عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

أوقفوا "اتفاقية" العار!

2000

"إذا أردت أن تلغي شعبا، تبدأ أولا بشلّ ذاكرته، ثم تلغي كتبه وثقافاته وتاريخه، ثم يكتب له طرف آخر ويعطيه ثقافة أخرى ويخترع له تاريخا آخر...عندها ينسى هذا الشعب من كان وماذا كان والعالم ينساه أيضا..." (المؤرخ البريطاني هال)

في عدد مجلة بهرو سوريويو الأخير طالعنا على صفحاتها بالقسم السويدي تصريحاً للسيد خلف خلف سكرتير اتحاد الأندية السريانية في السويد عما سماه "باتفاقية" مع ما يسمّى بـ "اتحاد الأندية الآثورية"

ومن مصادر موثوقة من الاتحادين: اتحاد الأندية السريانية و مايسمى باتحاد الأندية الآثورية في السويد علمت بأن أحد بنود الاتفاق ينص على أن لكل اتحاد أو طرف أن الحق يطلق على مجموعته ومن يمثل (من الخراف) ما يشاء من التسميات ونفس الشيء ينطبق على اللغة. وللتغطية والتمويه زجّت تسميات كالكلدانية والمارونية في البيان وبناء عليه أود لفت نظركم إلى مايلي:

اولاً: إن دستور اتحاد الأندية السريانية في السويد وقرارات اجتماعاته العمومية منذ تأسيسه منذ حوالي 20 عاما وحتى الآن نصت على أن لا تعامل ولا اتفاق مع من يعادي تسميتنا السريانية للشعب واللغة والكنيسة وبكافة اللغات. فلا يكفي أن يدعي المرء بانه سرياني باللغة العربية والسريانية ولكنه يستعمل تعابير Assyrier او Assyriska او Assyrian او Assyriac باللغات الأجنبية على سبيل المثال. فهذا التكتيك ابتدأ المدعوون آثوريون (آشوريون) إتباعه منذ فترة بعد فشل مخططهم الجهنمي للقضاء على شعبنا بإلباسه ثوب قوميتهم الآثورية (الآشورية) المزيفة وقد أبدى اتحاد الأندية السريانية ولسان حاله بهرو سوريويو وعياً مشكوراً حيال هذا الأمر (حتى الآن؟) بنشر مقالات تاريخية يشكر عليها كتابها الثقاة تثبت أصالة وهوية الشعب السرياني الآرامي ولغته السريانية الآرامية ويحذرون فيها من مغبة الوقوع في فخ الزمرة (الآشورية).

فما الذي حدث الآن حتى يتغير هذا الخط السليم؟ منذ عدة أشهر أصبحت ماتسمى بالتسمية الآشورية مقبولة في مجلة بهر سوريويو وبشكل خاص إثر "المهزلة" محطة التلفزيون بالاشتراك مع مايسمى بحزب تحرير آشور (غيفو) دون أن يثير هذا ردة فعل تذكر حتى أن عددين او ثلاثة من المجلة اصبحا منبراً (للشاباشات) و(مسح الجوخ) لهذا الجيش العرمرم!

إن اتحاد الأندية السريانية يدعي بأنة يمثل الشعب السرياني بكامله فمن سوف يمثل بعد هذا الاتفاق؟ أعضاء أنديته ( الذين لا علم ولا رأي لهم فيما يحصل ) فقط مع احترامي الكامل لكل الأندية السريانية؟ أننا عندما نقول أن الاتحاد يمثل الشعب السرياني في السويد نقولها ليس نسبة لعدد أعضائه فقط وانما هو التمثيل المعنوي، فهو يمثل عندي حتى المدعوين (آشوريين) لأني اعتبره مدافعاً عن (الحقيقة) والخط الصحيح في مجال تسمية وهوية شعبنا على الأصعدة الثقافية والقومية واللغوية.

ثانياً: لماذا زج الكلدان والموارنة في الموضوع؟ الكلدان لم يشنوا أبداً هجمة بربرية همجية كما فعل المدعوين آثوريين على التسمية السريانية ومعظم كتابهم لا ينكرون حقيقة قومية الكلدان السريانية الآرامية... أما الموارنة -وهذه هي الطامة الكبرى- فلم يحدث في تاريخهم أنهم ادعوا بان التسمية المارونية هي عرقية قومية وانما مذهبية فقط كما أن معظم كتابهم يعترفون بالسريانية الآرامية قومية لهم واللغة السريانية الآرامية كلغة أصلية دون أن يحرفوها ويزورها ويطلقوا عليها اسم دخيل...ألا يشكل هذا (الاتفاق) دعوة لضعفاء النفوس من كلدان وموارنة وغيرهم باعتناق تسمياتهم الطائفية كتسميات قومية كما لو كانت القومية مائدة طعام يختار منها المرء ما يشتهي؟ أليس هذا تكريساَ للتقسيم وباعثاً لازدياد الحيرة في نفوس أجيالنا الطالعة وخاصة في المهجر فيما يتعلق بالهوية والانتماء وهو أمر عظيم الأهمية؟

وكيف لنا أن نعيد المدعوين آثوريين الذين بدؤوا يتشككون في مقولات المنظمات المدعوة آثورية الى الحظيرة السريانية الآرامية إذ يشرعون مثل هذا الاتفاق (لو حصل) لإحياء التسمية الآثورية المنقرضة منذ 612 ق.م؟

من المستغرب جداً أن شخصية مثل السيد خلف خلف الذي" خاض " و" افتعل " ولازال يفتعل العديد من "المعارك" على العدو والصديق والقريب والبعيد على حد سواء "لمجد السريان" أن يشترك بفعالية في التوصل والترويج لمثل هذا الاتفاق المشين خاصة وأنه يفتخر دائماً أبانه أحد اصرحة السريان الذين بنضالهم أنقذوا السريان من "الانقراض".

إن هذا يجعل علامات الاستفهام تتراكم غير أن الأجوبة سهلة ومن المؤسف إنها مبكية ومضحكة في آن واحد: لاخطأ في مبادئ اتحاد الأندية السريانية وخطه إنما الخطأ كل الخطأ بمسئولين التصقوا بكراسيهم كحجر الرحى حول اعناق الشعب السرياني، والعلة كل العلة في وجوه اكل عليها الدهر وشرب وأقول تحجرت لاتعي الفرق بين ماهو "لي" وما هو "للشعب". والنتيجة معروفة سلفاً مكانك تراوح وتراجع دائم مما يفسر وضع اتحاد أنديتنا المزري. اما الحل فبسيط للغاية: دم جديد وعناصر عاقلة ومناسبة ولمبادئ الشعب السرياني مخلصة قولاً وفعلاً. ما الذي حصل؟ هل أضاع المسئولون البصر والبصيرة؟

وفي نهاية تصريح السيد خلف خلف ذكر مامعناه أن "بيث نهرين"هو القاسم المشترك الأهم مع المدعوين "آثوريين" هو "بيث نهرين" هذه الكلمة التي تستهلك من قبل القاصي والداني والتاجر والسياسي، وحتى من لا يجيد القراءة والكتابة يدرك تمام الإدراك بان بيث نهرين هي تسمية جغرافية فقط بات حتى مثقفي الأكراد يروجون لها على اعتبار انهم الآن يعيشون في بيث نهرين؟ ونقول أن هذا هو للتمويه ولتمريق اتفاق العار هذا.

ولو كان "الحل" بيث نهرين هو الحل الأمثل فلماذا شن اتحاد الأندية السريانية تلك الحملة العشواء على "منظمة بيث نهرين الثورية " (دورونويه) على صفحات بهرو سوريويو بمناسبة ودون مناسبة؟؟؟ فهل من جواب؟

الأشخاص يزولون ولكن الأمم تبقى...إلا أن الأمة التي تتخلى عن مبادئها تفنى و الأشخاص -مهما علت مراتبهم- إن جرءوا و تاجروا بمصالح ومبادئ الشعوب فهم الى مزابل التاريخ ذاهبون.

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها