عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

الهمجية الإرهابية

2 فبراير / شباط 2006

في الوقت الذي ضرب فيه الإرهابيون الإسلاميون وجماعة من تظن نفسها "خير أمة أخرجت للناس" و أذنابها من أشباه مسيحيين عبيد ذميين و حفنات من "مثقفي" و تجار الكلمة في الغرب، أرقاماً قياسية في الازدواجية و النفاق و الارهاب الفكري و التهديد بالويل و الثبور، من أجل بضعة رسوم كاريكاتيرية لمؤسس الايديولوجية الاسلامية - قامت عصابات الارهاب الاسلامية في العراق بتفجير سبع كنائس في يوم واحد في كل من بغداد و كركوك في العراق أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص و جرح ما لا يقلّ عن عشرين آخرين. وهذا ليس جديدا، ولا يبدو أنه الى زوال.

إن مسلسل الارهاب الاسلامي لم يزل مسلطاً على رقاب المسيحيين و باقي الشعوب المسلمة وغير المسلمة، يحصد من الانفس البريئة و يقضي على أصحاب الحضارات الأصلية و يأتي على الأخضر قبل اليابس منذ اكثر من 1400. أما هدفه المعلن وغير المعلن فلا يقتصر على أسلمة المنطقة بل أسلمة العالم بأكمله. والأبشع أن هذه الهمجية تدعمها منظمة تدّعي الحضارة فيما تمارس التخلف و الهمجية، نعني بها المؤتمر العالمي الاسلامي، مثلا في اجتماعها المشهور المشؤوم في لاهور، الباكستان عام 1979 حيث حضّت، وما تزال، على إفراغ الشرق من مسيحييه.

إن التنظيم الآرامي الديمقراطي إذ صدمه هذا العمل الاجرامي الوحشي الجديد، فإنه يتقدم من أسر الضحايا بصادق التعازي، و للمصابين بأمانيه بالشفاء العاجل. كما يتمنى التنظيم على ضعاف النفوس من مسيحي الهوية، خاصة المتبوئين منهم مراكز هامة، روحية كانت أم زمنية على اختلاف مراتبها ، ويهيب بهم أن يخجلوا و يتوقفوا، و لو للحظة، عن تذلــّـلهم و تمسكنهم وعبوديتهم و مزايداتهم و نفاقهم، بتغنــّـيهم بالكذبة الكبرى "التعايش الاسلامي المسيحي" للحصول على شهادة "حسن سلوك"، أقلــّه عندما تفجــّر كنائسنا وتزهق أرواح أبنائها في العالم الاسلامي المصرّ بوقاحة لا مثيل لها على التمسك بلقب "المتسامح" دينا، في وقت تُزهق فيه أرواح الناس و تُغتصب كراماتهم وأعراضهم وتـُمتهن، وتصادر أراضيهم وممتلكاتهم. فمواقف هؤلاء أشباه "المسيحيين" المخجلة المخزية لا "تستمطر" شآبيب رحمة هؤلاء المجرمين أو تحرك مشاعر إنسانية أو شبه إنسانية في قلوب مخلوقات شنيعة، قد تحجرت ضمائرها وغلظت إن لم تكن قد ماتت منذ زمن بعيد، نتيجة لتعاليم الشر التي لُقنوا إياها منذ الصغر تحت إشراف من يظنون أنفسهم مسؤولين تربويين.

إن الكلمات وحدها لا تكفي، فمصيبة مسيحيي الشرق عامة والعراق خاصة أكبر، و الحل لا يكون إلا بإقامة كيان خاص لهم، يضمن لهم وجوداً حراً يصون كرامتهم و أمنهم، ضمن عراق فيدرالي علماني مبني على مبادىء احترام حقوق الانسان. و على كاهل المنظمات المسيحية المشرقية و دول العالم الحر و بشكل خاص الولايات المتحدة الامريكية، تقع مسؤولية العمل لانقاذ مسيحيي العراق، و الشرق الاوسط بشكل عام، من براثن و أنياب عصابات الارهاب الاسلامي و أنظمة التخلف و الهمجية في المنطقة التي لا يردعها لا قيادات مسلمة ولا غير مسلمة.

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها