطاق البطريركي الانطاكي: وفي هذا الجزء
تسعة بنود اقرت جميعها ولو بنسب متفاوتة تراوح بين 70,8 في المئة و88,5.
ثانيا حضور الكنيسة المارونية ضمن النطاق البطريركي في ضوء هويتها: وفي هذا
الجزء خمسة بنود. وجاء في البند 16 الذي نال اكثرية واضحة 96,08 في المئة:
16 وانطاكية كنيستنا تعني حضورها الحي في المشرق العربي كله حضورا يتسم
بالاصالة المسيحية من جهة، لان كنيستنا منغرسة في هذا الشرق ولا تستجدي حق
وجودها فيه، ويتسم بالانفتاح الحر على مصير شعوبه من جهة اخرى، لان الكنيسة،
كما يقول طقسنا الليتورجي، هي بنت الشعوب . ان حضورنا هو، على غرار انطاكية،
المدينة الاولى التي سمينا فيها مسيحيين، بولسي في نشدانه اصالة الينبوع
الواحد مع الانفتاح الحر على افضل واصدق ما في التنوع، وبطرسي في سعيه الى
تعدي ثنائية الشرق والغرب في القضايا الكبرى وصولا الى التزام الجميع في
المسيرة الواحدة نحو الحقيقة .
كذلك جاء في البند 17:
17
اما
سريانية كنيستنا، المتكاملة مع عربيتها، فتحيلنا الى حضور ثقافي سحنته سامية
ومرماه انساني من فوق اطار الشعب الواحد. وهو حضور يغتذي في اصوله ومبادئة
الروحانية واللاهوتية والفلسفية من تراث آرامي هلليني عريق يعود الى آباء
الكنيسة، ومن مسيرة حضارية خلاقة عربية اللسان تعود الى اوائل الالف
الثاني وتتألق ابتداء من بدايات القرن السادس عشر. ونعي ان السريانية
الثقافية توطد انتماء كنيستنا الى عائلة الكنائس السريانية التقليد من فوق
فوارق النظر اللاهوتي، بينما ترسي عربيتها الثقافية رسوخها في البيت العربي
من فوق فوارق التشكل السياسي والاجتماعي لاوطانه .
ثالثا: حضور الكنيسة المارونية ضمن النطاق البطريركي الانطاكي في ضوء
رسالتها: وهو جزء يتضمن اربعة بنود، اقرت، وفي البند العشرين منها حديث عن
المسكونية جاء فيه: (...) انها المسيرة الملحة نحو اعادة توحيد الكنائس
الانطاكية في كرسي بطريركي واحد ضمن احترام كامل لخصوصية جميع التراثات
الكنسية الانطاكية .
2 دعوة الكنيسة المارونية في علاقتها بالاسلام في العالم العربي:
ويتضمن هذا الفصل 69 بندا، (3 اجزاء) اقر منها 68 بندا بأكثرية واضحة فيما
سقط بند واحد هو البند 77.
اما الاجزاء الثلاثة فهي:
اولا خبرة الماضي الماروني الاسلامي في ضوء ثوابت التاريخ:
وجاء في البند 26 من هذا الجزء:
26
مرت العلاقة المارونية الاسلامية عبر التاريخ بفترات صدام وازنتها فترات
انفراج، شأنها في ذلك شأن العلاقة المسيحية الاسلامية عموما. فانكفاء بعض
الشعب
الماروني عن بيوته وسهوله الخصبة
في سوريا الثانية الى جبال لبنان الوعرة كان، في منحى كبير منه، هربا من
وضعية دونية في ظل الحكم الاسلامي الناشئ لا محل فيها لحرية كاملة في عيش
الايمان المسيحي. صحيح ان نظام الذمة الاسلامي كان تسامحيا نسبة الى معايير
عصره، الا ان التاريخ اثبت انه انتج مفاعيل موهنة، ومذلة، ومفنية للمسيحيين
على الصعيدين الديني والاجتماعي في المدى الطويل .
وجاء في البند 29:
29 وبقيت العلاقة المارونية الاسلامية متأرجحة في الحقبة العثمانية. وتعرض
الموارنة، في هذه الفترة الطويلة من تاريخهم، لشتى الانتكاسات المريعة، كفتن
1840 1860، التي ادت الى ابشع المجازر بحق المسيحيين في لبنان وسوريا. وقد
ساهم الجور التركي في اثناء الحرب العالمية الاولى، مضافا الى المجاعة، في
افناء ثلث الموارنة تقريبا. وتعرض المسيحيون الاخرون، كالاشوريين والارمن،
مجازر رهيبة على يد بعض المسلمين في نهايات القرن التاسع عشر ومطالع القرن
العشرين. ولئن حدثت ايضا مجازر اخرى لا تقل هولا ذهب ضحيتها مسلمون على يد
مسلمين، كالاكراد على يد الاتراك، فان بشاعة المجازر من حق المسيحيين هي التي
حفرت هوة عميقة بين الوجدانيين الجماعيين المسيحي والاسلامي. ثم جاءت الحرب
اللبنانية الاخيرة في الفترة الحديثة (1975 1990)، مع كل ويلاتها ومجازرها
المنكرة، لتضع على المحك مصير التجربة الوفاقية اللبنانية، التي يرى فيها
كثيرون التلاقي الانجح بين المسيحية والاسلام في الشرق العربي، وربما ايضا
على مستوى العالم الارحب .
وتحدث البند 35 عن النهضة العربية، وجاء فيه:
35 مهدت هذه النهضة العربية المارونية المدهشة الطريق امام عصر النهضة في
العالم العربي الواسع، الذي ابتدأ مع حملة بونابرت الى مصر عام 1798. وساهم
الموارنة، والمسيحيون عموما، مساهمة رائدة في هذا الشق الثاني من النهضة،
فاسسوا في مصر الصحافة العربية، والمسرح العربي، وادب الرواية التاريخية،
والشعر الحر، والسينما. كما اطلقوا الصناعات والبنوك، فكان لهم دور رائد في
تعزيز الاقتصاد المصري .
وجاء في البند 40 الذي اقر:
40 النموذج اللبناني قائم على شركتين بين مسيحييه ومسلميه: شركة الثقافة
وشركة المصير. الاولى عمادها التزام مركزية اللغة العربية، والثانية قوامها
التزام نهائية الوطن اللبناني .
وفي الاولى بعد الظهر، رفعت الجلسة الى الرابعة ثم استؤنفت واقر ما تبقى من
بنود في الجزء الثاني والثالث وهما:
ثانيا حاضر العلاقات المسيحية والاسلامية ضمن النطاق الانطاكي في المنظور
الماروني من حيث الحقائق والمتطلبات:
1 الحقائق الجديدة في العلاقات المسيحية الاسلامية المعاصرة ضمن النطاق
الانطاكي.
2 المتطلبات الجديدة في العلاقات المسيحية الاسلامية المعاصرة ضمن النطاق
الانطاكي.
3 المعوقات المتبقية في العلاقات المسيحية الاسلامية المعاصرة ضمن النطاق
الانطاكي.
و سقط في الجزء الثاني من هذا الفصل البند 77، المتعلق بالزيجات المختلطة، اذ
نال نحو 56 في المئة علما ان اقراره يتطلب 66,6 في المئة. وهنا نص هذا البند:
77 ومن المعوقات الاخرى التي تثير التحفظات في وجه التقارب الاسلامي المسيحي
مسألة الزيجات المختلطة، والنظرة المختلفة لدى الدينين الى حقوق طرفي الزواج
عند قيامه، واثناءه، وعند انحلاله. ومعروف ان الاسلام لا يسمح لمسلمة بالزواج
من مسيحي، وإن كان يسمح لمسلم بالزواج من مسيحييه. وحتى في الحالة الاخيرة،
فأن الزوجة تجد نفسها مقصاة حكماً من ميراث زوجها بسبب اختلاف الدين، كما ان
الأم تجد صعوبة فائقة، بل مستعصية، في الحصول على حق حضانة اولادها عند
أنحلال الزواج، وهذا ما قد يثير المرارة ويؤجج البغضاء بين الطرفين. ونحن لا
نجد في المسيحية تحريمات شرعية مماثلة لما تقدم. رغم كل ذلك، فإن الزيجات
المختلطة يمكنها ان تشكل مواقع لقاء حسن بين اهل الدينين اذا احسن الشريكان
عيش الانفتاح الواجب على مقتضيات ايمانيهما وتصديا للتعقيدات المستجدة بحكمة
ومحبة.
ثالثا مستقبل العلاقات المسيحية الاسلامية في البيت الانطاكي العربي، وهو جزء
تضمن 11 بندا اقرت جميعها.
واليوم يتابع المجمع البطريركي اعماله، ويناقش ملف الكنيسة المارونية في
انتشارها العالمي ، ثم تبدأ مناقشة الملف الثاني عن التجدد الراعوي والروحي
في الكنيسة المارونية .
وكانت اللجنة الاعلامية المجمعية، اصدرت بعد الظهر البيان الصحافي الاول عن
اعمال المجمع تلته الزميلة كارول داغر، ولخصت فيه اعمال جلستي الصباح. |