أيّ جيش، أيها الجنرال سابقا، يسمّي الإعتداء عليه "بالحادث الذي يحصل لدى كلالجيوش"؟

080903

إن التنظيم الآرامي الديمقراطي يتقدم من أهل فقيدنا العزيز الضابط الشهيد سامر حنا بأحر التعازي، داعيا المولى عزّ وجلّ اسكانه فسيح جنانه وإنزاله مقام الشهداء الابرار. كما يشجب التنظيم بأشد العبارة هذه الجريمة وباقي الجرائم المتتالية بحق الشعب والوطن والجيش من قبل محترفي الإجرام والإرهاب.

يهمّ التنظيم الآرامي الديمقراطي أن يوضح أن هذا البيان ليس موجّها الى الجنرال السابق ميشال عون ولا الى القياديين الحزبيين أو السياسيين الذين من ورائه لأنهم يعتاشون من الولاء له ولإيران، فلا أمل من التوجه اليهم بالمنطق والعقل، بل إن هذا البيان موجه الى البقية المتبقية من القاعدة الشعبية المسيحية المنتمية اليه علـّهم يفيقون من سباتهم العميق المخدّر.

نقول لأبناء شعبنا (وبالتحديد: الأحرار منهم بقرارهم) أنه من الضروري التوقف عند كل النقاط المفصلية الأخيرة التي سجلها هذا القائد ذو الماضي الوطني الشريف والحاضر المخزي، أي الجنرال السابق عون. ولكن، بالأخص، عليهم التوقف عند آخر "صرعاته" المريبة بحق الشعب والوطن والجيش. هل يقصد عون حقيقة أن عملية إطلاق النار من داخل البلاد على مروحية الجيش اللبناني التي كان يقودها الضابط الطيار سامر حنا هي "حادث يحصل لدى كل الجيوش"، كما قال في تعليقه على الحادثة؟

نحن لسنا عسكريين محترفين، ولكننا فعلا متشوقون للإطلاع على أيّ حادثة، ولو واحدة، من هذا النوع، وفي أي بلد في العالم. ليقل لنا الخبراء العونيون أي بلد في العالم يحصل فيه تعدّ على الجيش من قوى عسكرية أخرى، ويسارع فيه الضباط (مثل عون) ليعلنوا أنّ ذلك حادث مألوف. إلا إذا كان المقصود من تعبير "حادث عادي" هو ما يحصل بين جيش وعدوه. أما في تلك الحالة، فعلينا تحديد الفاعل وتسميته بالعدو إذن. عند ذلك فقط نفهم منطقية كلمة "حادث عادي" الصادرة عن ضابط عسكري بمنزلة الجنرال السابق عون.

وبما أننا متأكدون من أن هناك فرقا بين الحادث وبين الاعتداء، وبما أن عون فضّل اختيار الكلمة الأولى وقبل التحقيق، فلا يمكننا السكوت عن أنه يعتبر الشعب على مستوى فاضح من الغباء. فيا أيها الجنرال السابق، من هو الغبي الذي يمكنه أن يصدّق ما تقوله من أن هذا التعدي على طائرة الجيش هو حادث عادي؟ وأنت تطلب من الناس "عدم الخلط" بين المقاومة وبين الحادث العادي! هل وصل بك استخفاف المستوى العقلي عند الناس الى هذا الحد ؟ إن الناس يعرفون كما تعرف أنت، يا حضرة الجنرال السابق، أن الجيش اللبناني وميليشيا حزب الله لا يشكلان "عسكرا واحدا" ولا قيادة واحدة، حتى نعتبر الحادث صدفة غير مقصودة.

لا، إن التنظيم الآرامي الديمقراطي يفضل رد الاستغباء الى صاحبه على القبول باستغباء الشعب كله، وخاصة القاعدة الشعبية المسيحية. إن هذه القاعدة التي سبقت وأعطتك الولاء لن تستمر بذلك إذا استهترت واستغبيتها وحقرتها أو مسحت الأرض بكرامتها العقلية، هذا بالإضافة الى كرامتها الوطنية والاجتماعية، المتضامنة مع أبناء جيشنا الشرفاء.

أما مطلبنا من الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش في هذا الخصوص هو الكشف عن الفاعلين وتحديد مسؤوليتهم على اعتبارهم أعداء للوطن وطردهم الى البلاد التي أمرتهم بهذه "المهمة" العسكرية، فيظهر أمام الناس من هم الخونة المتسلحون لاتخاذهم صفات تمويهية.