عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

لمنظمات الآرامية ترسل في 29-8- 2007 مع الاساقفة في العراق، رسالة إلى الحكومة العراقية لأجل مساعدة الشعب الآرامي.
رقم: 2007-08-29/17
العراق، بغداد: 19 آب 2007
الرسالة ارسلت الى رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس جلال الطالباني وزير الخارجية حوسيار زيباري.
الآراميون في منظمة ارام – نهرَيم
 المنظمة الآرامية الديمقراطية.
نيافة مار سويريوس جميل حواء، مطران أبرشية بغداد والبصرة
نيافة مار غريغوريوس صليبا شمعون،
مطران أبرشية الموصل وتوابعها
نيافة مار طيماثيوس موسى شاماني مطران أبرشية مار متى
 
 
موضوع:
1: طلب إدراج الآراميين المسيحيين السكان الأصليين في دستور العراق.
 2: موقفنا بشأن ما يسمى ب "الملاذ الآمن" للمسيحيين.
3: مساعدة لحماية شعبنا على البقاء في العراق.
 
للسيد الشريف نوري كامل المالكي
رئيس وزراء جمهورية العراق
منطقة جرين زون
بغداد، العراق
 
معالي الوزير:
 
نحن الآراميون في منظمة آرام-نَهَرَيم: وهي منظمة دولية وثقافية، تهتم بحقوق الإنسان للدفاع عن مصالح السكان الأصليين اي الآراميين المسيحيين في جميع أنحاء العالم (وينبغي عدم الخلط مع الأرمن) شعب البلاد ما بين النهرين الذي كان موجودا في مهد الحضارة منذ آلاف السنين. هذا الشعب القديم سامي (سام ابن نوح)، والآن منقسم إلى عدة طوائف ومنتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويبلغ حوالي ثمانية ملايين شخصا في جميع أنحاء العالم.
 
الاساقفة الثلاثة من الكنيسة الأرثوذكسية السريانية الأنطاكية في العراق يكتبون لكم هذه الرسالة جنبا الى جنب ومع المنظمة الآرامية الديمقراطية (Ardo) ومنظمة ارام- نَهَرَيم لكي تشعرون مع السكان الأصليين اي الشعب الآرامي المسيحي في العراق، ويطلبون منكم مساعدة مخلصة لإدراجه في الدستور العراقي الجديد. وثانيا، نود أن نقدم وجهات نظرنا بشأن ما يسمى ب"الملاذ الآمن" للمسيحيين كما اقترح بعض الناس. وأخيرا نطلب مساعدتكم لحماية شعبنا على البقاء في العراق.
 
من أجل أن نقدّم شعبنا لكم باختصار، لدينا لمحة شاملة جاهزة وتاريخية عن الآراميين السكان الأصليين من بينهم شهادات المؤرخين الرائعة لكل من الكنيسة السريانية الأنطاكية الغربية والشرقية. وهذه اللمحة التاريخية تناقش بموضوع منشأ الآراميين في تسمية الطوائف المختلفة، اليوم، الآراميون يحملون أسماء غريبة بسبب تدخل المبشرين الغربيين في القرن السادس عشر والتاسع عشر.
 
معالي الوزير، كما انه ربما من المعروف لكم، الآراميون، السكان الأصليون، قدموا مساهمات كبيرة لحضارات العالم، ولا سيما من خلال اللغة الآرامية، التي تحدث بها إبراهيم وموسى والرب يسوع المسيح. وربما هذا هو أفضل تلخيص الذي لخصه الباحث البارز سيبسطيان بروك في جامعة أوكسفورد ويقول: "... ليس هناك من ينكر أن الأبجدية الآرامية البسيطة، المركبة من اثنين وعشرين حرفا، لها تأثير غير عادي للغاية على تطوير نُظم كتابة الأبجدية في جميع أنحاء العالم.
وبالفعل، صعب جدا تصور ثقافة البشرية والعلوم كيف كانت تمكن ان تتم من دون أن... " [1].... لذلك من دون شك هذه التقدمة هي واحدة من أعظم الهدايا من الآراميين لثقافة العالم. [2]
وللأسف، فإن مساهمة الشعب الآرامي لحضارة العالم غير معترفة في الدستور العراقي الجديد، لأنهم مستبعدون منه في الوقت الراهن. في المادة 124 نقرأ: "هذا الدستور يكفل الحقوق الإدارية والسياسية والثقافية والتعليمية لمختلف الجنسيات، مثل: التركمان، الكلدان الآشوريين وجميع العناصر الأخرى. القانون سوف ينظم هذا.
 
أما القضية الثانية التي نود أن نلفت انتباهكم إليها هي ما يسمى ب"الملاذ الآمن" للمسيحيين. مثل ما فهمنا أن بعض الأفراد في الغرب يتحدثون عن "ملاذ آمن" لأجل المسيحيين في العراق في خطة نينوى، دون علمنا، أو الموافقة أو التشاور معنا. هؤلاء الأفراد يقدمون نفسهم كأنهم "المتحدثون" باسم جميع المسيحيين العراقيين، والتي هي غير صحيحة على الإطلاق. وبالإضافة على ذلك، يلقبون أمتنا بالهويات الأجنبية التي ليست لنا!
 
موقفنا في هذه المسألة من "الملاذ الآمن" هو هذا: نحن ثلاثة أساقفة للكنيسة السريانية الغربية الأرثوذكسية الانطاكية، ونمثل حوالي 80،000 تابعا، نرفض رفضا قطعيّاً قيام ما يسمى ب"الملاذ الآمن" للمسيحيين. والسبب هو: نظرا لهشاشة  الوضع الحالي في العراق، فإن هذا "الملاذ الآمن"  من المؤكد أنه لن يُقدَّر من بعض الجماعات التي تعارض الديمقراطية وسوف تغتنم (تستولي على) كل فرصة لخلق الفوضى والاضطراب، لأنه ربما سوف يظنون في ما يسمى ب"الملاذ الآمن" كتهديدا وبالإضافة إلى هذا أنهم يمكن أن يستخدمون هذا كذريعة لارتكاب أعمال وحشية ضد أمتنا وكنائسنا والمباني الأخرى الهامة.
بهذه الطريقة سوف يتَحَطُّم العراق وسوف لن يؤدي إلا الى المزيد من الفوضى،  وفقدان الحكومة على سيطرتها والمشاكل الأخرى في البلد.
 
ما نحتاجه في العراق هو السلام والوحدة والاستقرار وتنفيذ العملية الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومثل هذا "ملاذ" للمسيحيين، في رأينا، لا يسهم في تحقيق هذه الأهداف الهامة.
 
ونتمنى ان يظل العراقيون متّحدين حتى يتمكَّن لجميع الشعب العراقي، بغض النظر عن العرق والدين، ان يعيشون معا على أساس الحب والاحترام والكرامة والسلام والأخوة والتفاهم المتبادل. هذه هي المبادئ التي ندافع عنها!
 
علاوة على ذلك، فإن هؤلاء الأفراد يقدمون نفسهم بأسماء غريبة التي اخترعتها وفرضتها على شعبنا جهات خارجيّة التي جائت الى الشرق الاوسط في القرن السادس عشر والقرن التاسع عشر [3]، وكذلك لأسباب سياسية ودينية،  وهي تهدف لتقسيم أمتنا لمختلف الطوائف، وتضعفها.
وكثير من هؤلاء الناس يعيشون في اتصال غربي فخم، بمعنى أنهم مَعْزُولون بعيدا من الذين يدَّعون عن التمثيل هذا وليس لديهم أدنى فكرة عن الوضع الحالي في العراق.
أفعالهم فقط تعمل الوضع لشعبنا أسوء. لذلك ارجو منكم ان ترفضوا وتتجاهلوا هؤلاء الأفراد الذين بالتأكيد لا يمثلون الآراميين الشعب الأصلي في العراق.
 
في رأينا، معالي الوزير، نريد أن نبقى مخلصين لأسلافنا الذين شهدوا على أصل شعبنا انه آرامي كما هو موضح في الصفحة 5-12 من لمحة تاريخية، ولا نريد أن نتسمى بأسماء غريبة باخترع الناس من الخارج [3] الذين كانوا غير مدركين تراث الآراميين الذي لديه تأريخ أكثر من 3000 سنة كما سجل مؤخّرا في مشروع الوسائط المتعددة اللؤلؤة الخفية). [1] آباء الكنيسة والعلماء قد تفوَّقوا واحدا تلو الآخر في الحكمة والمعرفة بمقارنة معاصرينهم ونوَّروا عالم عصورهم، وليس فقط بواسطة العلم اللاهوتي وإنما أيضا من خلال العلوم العادية. [4]  
 
هؤلاء الذين (على حد علمنا) لا يريدون أن يبقون وفية في الكرامة الى جذور أجدادهم، وهم غير قادرون ايضا على الفهم الكامل والتعاون مع الدول الأخرى على أساس المحبة والاحترام والمساواة والكرامة.  
 
طلب
 
الشعب الآرامي لديه التفكير السلمي، ويعيش وفقا للوصايا العشر، ويظهر احترامه وكرامته ومحبته لجيرانه، ودائما يحترم قوانين البلدان التي يقيم فيها.
انه يعطي مثل المحبة والأخوة للآخرين. على عكس بعض الشعوب الأخرى فإنه لم يلجأ إلى طريق عدم التسامح والتعصب والعنف والانتفاضات، بل إن شعارهم دائما هو: المحبة والأحترام لجارك مثل نفسك!
 
وأخيرا، نأمل أنّكم قد لاحظتم قلقنا الخالص إزاء وضع شعبنا في العراق، وبكل تواضع نطلب ما يلي:
يقول المثل: "الغير معروف، غير محبوب". وهذا ينطبق بالتأكيد على حالة أمتنا، لأنه العديد من الناس ليست على دراية مع الآراميين في العراق، لأنهم مستبعدون من الدستور العراقي
 
ولذلك، من أجل أن نتمكن من الحصول على الحد الأدنى من حقوق الإنسان الأساسية في العراق الجديدة، ولأجل حفاظ وتعزيز التراث الآرامي الحقيقي، وأيضا لأجل إنصاف الحقائق التاريخية، فضلاّ عن شهادات العلماء المبجّلة للكنيسة الأنطاكية، لذلك أعظم أهمية أن نشمل الشعب الآرامي المسيحي والأصلي للبلد على الدستور العراقي الجديد. وهذا سوف يساعد على إخراجه من وضعه الراهن الحالي وسوف يُذكر إسمه، وسيساعد ايضا على الاعتراف به كجزء مهم من العراق الجديد.
 
في 11 تشرين الاول عام 2006، صُدمت وتشللت أمتنا تماما باختطاف وقطع رأس حبيبنا وشقيقنا الآب بولس اسكندر الذي كان معروفا بتفكيره السلمي. وفي 22 تشرين الثاني 2006 فزعنا أيضا، بالقتل الوحشي في بغداد للسيد إيسو مجيد هدايا، رئيس لحركة الجمعية العامة المستقلة السريانية(SIMA)في العراق. وفي 3 حزيران 2007 شعبنا صُدم من جديد بسبب قتل راكيد عزيز كاني الكاهن الكلداني مع ثلاثة شمامسة. وهذا يبين لنا أن مرتكبون هذه الأعمال البشعة ليسوا على دراية المحبة والأخوة والاحترام. ولهذا السبب نغفر لهم، وندعو لهم لكي يضع الرب حبه في قلوبهم ويفتح عيونهم لمعرفة معني الحب الحقيقي.  
ونحن مقتنعون بأن الغالبية العظمى من الشعب العراقي تريد السلام والمحبة والاستقرار والاحترام للجميع. ولذلك فإننا نعتقد أن المذنبون لا يمثلون وجهة نظر العقل السلمي للأمة العراقية، وإنما يمكن أنهم قد تأثروا من الغرباء الذين ليس لديهم مصلحة في عراق مستقر ومزدهر مع حقوق الإنسان الأساسية والقيم والمعايير.
 
وفي المقابل فإننا نرى أيضا أن استبعاد امتنا من الدستور العراقي ربما يكون قد أسهم في ذلك جزئيا إلى هذه الأحداث المروعة. النقطة الاخيرة المثيرة للقلق والتي نتمنى أن نلفت انتباهكم إليها هي أن شعبنا يهرب من العراق، بسبب عدم وجود الأمن وبسبب التهديد المستمر ومصادرة ديارهم من قبل أولئك الذين لا يوجد لديهم مصلحة في عراق مستقر ومزدهر. وبهذه الطريقة، فإن العراق حاليّاً يُجرى تنظيفها ببطء بل ايضا بتأكيد من سكانها الأصليين، الذين يعيشون منذ آلاف السنين في هذا الجزء من العالم، والذين عُرفوا أيضا باسم مهد الحضارة.
 
ونحن نصلي إلى الرب من اجل ان يزيد حكمتكم وقوتكم ورؤيتكم لقيادة العراق من خلال هذه الأوقات الصعبة.
ونحن نأمل ونصلي أن تحت قيادتكم، ومع مساعدة زملائكم، سوف تصبح العراق منارة لحقوق الإنسان والديمقراطية والرخاء والمساواة والتفاهم المتبادل بين جميع العراقيين ومثال ساطع في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
 
مع خالص التقدير;
 
المنظمة الآرامية الديمقراطية (ArDO)
السيد الرئيس كابي كلو

كبرئيل سينجو
الرئيس
آراميون في منظمة آرام نهرَيَم المنظمة، P.O. Box 178, 7550  
Hengelo (Ov.) ، وهولندا

موقع ومصدق على يد:
الثلاثة الاساقفة من الكنيسة السريانية الغربية الأرثوذكسية الأنطاكية في العراق، التي تمثل نحو 80،000 مؤيدا:
 باسم الأساقفة الثلاثة:
نيافة مار سويريوس جميل حواء مطران أبرشية بغداد والبصرة
نيافة مار غريغوريوس صليبا شمعون مطران أبرشية الموصل وتوابعها
نيافة مار طيماثيوس موسى شاماني مطران أبرشية مار متى
الحواشي
 
[1] الوسائط المتعددة للمشروع : اللؤلؤة الخفية، الجزء الأول، صفحة 58 اللؤلؤة الخفية يشمل تاريخ وثقافة وإيمان الآراميين من ثلاثة آلاف سنة. http://www.aramnaharaim.org/English/film_arameans.htm

إذا كنت ترغب نسخة من اللؤلؤة المخفية الرجاء اعلامنا، سنتكرم لتزويدك بنسخة.
(2)المرجع نفسه (كسابقه) (1)، صفحة  27
[3] المبشرون الغربيون والانقسامات داخل الشعب الآرامي:
http://www.aramnahrin.org/English/Aramean_Spiritual_Genocide

[4] الصفحة 5-12 لمحة تاريخية. هذه الشهادات هي أيضا على شبكة الإنترنت:

http://www.aramnahrin.org/English/Testimonies_Historians.htm

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها