فليخرس المنافقون الدجالون!
20140511
ما إن تم الإعلان عن قرار غبطة مار بشارة الراعي، بطريرك
الكنيسة السريانية المارونية، بمرافقة قداسة البابا
فرانسيس خلال زيارته المرتقبة لدولة إسرائيل و باقي
الأراضي المقدسة، حتى سارعت الأصوات الكريهة النشاز إياها
في شن حملة هرج و مرج تراوحت بين التنديد و "التذكير بأن
اسرائيل دولة عدوة" لا تجوز زيارتها، إلى ألفاظ، أقل ما
يقال فيها أنها غير لائقة، تشي بخسة ووضاعة أصحابها، وهم
في هذا الشأن أشهر من نار على علم، غالبيتهم العظمى هم من
الدائرين في فلك محور الشر الإيراني و البعث فاشي الأسدي و
الحزبللاوي، ممن انعدم الحياء في وجوههم الصفراء، و انتفت
الكرامة من أنفسهم المبتلية بكل علة مستعصية و مرض خبيث،
على الرغم من أن الكثير من مواقف غبطته كانت حتى تاريخه
متناغمة و منسجمة إلى حد كبير مع مواقف ممثلي ذلك المحور
في لبنان، أي "فريق 8 آذار".
حسناً إذاً فعل غبطة البطريرك الراعي بعدم إيلائه تلك
الأبواق الرخيصة أي اهتمام، و بتأكيده المضيّ قدماً بقراره
مرافقة قداسة البابا في زيارته لدولة اسرائيل مشدداً على
الطابع الديني الرعاوي للزيارة.
و ما نأمله أن يكون موقف غبطته الشجاع هذا هو أول الغيث في
تصحيح المسار و إعادة البطريركية المارونية السريانية إلى
الطريق الصحيح فيما يتعلق بتتطور الأوضاع السياسية في
لبنان خصوصاً و المنطقة عموماً، تماماً كما كان الحال عليه
في عهد البطريرك البطل مار نصرالله بطرس صفير.
من ناحية أخرى نأمل أن تشكل زيارة غبطته صدمة إيجابية تمنح
زخماً و شجاعة و تكون مثلاً يتمثل به الرؤساء الروحيون
لباقي الكنائس المشرقية، للانعتاق من عقدة الخوف للسماح
لأعضاء كنائسهم بزيارة اسرائيل و الأراضي المقدسة بكل حرية
و دون خوف أو وجل.
و الأهم أن تكون الزيارة فرصة لطرح و إثارة موضوع مأساة
مهجّري جنوب لبنان إلى اسرائيل من جديد و بشكل جدي هذه
المرة، و خاصة فيما يتعلق بأعضاء جيش لبنان الجنوبي و
عوائلهم اللاجئة إلى اسرائيل نتيجة تنكيل و بطش حزبلله
الإرهابي و سيطرته على الأرض و على مفاصل الدولة اللبنانية
في ظل تخاذل النواب و الحركات و الأحزاب السياسية المسيحية
في إثارة الموضوع و العمل و النضال الجدي الملزم من أجل
تحقيق عودة آمنة كريمة لأعضاء جيش لبنان الجنوبي و عوائلهم
إلى أراضيهم ووطنهم الذين ضحوا بالغالي و النفيس من أجل
حمايته و صونه من احتلال و إجرام عصابات حزبلله.
و أخيراً و ليس آخراً، نأمل أن تكون هذه الزيارة خطوة
تليها خطوات على مختلف الأصعدة لتوقيع اتفاق سلام شامل و
دائم و تطبيع كامل مع دولة اسرائيل. فما أثبتته الوقائع
بوضوح هو أن الصراع مع اسرائيل بات وسيلة خبيثة دنيئة
رخيصة و "شماعة" تلجأ إليها أنظمة التخلف و الديكتاتورية
العربية و الاسلامية و المنظمات المتطرفة الإرهابية كلما
دعت الحاجة ضماناً لاستمرار بقاء سيفها مسلطاً على الرقاب،
فيما أصداء أبواق دعايتها العفنة تتردد مدوية ناخرةً
العقول مسممةً إياها بـ "ثقافتها" الجرباء - ثقافة
الكراهية و الموت و القبح و القتل و التخلف و الدمار!
التنظيم الآرامي الديمقراطي
|