عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

الكلمة التي ألقيت بمناسبة عيد الشهداء

في 25/7/1994

أيها الحفل الكريم

لعله من التقدير بمكان أن نستهل كلمتناً هذه بالتنويه بدور الريكس السرياني ممثل الأندية السريانية في السويد ورابطة ألكاديميين السريان اللذين عملا ويعملان بكدً ونشاط على كشف النقاب يومياً عن المزيد من كنوز التاريخ الآرامي والحضارة الآرامية وذلك عبر مجلتيهما بهرو سريويو وآرام ومن ثم أحياء هذه الذكرى الخالدة التي ترسخت في أذهاننا وأذهانا أحفادنا من بعدنا لأن لشهدائنا الأبرار حقاً علينا باًن نتذكرهم قولاً وفعلاً ونفهم فحوى تلك القرابين والتضحيات التي سكبت دماءه غزيرةّ على مذبح قوميتنا الحق إن هذه الدماء النبيلة وفي هذه الذكرى بالذات تصرخ فينا كي نتفاهم ونتضامن ومن ثم نسير متحدين بخطىً ثابتة تحفظ لنا حضارتنا وقوميتنا.

أخوتي وأخواتي

منذ فجر المسيحي وحتى اليوم مروراً بالحرب العالمية الأولى والثانية فإن الشعب الآرامي يلاقي الويلات من النكبات التي تصادفه ولا يبخل في تقديم التضحيات الجسام في سبيل الحفاظ على قومية وعقيدته المسيحية أضف ذلك أحوال الحرب اللبنانية التي ما زالت تتفاعل أسبابها ومسبباتها آلي اليوم لتزيد في تقسيم الشعب الآرامي الواحد وقد يسمح في المجالي هنا أن نتذكر شيئاً تشيراً من تاريخ الشعب الآرامي ودوره الحضاري الرائع مذ كان قبائل متنقلة في حدود الألف الثاني قبل الميلاد على ضفاف الفرات وروافده حتى تأسيسه ممالك ودويلاتٍ عدةً كان أبرزها آرام دمشق إلا أن الآراميين انقسموا آلي فريقين هناك آراميو الغرب الذي استقروا في بلاد الشام وآراميو الشرق حيث استقروا في بابل العراق وليصبحوا كلدان المستقبل وقد بلغ الآراميون ذروة المجد وقمة الحضارة في القرنين الحادي عشر والعاشر قبل الميلاد ألا أن الآراميين بعد أن تنصروا وتحولوا إلى المسيحية عملو على أتلاف كنوز تلك الحضارة الرائدة بإحراق أهم المخطوطات النادرة وتحطيم روائع الآثار التاريخية أضافهً آلي أتلاف مجمل المكتبات الزاخرة بأمهات المصنفات والمؤلفات في شتى المجالات أعلميه والأدبية والتي كانت تحمل نور الهداية والعلم آلي ذلك كان بهمة رجال الدين (الغيار) الذين نجحوا بالواقع في أتلاف كل ذلك التاريخ المشرق وكل تراث الأجداد السنين وذلك بحجة كون هذا التراث وثنياً يناقض تعاليم الدين المسيحي بعكس الأقوام الأخرى التي تنصرت وحافظت في نفس الوقت بكل قواها وجهدها على تراثها الوثني القديم كاليونان والرومان وغيرهم لان الشعوب التي تتخلى عن تاريخها القديم لا تاريخ جديد لها ولعل هذه من الأسباب الرئيسة التي جعلت فيئه من شعبنا الآرامي يتخبط اليوم في معرفة تاريخه الحقيقي ويقع فريسةّ سهله في شباك أيديولوجيات قوميةّ غريبة عنه ألا انه يؤسفنا القول بأن قوة الآراميين رغم بروزها واضحةّ في شتى الميادين ألا أنها لم تقترن بالقدرة على تنظيم فتوحاتهم تلك والمحافظة على حضارتهم حيث لم يتمكن الآراميين أبداَ من تحقيق الوحدة السياسية التي كانت تنقصهم على الدوام ولو قيض لهم تحقيق الوحدة المفتونة بالقوة الرادعة وكما حدث عندما تداعت الممالك الآرامية آلي الوحدة بزعامة ابن حدد ملك دمشق وحطمت الجيش الآشوري بقيادة شلمناصر الثالث في معركة قرقر عام 853 ق.م والو تمت تلك الوحدة واستمرت كما تساقطت الدويلات الآرامية الواحدة تلو الأخرى وانتهى دورهم السياسي بسقوط آرام دمشق آخر معقل الآرامية على يد تغلاصر الثالث الآشوري عام 732 ق.م وسقوط بابل الكلدانية على يد كورش الفرسي عام 539 ق.م إلا أن الآراميين رغم اندثار دورهم السياسي فان دورهم الثقافي بقى سائداً فالأهمية التاريخية لمالك الآرامية طفيفة إذا ما قيست بالأهمية الفريدة التي قدر للغة الآرامية أن تكتسبها عبر القرون حتى يمكن القول أن الآراميين فشلوا سياسياً ألا انهم احتلو بلاط سنحاريب الآشوري عام 705-681 ق.م ولغة البلاط الفرسي أيضاً في عام 600 ق.م اللغة الآرامية هذه اللغة الحبيبة بقيت ملاذنا الأساسي في تضامننا ورصن صفوفنا وفي التالي تحقيق وحدتنا هذه اللغة بالذات باركها الرب حين نطق بها ليمنحها شرفاً ومجداً نعم بتضامننا معاً وتحقيق الوحدة بيننا ومتافهميين بلغتنا الآرامية نقدر تطحية الشهداء في ذكراهم اليوم

وشكراً

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها