عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

المنظمات "الآشورية" و الرقص على الجراح!

20150308

تزامناً مع غزوة جحافل و عصابات إرهاب تنظيم" الدولة الإسلامية" المعروفة بداعش لقرى الخابور في الجزيرة السورية مؤخراً و ما نتج عنها من تدمير و تهديم و عمليات خطف و سبي و جرائم تقشعر لها الأبدان و تعاف منها النفوس بحق أبناء شعبنا الآرامي من أبناء الكنيسة الآشورية (أحد فرعي كنيسة المشرق السريانية) تنادت "المنظمات الآشورية" في العالم و دعت إلى مسيرات و مظاهرات تنديد بجرائم التكفيريين الكَفَرة و تضامناً مع اهالي قرى الخابور المنكوبة المبتلية بهذا المصاب الجلل.

أما الدعوة إلى التظاهر فهي أقل ما يمكن لأي منظمة تعمل في الشأن العام أن تقوم به في مثل هذه الأحوال. و لكن ما طرح أكثر من إشارة استفهام هو اشتراط هذه المنظمات على المشتركين الإقتصار على رفع "العلم الآشوري" فقط بالإضافة إلى علم الدولة التي تقام على أرضها المظاهرات! و كم كان المنظر مُضحكاً مُبكياً يبعث على الحزن و الرثاء و التقزز في آن واحد و نحن نشاهد بعض "عناصر الإنضباط" و هم يلاحقون البعض في إحدى العواصم الأوربية ممن أتوا للمشاركة للتعبير عن تضامنهم حاملين أعلامهم السريانية الآرامية مثلاً، مطالبين حاملي هذه الأعلام بإنزالها! للمقارنة فقط نذكر بالموقف النبيل لمنظمي المظاهرات التي انطلقت بعد استيلاء غيلان و عصابات "الدولة الإسلامية" على الموصل و نواحيها، إذ آثرت لجان تنظيم تلك التظاهرات، و كانت سريانية آرامية، الإقتصار على حمل الرموز و الشعارات المسيحية وحدها عوضاً عن الأعلام تعبيراً عن الوحدة المسيحية.

إن إسلوب تعامل المنظمات "الآشورية" يذكّر بالطرق المتبعة الدارجة لدى المنظمات الفاشية و العنصرية المتطرفة المختلفة و المعتمدة على طغيان رايات و أعلام اللون الواحد و "الزعيق" و الصراخ و الزمر التطبيل بأعلى صوت ممكن للإيحاء بقوة تمثيل و حضور و تأييد شعبي غير موجود أصلاً على أرض الواقع.

و هكذا، فعوضاً عن أن تكون تظاهرات "المنظمات الآشورية" تعبيراً حقيقياً عن مشاعر الحزن و الأسى الحقيقيين و التضامن الصادق مع المنكوبين من أبناء شعبنا، أتت في واقع الأمر مجسّدة، و بمكيافيلية وضيعة، استغلال دماء الشهداء و عذابات و آلام من تعرضوا لغزوة "الدولة الإسلامية" ضحايا غزوات "داعش" لتحقيق "انتصارات و إنجازات" إعلامية" رخيصة وضيعة تشي بجوهر و حقيقة أصحابها.

المضحك المبكي أيضاً أنه وبعد بضعة أيام فقط على تظاهرات "المنظمات الآشورية" الإقصائية تلك، طلع علينا رئيس أحد اتحادات أنديتهم في أوربا مناشداً "السريان الآشوريين"، كما سماهم، التبرع بسخاء لضحايا الغزوة. و هكذا فإن هؤلاء الميامين الصناديد لا يتذكرون و لا يذكرون السريان إلا عندما يعنّ لهم و يخطر على بالهم النصب و الإحتيال!

إن هذه التصرفات المشينة لم تثير فينا الدهشة أو عجبنا، فكل إناء ينضح بما فيه، و إن سوابق هؤلاء و حاضرهم حافل بالرقص على الجراح و على دماء الشهداء. و كان الله في عون كل من كان بحاجة إلى عون "المنظمات الآشورية"! 

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها