عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

رسالة موجهة الى المؤتمر في بغداد

031021

رسالة موجهة الى الإخوة والأخوات المشاركين في المؤتمر البغدادي الهام حول موضوع اختيار تسمية واحدة لأبناء شعبنا في العراق.

نحن التنظيمات والمؤسسات المذكورة أدناه نقدم تهانيتا ودعمنا لكم للاتفاق حول تسمية واحدة شاملة جامعة لشعبنا في العراق، متمنين لاجتماعكم النجاح الكامل.

إنّ تاريخ المسيحية في الشّرق الأوسط لعريق و مثير للغاية، إذ تضافرت عوامل سياسية و ثقافية و لاهوتية عدّة في تأسيس و قيام الكنائس المسيحية في المنطقة، بحيث أصبح اسم كلّ منها علماً اجتماعيّاً و قوميّاً لأتباعها أيضاً.

إنّ الكلدان و السريان و الموارنة و الآشوريين و الملكيّين على اختلاف مذاهبهم في يومنا هذا يمثلون شعب الشّرق الأوسط الأصلي. كما أنهم، جميعاً، ينتمون بشكل عام للحضارة الآرامية و تراثها القومي الجامع للكل، اذ لا زال الكثير منهم يتكلم لغة آرامية حديثة و يستعمل اللغة السّريانية في طقسه الكنسي.

وغنيٌّ عن القول أن هذه الكنائس واعية تماماً لأصلها المشترك و للتراث الآرامي كقاسم مشترك فيما بينها. إلاّ أنها في مجملها تجابه في الوقت نفسه تحدّيات صعبة على مختلف الصّعد و المستويات تجعل من التعاون فيما بينها اليوم، من أجل الإستمرار والبقاء، أكثر أهمية من أي وقت مضى.

و يواجه مسيحيّو العراق الآن عصراً جديداً حافلاً بالآمال و المصاعب على حدّ سواء، إذ أن الإطاحة بالنظام العراقي السابق فتحت الباب على مصراعيه أمام الكلدان و السريان و الآشوريين لمناقشة قضيتي المستقبل و الأصل المشترك.

هذا و تشكّل الكنيسة الكلدانية بأعضائها ال 600.000، الكنيسة المسيحية الكبرى في العراق، لتليها الكنائس السريانية (300.000) فالكنائس الآشورية (100.000). (عن مجلة الفكر المسيحي، عدد 383 – 384، ص. 63، 2003).

و عليه يتوجّب على أفراد الشّعب في العراق "الجديد" الإستفادة من التطورات الأخيرة بالمطالبة بحقّ المشاركة ببناء بلدهم الذي لا بدّ من أن يكون بيتاً لكلّ العراقيّين بغضّ النّظر عن الإنتماء القومي، والحفاظ على التّراث الآرامي.

إلا أن الإنقسام الإثني و الطّائفي بتسمياته المحدّدة و الخاصّة بكلّ مجموعة يشكّل عقبةً لا يُستهان بها من هذه الناحية. غير أن التّطورات السياسية الأخيرة فرضت على المجموعات النّاطقة بالآراميّة البحث عن تسمية مشتركة و مقبولة لدى الجميع. و بكلّ تأكيد سوف تكون هذه التجربة، في حال نجاحها في العراق، مثلاً يحتذي به أفراد شعبنا في باقي أنحاء العالم.

و بالفعل فقد التأم ممثلون عن هذه المجموعات لبحث قضيّة التسمية الواحدة المشتركة. ويُعدّ مجرّد عقد مثل هذه الإجتماعات في حدّ ذاته خطوة مشجّعة. إلا أنّ المسائل العالقة و المصاعب التي تنتظر المؤتمرين حتّى يتم التوصل إلى اتفاق على تسمية مشتركة، جمّة و عديدة. علاوة على أن احتمالات الفشل أقوى منها من احتمالات النّجاح في هذه المرحلة الحرجة بالذات.

وإدراكاً منّا، نحن المنظمات الموقعة أدناه على هذه الوثيقة، باستحالة الإتفاق على تسمية واحدة جامعة في الوقت الحاضر، و تجنباً للحساسيات التي يمكن لهذه القضية أن تثيرها، نقترح بأن تستمرّ كل مجموعة بحمل تسميتها الكنسية و الإثنية و عدم استبدالهما بتسمية أخرى. كما أننا نقترح حلاً آنيّاً بالإنتساب الى اسم لغتنا بحيث نُعرَّف باسم "الناطقين باللغة الآرامية" حتى يُصار إلى اتفاق حول تسمية جامعة موحدة في غد غير بعيد إن شاء الرّب.

وإننا، نحن أبناء الحضارة الآرامية، باعتماد تسمية "الناطقين بالآراميّة"، نكون قد خطونا خطوة كبيرة، باعتبار أنّ معظمنا يتحدّث بلغة آراميّة حديثة و يستعمل السريانية في طقوسنا الكنسية. و عليه فإنّ هذه التسمية - النّاطقين بالآراميّة - تملك مقومات توحيد فريدة لأنها غير محصورة دينيا أو طائفيا، ممّا يجعلها، بحكم المنطق، أوفر حظا بالقبول لدى الجميع دون تحفّظ، أفراداً و مجموعاتٍ على حدّ سواء.

وختاماً نتمنّى على المؤتمرين تحمّل مسؤؤليتهم التاريخية و أن يعتمدوا تسمية "الناطقين بالآراميّة" أو "المجموعات الناطقة بالآرامية" تسمية مشتركة لمجموعات شعبنا في العراق و ليوفقكم الرب لما فيه المصلحة العامة و دمتم.

1. الاتحاد آرامي السرياني العالمي.

2. التنظيم الآرامي الديموقراطي.

3. التجمع السرياني اللبناني العام.

4. رابطة الاكاديميين الآراميين.

 

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها