عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

نورد رد السيد يونان وردّنا عليه (باللون الأحمر) مجددا:

الأخوة الأعزاء في التنظيم الآرامي المحترمين

تحية أخوية وبعد،

09.02.2005

شكراً لنشركم المقالة وأتمنى نشر الرّد الوارد مباشرةً عقب ردكم المرفق ربطاً. مع تمنياتي أن يكون الحوار ذات طابع ديمقراطي وحضاري بناء، سيما أننا نعيش في عصرٍ بات فيه كل ما نكتبه أو حتى نفكر به، ليس ملكنا لوحدنا بقدر ما هو ملك للجميع، فمواقعنا ووسائل إعلامنا مشرّعة الأبواب، وعليه يجب أن نظهر أكبر قدرٍ من المسؤولية الكاملة أمام كل ما نكتبه ونقوله.

1- إني واثق كل الثقة من تأييد أغلبية أبناء شعبنا لما كتبته وأتمنى أن أقرأ قريباً مقالات وبيانات تتضمن نفس الموضوع، ولا يسعني إلاّ أن أشكركم على قيامكم بنشره وتأييده أيضاً.

نسأل السيد يونان: حسب أي استفتاء يعلم بتأ ييد " أغلبية شعبنا " لما كتبه، كما يقول. هذا شعور شخصي لا يدل إلا ّ على العقلية الديكتاتورية. كل ديكتاتور يظن أن أغلبية أبناء شعبه تؤيده.

2- أيها الأعزاء، أنا لست من سمّى مسيحيي العراق بالآشوريين (كقومية)، وإنما التاريخ هو الذي سجل ذلـك ومنذ آلاف السنين، والمؤسسات الدولية على أنواعها تعترف بالتسمية التاريخية المذكورة. يا صديقنا السيد يونان مهلا، قبل أن تذهب الى آلاف السنين، التاريخ لا قيمة له إن لم يكن مربوطا بالحاضر. إن هناك آلافا قديمة من السنين لا قيمة لها من ناحية الهوية القومية أو الحضارية لأننا غير معنيين بها اليوم. مثلا تلك القريبة من العهود الديناصورية. فالآلاف الحضارية من السنين تبدأ اليوم وتعود الى الوراء وليس العكس. لذلك فإن عدنا بتواصل فقط الى حوالي الف وخمسمئة سنة فلا نجد أحدا يذكر الاشوريين حتى من أبناء شعبنا. أذكر لي واحدا فقط. مار أفرام يسمي نفسه آراميا أو سريانيا وكذلك ابن العبري الذي كتب تاريخنا. ها إن العرب الذين أتوا وسيطروا على بلادنا والعراق تحديدا وكتبوا التاريخ الذي تتحدث عنه من ذلك الوقت لم يذكروا لقاءهم بأشوري واحد لا كصديق ولا كعدو. إنما سموا جميعنا بالسريان. هذا يعني أن تاريخ التسمية، وعلى خلاف ما ذكرت، استمر بصيغة سريان وآراميين على الأقل طوال الألفي سنة الأخيرة لأن اليونان والرومان الذين عنهم نقل العرب، لم يستعملوا الا صيغة سريان. فأي تاريخ تتحدث عنه غير الذي ركّبه الأيديولوجيون وبطريقة القراءة المقلوبة revisionist؟ وقولك المؤسسات الدولية تعترف، المؤسسات الدولية يا صديقنا تقبل وتعترف بالمطالب الشعبية فقط لأنها شعبية أو مؤسساتية لا لأنها علمية. ولكن هل هذا الأعتراف يحوّل المطالب الى علوم في التاريخ؟ والقول بأن المسيحيين لم يوافقوا على هذه التسمية، فهذا بصراحة غير منطقي وواقعي، وأنا أشاطركم الرأي، بأن البعض من أبناء شعبنا، قد اختار التسميات الكنسية على تسميته القومية، لكن هذا لا يعني أننا نفرض التسمية فرضاً بقدر ما نقول ونكتب تماماً كما علـّمنا التاريخ الطويل الأمد. هنا أيضا نذكـّر السيد يونان أنه لا هو ولا نحن اخترنا التسمية الكنسية. الآرامية السريانية هوية قومية وليست فقط كنسية. إن السريان لغتهم معروفة وليس فقط دينهم. يلزم من الجهل (أو التواطؤ مع البعث) القدر الكثير للقول أن السريانية كنيسة. فقد ولدنا وعرفنا نفسنا كسريان، لا نحن اخترنا ذلك ولا أحد فرضه علينا، وهذه هي الطريقة الطبيعية للشعوب الحرة الكريمة. قل لنا، من فرض على مار افرام أو ابن العبري اسم السريان او الآراميين؟ وكلاهما ساوى ما بين الإسمين. إن كنت تجهل يا أخانا فتعلـّم، أما إن كنت تريد تصحيح معلومات علمائنا فالأولى بنا أن نصدقهم الى أن تثبت أنك أعلم منهم. وأما المقصود من التسمية الآشورية بمفهومنا، فهو، الكنائس التالية: [(الكلدانية الكاثوليكية، السريانية بشقيها (الأرثوذكسي والكاثوليكي وما تفرّع منهما)، الشرقية بشقيها أيضا (القديمة والجديدة)]. هنا الفضيحة: تقول المقصود بمفهومنا... إذن مفهومكم هو مستحدث وهو بحاجة الى شرح لكي يــُـقبل أو لا يقبل. لذلك نقول إن مفهومكم هذا لا نريد أن تفرضوه علينا. إن مفهومكم (الغريب) هذا توصل أن يدعو المسيح اشوريا! هل هذا هو علم التاريخ العالمي الذي تتدعي به؟ قل لنا بربك أي كتاب علمي في العالم يستعمل الهوية الاشورية في كلامه عن المسيح؟ فقط اللغات التي تفتقد الى مفردات محددة تستعمل مفردة واحدة لمدلولين. لذلك يستعمل الأرمن مثلا اسم اسوري (القديم لديهم) حتى للدلالة على كلمة سرياني (التي يفتقدون لها مفردة مستقلة). واذا كانت اللغة الفرنسية تفتقد الى مفردة خاصة لسرياني وأخرى لسوري فهل هذا يعني أن الهويتين متطابقتين؟ هل هذا يجعل كل سرياني سوريا أو كل سوري سريانيا؟ وإذا كنا جميعا متفقين ومقتنعين على الرابط اللغوي والتاريخي والحضاري والجغرافي فيما بيننا، فما من مشكلة على الإطلاق، إلاّ إيجاد الرغبة والتصميم على الالتفاف حول القواسم المشتركة وليس العكس. نعم وألف نعم، نحن متفقون ومقتنعون بالرابط اللغوي والتاريخي والحضاري والجغرافي فيما بيننا وما من مشكلة على الإطلاق، فلماذا تبحثون عن أسماء جديدة لشعبنا الذي عرف نفسه بالوراثة منذ الفي سنة على الأقل باسم الآرامي السرياني؟ قبل أن نلجأ الى اللغات الغريبة وتسمياتها لنا، اذا كنا نسمي انفسنا سورايي (في لغاتنا ولهجاتنا المعاصرة) وسريان (باللغة العربية) فلماذا لا نستمر في استعمالها عندما نشير الى المجموعة الشاملة؟ خاصة وأن هذه التسمية قومية ودينية وحضارية والأهم من ذلك: شاملة وعليها اجماع تاريخي (آخر الفي سنة فقط!) من الداخل والخارج.

3- إنني أشكركم مجدداً على نشر المقال، لكن إرساله لموقعكم (والذي نعتبره كأي موقع تابع لأبناء شعبنا)، لم يكن بأي شكل من الأشكال نوعاً من المحاربة لتوجهاتكم وآرائكم.. فلنفسح المجال لكل مؤسسات وشخصيات أبماء شعبنا وإلى أية فئة أو كنيسة انتموا، بالتعبير عن آرائهم وتوجهاتهم بحرية تامة، وأن لا نفسّر ذلك موقفاً معادياً لهذا الطرف أو ذاك.

4- ما ورد في نهاية ردكم: "باحترامكم لكل الآراء ونشرها نظراً لاحترامكم لأصحابها، حتى لو كنتم غير مقتنعين بتلك الآيديولوجيات الدكتاتورية العمياء"!!.. فلو لم تستعملوا عبارة الديكتاتورية العمياء، لكان ذلك أفضل، ولكن باعتقادنا أن هكذا أفكار قد ولـّت إلى غير رجعة، ونتمنى أن يشمل ذلك باقي الأنظمة التي توصف بهكذا صفات.

وأيضا يا صديقنا العزيز السيد يونان، لم نكن لنصف الدكتاتورية بهذه الصفة لو أنها استمزجت رأي الناس قبل أن تطلق عليهم الأسم الذي ينطلق من مفهومها الفردي أو المحصور، ولو أنها احترمت التمايز كما احترمه جميع المتعاطين بالشأن العام الواعين من قادتنا في العراق الجديد، وما كنا لنصفها بأنها عمياء لو أنها قبلت أن تفتح عينيها علىالواقع التعددي الديمقراطي وعلى السنين الألفين الأخيرة الحاضرة من تاريخنا بدل أن تتعامى وتغمضها عمـّا بعد العهد الأشوري وكأن تاريخنا توقف بعد ذلك. هل الهدف إلغاؤنا من الحاضر؟ أم هو تخوين كل من لا يشتري التسمية الأشورية حسب الايديولوجية الحزبية؟

تفضلوا بقبول فائق احترامنا وتقديرنا

المخلص

غسان يونان

أعطينا السيد يونان مجالا في النشر والرد لما نعرفه من حاجة عند شعبنا لسماع هذا النقاش والتفكير العميق به، بعد أن عشنا في ظل طغيان طويل الأمد لم يسمح لشعبنا التعبير عن حضارته. أن لدينا رغبة في أن يتغيّر منطق التحدي غير المفيد. إننا وجدنا عند السيد يونان وخاصة في رده الحالي رغبة في التعاون نرجو أن تكون صادقة. ونحن نرحب بكل مناقش شرط أن تكون الرغبة في التعاون وليس في المغالبة.

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها