عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

أعمال تجسس على الآراميين

20040305

بعد سقوط نظام صدّام حسين افتضح أمر عدة أعمال تجسس على بعض أفراد من الشعب الآرامي القادمين من العراق. و هنا نود ّ لفت الإنتباه الى أن هذا النشاط الاستخباراتي ليس الوحيد من نوعه، و إنما هناك نشاط تجسسي آخر تقوم به دوائر استخبارات نظام البعث العربي السوري ضدّ الآراميين المسيحيين في الشتات. وبكلّ أسف نؤكد بأن هذه الأجهزة تمكنت من التغلغل، ليس في المنظمات و الجمعيات المدنية الآرامية، و إنما الكنسية أيضاً.

و على الرغم من أن هذه العمليات مستمرة منذ مدة طويلة من الزمن، فإنه لم يكن من الممكن أن يُكتب لها النجاح – و يا للعار، لولا تواطأ، بعض قادة هذه المؤسسات الذين ما تورعوا عن إرسال تقارير بحقّ كلّ من لم يعجبهم موقفه من نظام القمع في دمشق و تهديده. و عليه لا يجوز لأي منا السكوت و التغاضي، و إنما العمل معاً لجعل حكومات العالم الحرّ تتحرك لإيقاف هذه الأعمال التخريبية الإجرامية و المنافية لأبسط مبادئ حقوق الإنسان.

إننا نفهم تماماً أن مثل هذه الأعمال التجسسية منتشرة في سوريا، إذ أن هذا النظام الديكتاتوري التعسفي قائم أساساً على التجسس على أبناء دولته و استعبادهم و اضطهادهم، و بدون ذلك فإن مصير ذاك الحكم إلى زوال. ولكن أن تستمر هذه الأعمال في دول العالم الحر، دول المدنية و الديمقراطية، التي لجأنا إليها، أمر لا يمكننا قبوله على الإطلاق. و يتحجج البعض من أفراد شعبنا ممن تورطوا و انحطوا إلى مستوى المخبرين بفتاوى سخيفة ملّت الآذان من سماعها على شاكلة أنهم مُجبرون على ذلك بحكم وجود بعض الأهل و الأقرباء في سوريا، متناسين أنهم بتصرفهم الشنيع هذا ما هم إلا يهوذا اسخريوطي - عملاء خونة باعوا ضمائرهم و شعبهم بأبخس الأثمان.

إلاّ أن المؤسف، بل المأساوي فعلاً، هو انحدار بعض الكهنة، بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى مستنقع هذه الأعمال المخالفة تماماً لمبادئ الدين المسيحي، و توجيههم تلميحات و تهديدات صريحة أو مبطنة لكلّ من يتجرأ و ينتقد نظام البعثفاشي في دمشق. أما حجة هؤلاء المفضلة فهي وجود مقرات بعض البطاركة في دمشق، متناسين أن ما أجبرنا على النزوح هو ذلك النظام القمعي واضطهاده ايانا. وقد فاتهم أنهم بتصرفهم هذا يؤكدون على أن سلطات الإحتلال تستعمل قياداتنا ومقراتنا المقدسة وأهالينا كرهائن وكوسيلة لإرهابنا.

إن التنظيم الآرامي الديمقراطي، يرفض تماماً ارتهان أمثال هؤلاء العلمانيين و الكهنة للنظام الديكتاتوري في دمشق على حساب الكنيسة و الإيمان المسيحي. و على هؤلاء أن يدركوا جيداً أن عمر النظام لا يمكن أن يكون أطول من عمر الشعب وخاصة الشعب المقهور، وأن التنظيم الآرامي الديمقراطي ليس حكراً على طائفة بعينها، و إنما هو لجميع أبناء و بنات شعبنا الآرامي المسيحي، و هو يستمدّ قوته من أعضائه و مناصريه المنتمين إلى مختلف كنائس هذا الشعب، و عليه فنحن نرفض المساومة و سنتابع المسيرة مع جميع الحلفاء و القوى المحبة للسلام لإنهاء الإحتلال البعثي العربي السوري في لبنان وإنهاء الدكتاتوريات البعثية وغيرها في بلادنا.

التنظيم الآرامي الديمقراطي

المكتب السياسي

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها