الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد... 

حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية

صدر عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية، البيان التالي:

قوّة الحقّ وحقّ القوّة.

في ٥ أيّار ٢٠١۳.
تمكّن نظام الأسد من حكم لبنان وسوريا عشرات السنين ليس لأنه كان عملاقاً بل لأن أخصامه كانوا أقزاماً، ومن لعب دورٍ أكبر من حجمه ليس بفعل دهائه وبطشه فحسب، بل أيضاً بفعل مواقف الدول الغربية وعلى رأسها الإدارة الأميركية التي تميّزت بقصر النظر حيناً والمراوغة حيناً آخر والميوعة أحياناً كثيرة متخلّية بذلك عن دورها المفترض في حماية قيَم الحرّية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي تتباهى بها في كل ظرفٍ ومناسبة، ومُفسحة المجال أمام هذا الديكتاتور ليستبدّ بالشعبين اللبناني والسوري من دون حسيب أو رقيب وعلى مدى أربعة عهود.

أثناء احتلاله للبنان إستباح الأسد كل المحرّمات، فألغى الحرّيات العامة ومزّق الحياة الديمقراطية العريقة في بلادنا، وعطّل المؤسسات الدستورية، وقتل من قتل وهجّر من هجّر ودمّر كل ما وصلت إليه يداه المجرمتان، ... كل هذا حدث في ظل صمتٍ دولي فاجر وصادم، أو قُل تواطؤٍ سافر معطوف على دجل مفضوح، مثال على ذلك، ظلت الإدارة الأميركية ومعها جوقة العالم الحُرّ تردّد كل يوم وعلى مدى ثلاثين عاماً من عُمر الإحتلال المعزوفة ذاتها: "نحترم سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه" فيما كانت راجمات الصواريخ تدكّ المنازل اللبنانية على رؤوس الأهالي!!! والأسد يختار رؤساء الجمهورية ويمدّد لهم على مزاجه وهواه!!

المشهد ذاته يتكرّر في سوريا اليوم ولكن على نطاق أوسع وبوتيرةٍ أسرع نظراً للجؤ النظام إلى استخدام أسلحة أشدّ فتكاً في قتل شعبه من تلك التي استخدمها في لبنان متجاوزاً كل الخطوط الحُمر التي رسمتها الأعراف الدولية.

ولكي لا يثير حفيظة المجتمع الدولي إعتمد الأسد أسلوب العنف المتدرّج، فبدأ بالسلاح الخفيف ثم المتوسط ثم الثقيل وصولاً إلى السلاح الكيماوي الذي اعتبرته الإدارة الأميركية خطاً أحمر، ما يعني ضمناً ان قتل الشعب بالأسلحة التقليدية كالمدافع وراجمات الصواريخ وسلاح الجو بقنابله الفراغية والعنقودية وبراميله المتفجّرة وصواريخ السكود البالستية هي خط أخضر!!!

ان هذه المواقف التي تنطوي على استغباء عقول الناس والإستخفاف بحياتهم تثبت مرةً جديدة ان الركون إلى المجتمع الدولي وخاصةً العالم الحُرّ أمرٌ غير مضمون النتائج، سيّما وان هذا الأخير ما زال يتباطأ في تزويد المعارضة السورية بأسلحة متطورة تُوازن ترسانة النظام الهائلة بحجة التخوّف من وصولها إلى الأيادي الخطأ. وهنا نسأل السيّد أوباما وشركاءَه بإسم الأحرار في لبنان وسوريا: هل ان ترسانة الأسلحة الموجودة في حوزة النظام بما فيها أسلحة الدمار الشامل ومخزون المواد الكيماوية السامة هي في أيادٍ أمينة؟؟؟ هل ان هذا النظام الذي رعى الإرهاب على مدى أربعين سنة وصدّره إلى البلدان القريبة والبعيدة، يقلّ خطورة عن جبهة النصرة وغيرها من المنظمات المتطرفة؟؟؟ ألم تكن هذه المنظمات وأخواتها تعمل تحت أمرته في تنفيذ سياساته الأرهابية في لبنان والعراق والأردن وغيرها قبل ان تنقلب عليه بعد اندلاع الثورة السورية؟؟؟ ان أكثر الناس طَرَشاً هو من لا يريد أن يسمع، يقول المثل الفرنسي.

والآن وبعد أن تجاوز الأسد الخط الأحمر الذي حدّده له الرئيس الأميركي وقام باستخدام أسلحة كيماوية بحسب ما أكدته عدّة مصادر رسمية موثوقة، يحاول هذا الأخير التملّص من تعهداته عِبر التشكيك بواقعة إستخدام هذه الأسلحة، والإدعاء بانه لا يعرف حتى الآن من إستخدمها ومتى وكيف، وانه قد أمر بإجراء تحقيق قوي ـ لاحظ قوي ـ لكشف الحقيقة، وكأنه يوجد أشكال متعدّدة ومتنوّعة من التحقيق!!!

المهم ان نبرة الرئيس أوباما بدأت ترتفع في اليومين الأخيرين، وبدأ يتحدّث عن تغيير قواعد اللعبة ورفع الحظر عن أسلحة قتالية ينوي إرسالها إلى المعارضة، ولكن ما نخشاه أن يكون هذا الموقف الجديد مجرّد رسالة تهويل موجّهة إلى روسيا وحليفها الأسد هدفها الأول الضغط على هذا الأخير لمنعه من تكرار استخدام الموادْ الكيماوية تجنباً لإحراج الإدارة الأميركية والطعن بمصداقيتها أمام الرأي العام الأميركي والعالمي فيما هي محرجة أصلاً في موضوع الملف النووي الإيراني، وهدفها الثاني تحسين موقعها التفاوضي قبيل اللقاء المرتقب بين الرئيسين أوباما وبوتين في محاولة لإقناع هذا الأخير بضرورة رحيل الأسد كمدخل لأي حل سلمي للأزمة السورية.

الأيام أو الأسابيع القادمة ستكشف حقيقة النوايا والمواقف تجاه هذه المأساة ـ الوصمة على جبين المجتمع الدولي كما وصفها الرئيس أوباما متجاهلاً انه يتحمّل قسطاً وافراً من مسؤولية استمرارها وتفاقمها وانتشار خطرها على المنطقة بكاملها.

وبالمناسبة نكرّر إعجابنا بهذه الثورة العظيمة وبالإنجازات الرائعة التي حققتها حتى الآن بالرغم من يُتمها وإمكانياتها التسليحية المتواضعة وتواطؤ الجميع عليها. ويقيننا انها ستنتصر في نهاية المطاف لأن قوّة الحقّ أقوى من حقّ القوّة.


لبَّـيك لبـنان
اتيان صقر ـ أبو أرز

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها